انهيارُ السردية الصهيونية

مصطفى عامر

– الأهم، في مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت، الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، أنها تعكس انهيار السردية الصهيونية المُتسيّدة منذ الحرب العالمية الثانية.

وبمنأى عن مدى تنفيذها، فهي انعكاس أَيْـضاً للمزاج الدولي العام؛ إذ يستشعر غروب شمس الهيمنة الأمريكية على العالم.

– وبمنأى عن العدالة، وبالتأكيد على أن قرار المحكمة الجنائية الدولية الأخير يتوافق مع روحها، إلا أن القانونَ الدوليَّ محكومٌ على نحوٍ أهم بمساحات التأثير، وعوامل القوة، ومناط المصلحة.

وأن يصدر عن المحكمة قرارٌ على هذا النحو، رغم أمريكا؛ فهو انعكاس لمغادرتها متن اللعبة إلى هامشها، وهي، إذ تغادر اللعبة فإنها تخرج من كُـلّ باب:

من السياسة إلى الإعلام، ومن الدولار إلى العسكرتاريا!

وفي السياق ذاته، وعلى ذكر العسكرتاريا، فأمريكا على ما تملكه من سلاح، خسرت الرّدع، وخرجت من سباق التقنيات، فيما لا تنتمي حتى حاملاتها إلى لغة العصر الجديد؛ ليبدو مآلها -من هذه الناحية- مشابهًا لمصير الدولة العثمانية؛ إذ كانت حتى سقوطها تملك ترسانةً ضخمة، ولكنّها أقدم من لغة العصر!

وللتدليل:

يحتفي بوتين اليوم بصاروخ “أوريشنيك”، وهو صاروخٌ متقدّمٌ للغاية، حتى في مجال “فرط الصوتيات”؛ وإلى حَــدِّ يدفعُ روسيا لاعتباره “بلا نظير”!

وفي الوقت ذاته، فأمريكا لم تدخل إلى نادي صنّاع الصواريخ فرط الصوتيّة، بعد!

فيما تقوم اليمن، يوميًّا، ببعثرة كرامة حاملاتها وبوارجها وكل “مفاخرها” في البحر؛

وعلى مرأى من الخلق أجمعين!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com