مقاومةٌ ثابتة في مواجهة احتلال هش
فاطمة السراجي
مع تصاعد الأحداث وتفاقم المعارك، يظهر الجيش الإسرائيلي في حالة تراجع ملحوظ؛ إذ أصبح يواجه تحديات جسيمة تعكس حالة من الخوف والجبن لدى جنوده؛ فالواقع المزري الذي يعاني منه الجنود يكشف عن أزمة عميقة في الهُوية والقيم في صراع لا يحمل أية أهداف واضحة.
تزايدت حالات الفزع والانهيار النفسي بين قوات العدوّ الإسرائيلي، حَيثُ تشير التقارير إلى أن العديد من الجنود يعانون من اضطرابات نفسية؛ نتيجة للضغوط المتواصلة التي يتعرضون لها في ساحة المعركة.
إن الشعور بعدم الانتماء وفقدان الهُوية بات واضحًا في صفوف المقاتلين وتخبط واضح في استراتيجياتهم وأهدافهم، هذا الأمر يجعلنا نتساءل: كيف يمكن لجيش يواجه مثل هذا الانهيار الداخلي أن يواجه مقاومة متماسكة؟
قامت الحكومة الإسرائيلية منذ بداية الصراع بترويج انتصارات وهمية مختلفة وُصُـولًا إلى اغتيال قادة حماس وحزب الله، قاصدة بذلك إعادة رفع معنويات قواتها. لكن هذه الاستراتيجيات لم تؤدِّ إلا إلى نتيجة عكسية فالمقاومة الفلسطينية ليست مرتبطة بشخص واحد، بل هي حركة جماهيرية تمتد جذورها في عمق المجتمع الفلسطيني، وكلما سقط قائد من قادتها، وُلِد قائد آخر؛ مما يضمن استمرار النهج المقاوم، وحزب الله كمثال آخر للصمود أمام هذه الهجمات، فعلى الرغم من أن “إسرائيل” استهدفت قادته، إلا أن الحزب لم يتوقف ولم يضعف ولم يتوانَ عن تنفيذ ضربات مؤلمة تعكس قدرة أكبر على مواجهة التحديات.
بدلًا عن أن تكون تلك الاغتيالات بمثابة انتصار، أظهرت أن استراتيجية الجيش الإسرائيلي تعتمد بشكل متزايد على الاغتيال كوسيلة لإعادة السيطرة؛ مما يكشف عن حالة اليأس والفشل في تحقيق أهدافه الحقيقية.
وتشير المشاهد التي تتكشف أمام المجتمع الدولي إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة حقيقية في ظل هذه الفوضى والارتباك، يتلاشى حلم التفوق العسكري ويتبدد بريق النصر المزعوم، وتبقى الرغبة في محاولة إعادة الاعتبار والسيطرة على المزيد من الأرضي الفلسطينية والتوغل في الأراضي اللبنانية نحو مزيد من العزلة والضعف.
بينما تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى التعامل مع الأزمات المُستمرّة، يتضح أن الزمن لم يعد في صالحها؛ فعلى الرغم من المواقف الرسمية والشعارات المنادية بالقوة، تفشل الجهود المبذولة من قبل الحكومة الإسرائيلية للتصحيح، حَيثُ إن كُـلّ هجمة جديدة تُظهِرُ بوضوح أن القوة العسكرية، مهما كانت، لا يمكن أن تسحق إرادَة الشعوب المتحدة في مقاومتها.
بناءً على كُـلّ ما سبق، يبدو أن مستقبل المقاومة هو مستقبل مشرق يبشِّر بعزيمة وإرادَة لا تلين، بينما مستقبل الاحتلال الإسرائيلي بل “إسرائيل” ككل يتجه نحو الزوال.
إن الواجب الآن هو دعم المقاومة بما يعزز من تحقيق مطالبها المحقة، ورفض الظلم بكافة أشكاله.
الحقيقة واضحة: أن إرادَة المقاومة ستكون دائمًا الأقوى في مواجهة التحديات، وهي قوة عظمى لا يمكن قمعها أَو محاولة إيقافها.