اليمن.. كيف قتلت هيبةَ أمريكا؟!

دينا الرميمة

على وقع الانتصارات التي تحقّقها اليمن على البحرية الأمريكية في معركة الإسناد لغزة التي ليس آخرها استهداف مدمّـرتين وحاملة الطائرات إبراهام لينكولن في البحر العربي، ثمة من يتساءل عن سر هذه الانتصارات والقوة التي يملكها اليمن على الرغم من وطأة العدوان الذي مر به اليمنيون ولا يزالون؟

مثل هذه التساؤلات والانتصارات على أمريكا ربما جعلت الكثير منا يعود بالذاكرة إلى بداية ظهور المشروع القرآني بشعاره الذي استله السيد “حسين بدر الدين الحوثي” من القرآن الكريم، وتضمن عبارة “الموت لأمريكا وإسرائيل” كلمات ازعجت أمريكا كونها عرفت خطر مضمونها عليها في وقت جهله الكثير؛ ولذا فقد عملت على تشويه المشروع القرآني ومعها انجر الكثير من أبناء اليمن يسخرون من الشعار بالقول: كم أمريكي قتلتم؟ وآخر يقول أين هي أمريكا وأين هي إسرائيل؟ على جهالة منهم بمضمون الشعار وبأن أمريكا كانت تحكم اليمن باسم السلطة اليمنية!!

غير أن الأيّام أثبتت أن هذا الشعار كان بداية السقوط لأمريكا منذ أن فشلت في استهداف المشروع القرآني، حتى بعد قتلهم للسيد حسين -سلام الله عليه- بل انتشر المشروع والشعار في رقعة واسعة من اليمن مخلفًا وعيًا بين أوساط اليمنيين حول خطر أمريكا ومشاريعها الاستعمارية والداعمة بشكل كبير للصهيونية، وبهذا الوعي أخرجوا أمريكا من اليمن، وهذا كان سبباً للعدوان الأمريكي على اليمن وإن كان بتنفيذ وتمويل سعوديّ إماراتي انتقاماً لكبريائها، ظنًّا أنها بأُسلُـوب الترهيب ستجعل اليمنيين يحفرون بأيديهم قبراً للشعار والمشروع القرآني ويسلمون سيادة أرضهم ورقابهم تحت قدميها فتعيد الروح لنجمها الآفل باليمن الطامعة بها!

غير أن المشروع القرآني الذي كان قد تغلغل بأدمغة وقلوب اليمنيين قد فاق رُهّابها وإرهابها؛ ما جعلهم ينظرون لها مُجَـرّد قشة، رافضين الاستسلام لها وكان خيارهم الصمود والنصر على نيران حرب يعلو دخانها زحل ذوداً عن أرضهم وكرامتهم.

ومع أول رصاصة أطلقها اليمنيون بوجهها بدأ معها الموت الفعلي لهيبتها وقتلها بالبطيء على وقع حرب بدايتها صرخات الحناجر إلى الرصاص والسلاح الشخصي، ثم إلى البالستي والمسيّر والمجنح وأسلحة بحرية بمختلف أنواعها، فاقت تكنولوجيا أمريكا والغرب، صناعة يمنية بحتة وَبها تواصل التهاوي لهيبتها مع دخان أرامكو ومفاعل براكة النووي وتحت حطام طائرات MQ9 ذائعة الصيت والمتساقطة فقط باليمن خلال سنوات العدوان العشر، التي على الرغم من ثقلها إلَّا أن اليمنيين باتوا ينظرون لها مُجَـرّد زائر ثقيل حط رحاله بينهم وسيرحل، بعد أن حولوها لمنحة طورا فيها قدرتهم وقوتهم إلى الحد الذي أهلهم للاندراج في معركة الفتح الموعود؛ فامتشقوا سيف العروبة والإسلام إسناداً لغزة التي لم تجد لها من ناصر يناصرها في مأساتها وطرقها المميتة الموحشة بخذلان العروبة.

وبدءاً من الحصار الذي فرضته اليمن على الاقتصاد الصهيوني في باب المندب، أمامه جلبت أمريكا إليهم برجلها وخيلها دفاعاً عن ربيبتها “إسرائيل” بتحالف ازدهار، محاولة شيطنة اليمن لإعطاء نفسها شرعية عسكرة المياه اليمنية التي توسعت لتشمل البحار الثلاثة والمحيط الهندي، إلا أن فعلها ذلك لم يكن إلا قتلاً لما تبقى من هيبتها، التي ذرها اليمنيون رماداً مع دخان السفن المحروقة في البحار، وَمع هدير صوت هروب حاملات طائراتها روزفلت وأيزنهاور التي كان مُجَـرّد تحَرّكها لنصرة حليف ما، يرعب القلوب ويحبس الأنفاس.

أضف لنيران الحرائق التي أحدثتها مسيّرة يافا وصماد وصاروخ فلسطين٢ الفرط صوتي التي وصلت إلى عمق مركز الكيان، محرقة معها هيبة أنظمة دفاعاتهم الأضخم قوة وسمعة آخرها منظومة الثاد، التي تتجاوزها الصواريخ والمسيّرات اليمنية واللبنانية نصرة لفلسطين، التي كانت هدفاً ضمن أهداف الثورة السبتمبرية منذ لحظة إشعالها ميثاق وعهد التحرير وموت أمريكا شعاراً يردّدوه ليل نهار، ظنه البعض محظ هراء؛ فصار واقعاً ماتت فيه هيبتها وانفضح زيف ديمقراطيتها وجميع شعاراتها الهشة للحرية وقوانين السلام، على وقع معركة يؤكّـد اليمنيون أنها لن تنتهي إلا بوقف الحرب والحصار على غزة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com