غزة ستنتصر.. مهما يكن

صفاء المتوكل

يتصاعد العدوان على غزة، في ظل حصار مُستمرّ وصمت عربي ودولي يثير الاستياء بين الشعوب، في وقت تتزايد فيه الضغوط على إخواننا في غزة يُطرح تساؤل: أين العالم العربي؟ وينادون: أين أنتم أيها العرب أين أنتم يا صهاينة العرب أين المجتمع الدولي؟

هل تقاعست الأنظمة العربية عن دورها تجاه شعب يعاني القصف والتشريد؟ وهل تحول بعض العرب إلى أدَاة دعم مباشر وغير مباشر للاحتلال الصهيوني؟

السكوت عما يحصل في غزة من ظلم واستكبار بحق شعبها جريمة في حَــدّ ذاتها اليوم والعالم يشهد على جرائم الإبادة الجماعية بحق أهل غزة أين أنتم يا صهاينة العرب هناك مئات الأرواح تزهق والعائلات تباد تحت الأنقاض، بينما يكتفي العالم بالنظر من بعيد هذا الصمت أمام دماء الأبرياء؟، هو مشاركة ضمنية في الظلم والجرائم المرتكَبَة وتجاهل لمعاناة شعب يكافح؛ مِن أجلِ أبسط حقوقه الإنسانية، أطفال يعيشون حياة استثنائية مليئة بالتحديات والمحن، تنمو براءتهم في ظل أوضاع صعبة، يكبرون في أجواء تسودها الحروب والحصار، ومع ذلك فَــإنَّ صمودهم وروحهم المحبة للحياة تظل شاهدًا على إرادَة قوية وتنبض بالأمل في غدٍ أفضل، يواجهون صعوبات يومية تجعل طفولتهم مختلفة عن أطفال العالم، الظروف الصعبة تفرض عليهم حياة تفتقر لأبسط الحقوق ولكنهم يبدعون في إيجاد السعادة رغم كُـلّ الظروف، أطفال هم أبطال حقيقيون يحملون روح الأمل في وجه التحديات هم يمثلون جيلًا جديدًا يحلم بمستقبل مختلف بعيدًا عن الحروب والمعاناة، إنهم يستحقون حياة مليئة بالأمان والسلام، حَيثُ ينمون ويزدهرون ككل أطفال العالم.

أطفال يناضلون وحدهم لكن صوتهم يجب أن يصل إلى كُـلّ زاوية في العالم.

أيها العرب أهل غزة يحتاجون إلى صوتنا إلى تضامننا وإلى موقف واضح يدين هذا العدوان، مسؤوليتنا أن نرفع صوتنا وأن نكسر حاجز الصمت وأن نصرخ ضد الظلم.

نحن أهل اليمن نقول للعالم: السكوت عما يحصل لغزة جريمة ولن نصمت عن الحق والعدالة وسنقف بجانب أهلنا في غزة حتى النصر بإذن الله.

إن صمودكم وصبركم هي قصة من أعظم القصص الإنسانية في العصر الحديث، إنها ملحمة يعيشها شعب مقاوم للظلم مؤمن بحقه في الحياة والحرية والكرامة، غزة ليست مُجَـرّد منطقة جغرافية بل هي رمز عالمي للإرادَة الصُّلبة والصمود في وجه الظلم، إنهم يقاومون ليعيشوا بكرامة، ويرسلون رسالة أمل وصمود للعالم بأسره.

يمتلكون روحًا عالية من التحدي والعزيمة التي لا تنكسر، هذه الروح تتجلى في تفاصيل حياتهم اليومية عندما تُهدم البيوت؛ بسَببِ القصف يعود الأهالي بعد انتهاء الهجمات لتفقُّد بيوتهم وإعادة بناء ما يقدرون عليه.

ولو أشياء بسيطة هذا ليس مُجَـرّد إعادة بناء مادي بل هي رمز لصمود نفسي وروحي، يعبرون عن رفضهم القاطع للاستسلام يتمسكون بأرضهم وهُويتهم، ويعتبرونه جزءًا لا يتجزأ من هُويتهم، والتمسك بها بالنسبة لهم مسألة حياة وكرامة.

يعلمون أطفالهم قصص الصمود والمقاومة وفي نقل حب الوطن إليهم رغم الظروف الصعبة هذا الشعور يقوي من عزائمهم ويعزز من قدراتهم على مواجهة التحديات المتتالية، متمسكون بالأمل بمستقبل أفضل ومؤمنون بأن الانتصار قادم.

ستظل غزة أرضًا للعزة ورمزًا للنضال والمقاومة رغم ما تعانيه من قسوة الإبادة والحصار وغياب الدعم، ومن الضرورة أن يتحَرّك ويتجدد تضامن دول العرب بأكملها بشكل فعال للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني؛ فالسكوت على القضية الفلسطينية أَو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي خيانةٌ لأُخوَّة الأرض والدم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com