ليته كان انقلابًا على الإسلام..!

الشيخ عبدالمنان السنبلي

ما يحدث في بلاد الحرمين ليس انقلابًا على الإسلام، بصراحة، وإنما هو مخطّط خبيث لإنتاج واستنساخ إسلام جديد..

إسلام جديد يختلف كليًّا شكلًا ومضمونًا عن ذلك الإسلام الذي جاء به محمد بن عبدالله عليه، وعلى آله الصلاة والتسليم..

إسلام ينبعث وينتشر من نفس المكان الذي انبعث وانتشر منه الإسلام الحقيقي والأصلي..

هكذا يريد المخطّط..

وهكذا بدأت تسير إجراءات التنفيذ..

وإلا ماذا يعني هذا التحول المفاجئ والخطير في مسار الثوابت الدينية والقيمية والأخلاقية، وبصورة لم تحدث من قبل..!

فقد احتاج العلمانيون الأتراك مثلًا إلى أكثر من خمس وثلاثين سنة، افتعلوا خلالها الحروب والأزمات والاضطرابات واصطنعوا شتى الذرائع والمبرّرات، لكي يستطيعوا الوصول فقط إلى نقطة التحول هذه..

وأصحابنا السعوديّون، ما شاء الله، تحَرّكوا فجأة، وعلمنوها في يوم وليلة..

وليتهم وعلمنوها على الطريقة الأتاتوركية، أَو على أَسَاس ما لله لله وما لقيصر لقيصر..

لكنهم يريدونها علمانية من نوع خاص..

علمانية مقصورة على الجانب الثقافي والاجتماعي والقيمي والأخلاقي..

أما علمانية سياسية، فلا..

ومن يجرؤ أصلًا على المساس أَو حتى مُجَـرّد الحديث عن طبيعة أَو شكل نظام الحكم هناك في السعوديّة..؟!

المهم..

علمانية تطوع النظام نفسه وأقطابه الدينية، والفكرية، والنخبوية لصالح خدمة المشروع الخفي المعادي للإسلام..

وباسم الإسلام نفسه..!

هل رأيتم الوقاحة والمهزلة..؟

لا، والأوقح من ذلك ماذا..؟

أنهم يروجون لهذا المشروع وهذا المخطّط الصهيوني الخبيث تحت عنوان:

رؤية محمد بن سلمان 30..!

يحسسوك، يعني، وكأن هذا الذي يجري في السعوديّة اليوم هو من بنات أفكار وابتكارات سمو ولي العهد..!

سموه..؟!

سمُّوه، في الحقيقة، أغبى وأجهل من أن يحمل مشروعًا أَو يمتلك رؤية..!

سموه فقط مُجَـرّد أدَاة ليس إلا..

هذه هي الحقيقة..

على أية حال،

قد ينجح سمو ولي العهد، وإلى حَــدّ ما، في تدمير قيم وأخلاق المجتمع السعوديّ مادام مُستمرًّا، وبهذه الكيفية، في هذا المشروع الانحلالي القذر، لكنه، ومع ذلك، لا يعلم أنه بذلك إنما يعمل على تدمير مُلكه ومملكته، وقبل، ربما، أن يعتلي عرش مملكته هذه..

ولن يضر الإسلام شيئًا..

والأيّام بيننا..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com