مجلة أمريكية: الضرباتُ اليمنية على السفن الحربية تزعزعُ شعورَ أمريكا الزائف بالأمن
المسيرة| متابعة خَاصَّة:
تعالت أصداءُ الهجوم الأخير الذي شنته القوات المسلحة اليمنية على حاملة الطائرات الأمريكية (أبراهام لينكولن) ومدمّـرتين تابعتين لها، حَيثُ اعتبرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية أن إصابة سفينة حربية أمريكية من شأنه أن يزيل شعور الأمن الزائف لدى الأمريكيين ويغيِّرُ الرأي العام بشأن انتشار القوات الأمريكية حول العالم.
ونشرت المجلة الأمريكية هذا الأسبوع تقريرًا سَلَّطَ الضوءَ على الهجوم، جاء فيه أنه “إذا نجح الحوثيون في استهداف سفينة حربية أمريكية، فمن المرجح أن يكون رد الفعل بين عامة الناس في الولايات المتحدة أشبه باليقظة؛ إذ إن نشر القوات الأمريكية في جميع أنحاء العالم، إلى الأبد، كشرطي عالمي بحكم الأمر الواقع، أمر خطير بطبيعته، وهذه الحقيقة واضحة بذاتها، ومع ذلك فقد تم خداع الأميركيين منذ فترة طويلة بشعور زائف بالأمن”.
وأضافت المجلة: “إن وقوع مثل هذه الضربة من شأنه على الأرجح أن يزعزع شعور أمريكا الزائف بالأمن؛ ومن المرجح أن تعمل هذه الضربة كتذكير بأن النشر الجماعي الدائم أمر خطير بطبيعته؛ وأن شبابنا وشابَّاتنا في خطر”.
واعتبرت المجلة أنه “من المحتمل، أن تجبر مثل هذه الضربة الرأي العام الأمريكي على إعادة النظر في الأولويات والتكتيكات العسكرية الأمريكية، حَيثُ قد يطرح الشعب الأمريكي أسئلة أكثر صراحة مثل: كيف ينبغي نشر القوات الأمريكية؟ وما الذي يستحق المخاطرة بأرواح الأمريكيين وثرواتهم؟”.
ووفقًا للتقرير فَــإنَّه “إذا ما تم تنفيذ مثل هذه الضربة، فَــإنَّ البنتاغون سوف يضطر إلى إعادة النظر في الأمر، وهو ما قد يكون جاريًا بالفعل”.
واعتبر التقرير أن “قدرة الحوثيين، الذين يعتمدون على أسلحة ذات تكنولوجيا منخفضة التكلفة نسبيًّا، على تعريض مثل هذه السفن الحربية الباهظة الثمن والمتقدمة للخطر، هو أمر محرج ومثير للقلق، ومن شأنه أن يدفع إلى تعديلات في العقيدة العسكرية” حسب وصف المجلة.
وكانت المجلة قد نشرت تقريرًا آخرَ اعتبرت فيه أن استهدافَ القوات المسلحة اليمنية لمدمّـرتين أمريكيتين أثناء عبورهما باب المندب يكشف عن “نقاط ضعف في أسطول السفن السطحية للبحرية الأمريكية”.
ولا تزال الولايات المتحدة تحاول التكتم على استهداف حاملة الطائرات الأمريكية (أبراهام لينكولن) في الهجوم نفسه، حَيثُ تهرّب المتحدث باسم البنتاغون من الحديث عن الأمر، واضطر للاعتراف بتعرض المدمّـرتين (سبراونس) و(ستوكـديل) للهجوم بعدد من الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية والمجنحة.
ومع ذلك فَــإنَّ محاولة التكتم الأمريكية الجديدة لم تنجح في التقليل من أهميّة الهجوم، خُصُوصًا بعد فشل المحاولات السابقة لإنكار تعرُّضِ حاملة الطائرات (أيزنهاور) لضربات يمنية في يونيو الماضي، حَيثُ ظهرت الحقيقةُ لاحقًا بشكل تدريجي على لسان قائدِ مجموعة الحاملة (أيزنهاور) السابق، مارك ميجيز، الذي اعترف بأنه اضطر لتحريكها عدة مرات للهروبِ من الهجمات، قبل أن يكشف تقريرٌ آخر عن وصول صاروخ يمني إلى مسافة 200 متر فقط من الحاملة الفارَّة، وهو ما يعني بوضوح فشلَ كُـلِّ منظوماتها الدفاعية الصاروخية والجوية، ويؤكّـد بالتالي تعرُّضَها للضربات.
ومما يزيدُ من هشاشة محاولات الإنكار الأمريكية الاعترافاتُ الجديدة وغير المسبوقة التي أدلى بها وكيلُ مشتريات الأسلحة في البنتاغون، بيل لابلانت، قبل أَيَّـام والتي أكّـد فيها أن اليمن “أصبح مخيفًا” وأن القدرات الصاروخية اليمنية “مذهلة” وصادمة.