خروج جماهيري مليوني يؤكّـد السير على خطى الشهداء في نصرة فلسطين ولبنان
المسيرة: صنعاء
للأسبوع الـ58 على التوالي، يواصل الشعب اليمني حراكه الشعبي المناصر لفلسطين ولبنان، ويؤكّـد على ثبات المعادلة اليمنية ضد العدوّ الصهيوني ورعاته المجرمين.
وتحت هطول غيث الرحمة والبركة، تقاطرت حشود اليمن في العاصمة صنعاء من كُـلّ حدب وصوب، وتدفقت سيولًا بشرية إلى ميدان السبعين، الميدان الأكبر المناصر لفلسطين على وجه المعمورة.
وفي المسيرة التي تتزامن مع الذكرى السنوية للشهيد، وحملت شعار “مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر”، زيَّنَ اليمانيون الأحرار لوحتهم البشرية العملاقة بصور الشهداء القادة، وشعارات البراءة من الأعداء، فيما توشَّح ميدانُ السبعين بأعلام اليمن وفلسطين ولبنان.
وندّد المشاركون باستمرار جرائم الإبادة الجماعية التي ينفذها العدوّ الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني واللبناني، وسط تخاذل عربي وتواطؤ دولي، مطالبين المجتمع الدولي بسرعة القبض على المجرم نتنياهو ومساعده غالانت.
وزأر اليمانيون بأصواتهم العالية، مردّدين هتافات صاخبة جاء في بعض منها “بدم الشهداء الأبرار.. هزمت دول الاستكبار”، “ذكرى الشهداء محطتنا.. ودماهم أنقذ أمتنا”، “ذكرى الشهداء محطتنا.. ودماهم مصدر قوتنا”، “مشروع شهيد القرآن.. أفشل مشروع الشيطان”، “بدماء الشهداء الأبرار.. أنقذنا الله الجبار”، “أيدنا بَـرًّا وبحار.. بدماء الشهداء الأبرار”، “بحسين البدر الكرار.. بدماء الشهداء الأبرار”، “وأخيه وشعب الأنصار.. بدماء الشهداء الأبرار”، “هزمت دول الاستكبار.. بدماء الشهداء الأبرار”، “أمريكا ولَّت أدبار.. بدماء الشهداء الأبرار”، “سبحان الملك القهار.. بدماء الشهداء الأبرار”.
وتأكيدًا على ثبات الموقف في مواجهة العدوّ الأمريكي مهما تعددت إداراته، كرّر اليمانيون الزئير بهتافات “لا نخشى أمريكا الهشة.. هي والله مُجَـرّد قشة”، “هربت هربت إبراهام”، “يمن العزة والإسلام.. أسقط هيبة إبراهام”، “أمريكا سبب الحروب.. وعدوة كُـلّ الشعوب”، “في غزة أَو في لبنان.. أمريكا رأس العدوان.. والفيتو أكبر برهان”، “العزة لله العزة.. النصر للبنان وغزة”، “متحدي الباطل متحدي.. من باب المندب إلى الهندي”.
وعلى وقع تصاعد الهتافات وتهافت الحشود وعلو المعنويات وزخم الحماس، أطل العميد يحيى سريع لإلقاء بيان القوات المسلحة بشأن استهداف قاعدة “نيفاتيم” الجوية الصهيونية جنوب فلسطين بصاروخ فرط صوتي طراز “فلسطين2″، ليتأكّـد للجميع أن اليمن على المستوى الشعبي والعسكري حاضرٌ بقوة في الميدان للتنكيلِ بالعدوّ الصهيوني ورعاته.
وصدَرَ عن المسيرة بيانٌ ألقاه اللواءُ بكيل صالح الوهبي، قائد كتائب الوهبي، أكّـد من خلاله أحرار الشعب اليمني “الاستمرار بالجهاد في سبيل الله في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس حتى وقف العدوان على غزة ولبنان”.
ونوّه إلى استمراريةِ الخروج الأسبوعي بمسيراتنا المليونية مساندِينَ للشعبين الفلسطيني واللبناني بلا كلل ولا ملل، ولا تراجع ولا فتور حتى النصر بإذن الله”.
وقال البيان “في ختام الذكرى السنوية للشهيد، وبكل إيمان وثباتٍ على المبادئ التي ضحى مِن أجلِها الشهداء نؤكّـدُ الاستمرارَ في رفع راية الجهاد في سبيل الله، والتمسُّــك بكتابِه العظيم، وإعلاء كلمته تحت راية الأعلام الهُداة إلى دينه، دون تردُّد أَو تراجع، وبكلما أوتينا من قوة حتى لو اجتمع علينا كُـلُّ أشرار العالم”.
وَأَضَـافَ البيان “أمام الانكشاف والسقوط المتواصل الذي أظهر الوجهَ الأشنَعَ والإجرامي لأمريكا باستخدامها (الفيتو) أمامَ مشروع قرار مجلس الأمن الذي يدعو للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وأمام فشل وعجزِ مجلس الأمن مجدّدًا في إيقاف الإبادة الجماعية في غزة لأكثر من عام وشهر نؤكّـد الاستمرار بالجهاد في سبيل الله في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس حتى وقف العدوان على غزة ولبنان”.
وندّد بيان المسيرات باستمرار حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدوّ الإسرائيلي المجرم بحق إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة للشهر الثاني من السنة الثانية، بمشاركة ودعم أمريكي كامل، ومساندة من بعض الدول الأُورُوبية والغربية، وكذلك بإجرام العدوّ في الضفة الغربية ولبنان، في ظل تخاذُلٍ وصمت عربي وإسلامي وأممي مُخْزٍ ومهين.
وأشَارَ إلى الانتصارات المتواصلة لقواتنا المسلحة، والتي كان آخرها إجبار حاملة الطائرات الأمريكية “إبراهام لينكولن” على الفرار بعد أن ضربها الله على أيدي مجاهدي قواتنا المسلحة، داعيًا لمواصلة ضرباتهم للمجرمين بكل قوة، حتى النصر بإذن الله”.
وجدد البيان التأكيد على أن الجهاد هو الخيار الوحيد والسليم للدفاع عن أنفسنا وعن أمتنا، داعين شعوب أمتنا العربية والإسلامية للتحَرّك معنا في هذا الخيار الذي أثبت الواقع أن لا خيار لنا سواه.
وجدد الدعوة لأبناء شعبنا ولكل شعوب أمتنا وكل الشعوب الحرة والكريمة لمواصلة مقاطعة البضائع والسلع والمنتجات الصهيونية والأمريكية وتكثيف الفعاليات المساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني والاحتجاج على الإجرام الصهيوني والأمريكي بحقهما.
واستنكر بيان المسيرات المليونية “الإساءَات المتكرّرة والمُستمرّة لمقدساتنا من قبل النظام السعوديّ، والتي كان آخرها استخدام أشكال مشابهة للكعبة المشرفة خلال تنظيمه لحفلات المجون والتعري فيما يسمى بموسم الترفيه، في خطوة مستفزة لمشاعر كُـلّ المسلمين؛ بهَدفِ ضرب قدسيتها في عيون أبناء الأُمَّــة؛ تمهيدًا لاستهدافها من قبل اليهود الذين لا يخفون نواياهم ومخطّطاتهم للسيطرة عليها من خلال ما يسمونه بمشروع “إسرائيل الكبرى”.