انهيارُ القشة

عاصم المنتصر

أمريكا التي ظلت تهيمن على العالم لعدة قرون في كُـلّ المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية وغيرها، والتي تعتبر نفسها القوة العظمى الخالدة والأبدية التي لا يمكن زوالها ولا تستطيع أية قوةٍ على وجه المعمورة هزيمتها، وعملت على ترسيخ هذه النظرية في قلوب قادة دول العالم وشعوبها ونجحت في ذلك؛ مما جعل الزعماء يتوددون لها بالموالاة وتنفيذ كُـلّ ما يصدر عنها من توجيهات حتى لو كانت ضد بلدانهم وشعوبهم، فظلت تهيمن عليهم لعقود طويلة من الزمن، حتى ظهر محور الجهاد والمقاومة ليعريها أمام العالم ويكشف ضعفها وهشاشتها ويمحي الصورة الذهنية التي رسختها في أفكار الشعوب بأنها بعبع لا يمكن الاقتراب منه أَو مواجهته؛ فقال الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، كلمته المشهورة المنطلقة من الثقة المطلقة بالله: “إن أمريكا قشة”.

كلّ يوم يمر يتجلى فيه صدق كلمة الشهيد القائد، الذي أظهر أمريكا على حقيقتها، وليس كما تروج لنفسها، والآن بدأت تظهر معالم انهيار القشة على أيدي ثلة من الرجال الصادقين مع الله، فما حدث من ضربٍ لحاملة الطائرات أبراهام لينكولن ومدمّـرتين أمريكيتين من قبل القوات المسلحة اليمنية لهو أشبه بالمعجزة وما يزيد من عظمة هذا الحدث الجلل هو القدرة الاستخباراتية التي وصلت لها القوات المسلحة وتنفيذها ضربة استباقيّة شلت هجوم العدوّ، من كان يجرؤ أن يضرب أمريكا ولو برصاصة واحدة أَو حتى برشة ماء؟ رغم ما تعمله بهم من اعتداء وقتل واحتلال ونهب وسلب للحقوق وامتهان للكرامة وتقييد للحرية، إلى أن ظهر محور الجهاد الذي ألغى نظرية أن تعتدي أمريكا على من تريد ولا يرد عليها أحد فكسر بذلك هيبة القشة وأضعف نفوذها، نحن الآن نشاهد بداية انهيار القشة وانتهاء عصر الهيمنة والخضوع لغير الله على أيدي الواثقين بالله والمتوكلين عليه.

وهذا المحور الآن على مشارف النصر الإلهي الذي وعد به الله عز وجل، في محكم كتابه بقوله تعالى: “وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ” صدق الله مولانا العلي العظيم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com