هيئة الترفيه تمنعُ رفاهيةَ الشهادة

غازي منير

تكثّـف هيئة الترفيه السعوديّة من برامجها وأنشطتها بالتزامن مع الذكرى السنوية للشهيد في دول محور المقاومة، وبالتزامن أَيْـضًا مع ارتفاع منسوب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق إخوتنا وأهلنا في غزة ولبنان.

أي جهل فظيع وصلت إليه أُمَّـة المليار والنصف مسلم؟!

أي انحطاط وصل إليه النظام القائم على بيت الله الحرام وقبلة المسلمين المقدسة؟!

هيئة الترفيه السعوديّة تقوم بإقامة فعاليات غناء ورقص وعروض أزياء، وتستقطب أرذل فنانات الغناء والرقص على مقربة من الكعبة المشرفة، وتنقلها عبر قنوات رسمية للسعوديّة لتفسد شباب الأُمَّــة، في الوقت ذاته الذي يشاهد العالم بأسره ما يحدث من مجاعة وتطهير عرقي في غزة وعدوان غاشم في لبنان.

فعل مقيت، قبيح، مذموم، ليس منافيًا لقيم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف فحسب، بل ومناف حتى لعادات وتقاليد ونخوة وغيرة العرب.

أحرار فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا وإيران يتسابقون للدفاع عن شرف هذه الأُمَّــة ويتنافسون في تقديم أنفسهم شهداء في سبيل الله حتى القادة منهم، والسعوديّة تسابق الزمن في الوصول إلى أدنى مستوى للانحطاط والفساد.

إذن لم يتبق لأبناء هذه الأُمَّــة سوى خطين متوازيين لا يلتقيان، إما خط الجهاد في سبيل الله والاعتصام بحبل الله والأخوة والوحدة لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية والأمريكية والدفاع عن مبادئها وقيمها ومصالحها وأوطانها وكرامتها وعرضها وشرفها لتحيا حياة عزيزة كريمة، ومن يستشهد وهو في هذا الخط سيلقى الله بوجه أبيض مشرق ويحيا حياة أبدية في ضيافته بقمة النعيم والرفاهية، أو خط هيئة الترفيه السعوديّة والفساد الأخلاقي الذي سيقود إلى الهلاك والخزي تحت وطأة وحشية “إسرائيل” وأمريكا في الدنيا وإلى جهنم وعذابها الأليم في الآخرة.

ولا شك بأن الموت سنة الحياة لا بدَّ من الفراق لكل الناس، ولكننا نحن المجاهدين أجرنا على الله وغايتنا رضا الله وأن نلتقي في جنته، وسواءٌ أكنا في هذه الطريق أَو كنا كالناس الخوالف لا بُـدَّ لهم من الموت ومن الفراق، وإنما تكريم من الله لمن يسيرون في طريق الجهاد مثل الأنبياء أن يكرمهم بالحياة الطيبة والكرامة والعزة والمغفرة والرزق الكريم، وفوق كُـلّ هذا جنة عرضها السماوات والأرض.

وبما أن الموت قضية محتومة فلا نبالي، أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com