تضحيات الشهداء نور يرشدنا نحو مستقبل مشرق
مرتضى الجرموزي
رجال بصدق الفعل والقول صدقوا مع الله، منهم من قضى شهيدًا وارتقت روحه الطاهرة ونفسه الزاكية إلى الله بروح وروحان وجنة نعيم مطمئنة ورضوان من الله أكبر.
غادروا دنياهم مسطرين أعظم تاريخ بأنصع صفحات الرجولة والقيم، مجاهدين صنعوا مجدًا للأُمَّـة، ضحوا واستبسلوا وقادوا الملاحم، ابتاعوا حياتهم ومماتهم لله وفي سبيله ونصرة المستضعفين، خاضوا النزال مع الأعداء والظلمة والجبابرة وكانوا أهلاً للمسؤولية الجهادية نحو التحرّر والسيادة والاستقلال، جهادًا في سبيل الله حفظوا ماء وجه الأُمَّــة وحفظوا لليمن وللأُمَّـة سيادتها وكبرياءها، ما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا، بل أذلوا الطغاة وأنظمة الجور والعمالة.
ونحن إذ نحتفل بالذكرى السنوية للشهيد لنا حديث ووقفات مع صُنّاع النصر ونبلاء المجد في كُـلّ زمن ومكان، وما من أُمَّـة تقدم شهداء إلّا وكان لها حق النصر وثمار الانتصار؛ بتضحيات من وهبوا حياتهم لله وفي سبيل رضوانه، بلا خنوع يصنعون المجد ويرسمون طريق المستقبل للأُمَّـة وخارطة طريق للأجيال القادمة تستطيع من خلالها المحافظة على ما تم صناعته والسير على درب الشهداء العظماء.
لنا في هذه الذكرى العطرة والعظيمة أن نستلهم من الشهداء دروس العزة وأُسطورية المعارك والتضحيات التي قدموها لتحيا الأُمَّــة والشعب اليمني نور الحرية والسيادة بعيدًا عن الوصاية الغربية والخارجية بكافة أشكالها ومسمياتها؛ جاهدوا واستشهدوا لينيروا حياتنا بنور يرشدنا نحو مستقبل زاخر ومشرق نباهي به بين الأمم.
وفي هذه المناسبة يجب علينا ومع استذكار مآثر وبطولات الشهداء وتضحياتهم الجسام التي سطروها بأنصع صفحات التاريخ وحتى لا نغفل عن ذكراهم يجب أن نعيش مع أهاليهم، نستوحي منهم القصص العظيمة التي سطروها لنعيش في رحابها نتلمس حاجيات أهاليهم؛ لتحظى أُسرهم بوافر الاحترام والتقدير والاهتمام وكامل الرعاية بمختلف شؤون حياتهم، لكي لا يشعرون بفقدان شهدائهم، وهذا ما يجب على الجهات المعنية وعوام المجتمع اليمني الذي يعيش فضلًا لله وفضلًا لتضحيات مجاهدينا من قضوا نحبهم شهداء في سبيل الله، ومنهم من ينتظر مجاهدًا مرابطًا في الثغور وثكنات القتال على طول الساحة المحلية والإقليمية، ولم يبدلوا تبديلاً ثابتين، مرابطين، صبراً وجهادًا في سبيل الله والمستضعفين…