أين يجدُ اليمانيون احتفالاتِهم وترفيهَهم؟
أمة الملك الخاشب
تقام في عدة دول عربية وغربية مهرجانات واحتفالات للترفيه ومباريات ومسابقات؛ بهَدفِ الترفيه عن النفس والراحة التي يبحثون عنها والمتعة التي يسافرون؛ مِن أجلِها بين الدول أَو بين المحافظات لتغيير الأجواء الروتينية والبحث عن راحة الأعصاب وهدوء البال.
البعض يذهب لمهرجانات الترفيه والبعض يذهب لدُور السينما والبعض يذهبون للمسارح والبعض لحفلات غنائية لمشاهير الفنانين الذين يحبهم والبعض يعشقون المباريات والنوادي ومختلف أنواع الرياضة فيتسابقون ويتنافسون للحضور كُـلّ ليشجع الفريق الذي يحبه وليتمتع بمجريات المباريات الممتعة.
وتختلف رؤية كُـلّ شعب للترفيه والراحة، كلّ بحسب ثقافته وهُويته، المهم والخلاصة أن هناك أموالاً كثيرة تبذل وجهوداً كبيرة لإنجاح الاحتفالات الغنائية وأماكن المسارح والترفيه والمونديالات وغيرها.
فماذا عن احتفالات ومناسبات شعب اليمن المجاهد المؤمن الصابر يمن الإيمَـان والحكمة أحفاد الأنصار؟؟ ستنذهلون إذَا عرفتم أن هناك جهوداً جبارة وفوق الخيالية تبذل في مناسبة الذكرى السنوية للشهيد في اليمن وهناك تنافس وتسابق كبير وغير مسبوق لأجل أن تظهر معارض الشهداء بذلك القدر من الجمال الذي يسلب العقول ويجعل روح الزائر تحلق إلى حَيثُ أرواح الشهداء، لا أبالغ إن قلت ذلك؛ فالتنسيق والتنظيم والألوان الجمالية الخضراء تشعرك وكأنك تدخل روضة من رياض الجنان.. وَإذَا تأملت في صور الشهداء وابتساماتهم تشعر بأن تلك الصور من أهل الجنان تتأمل في ملامحهم، في فتوتهم وشجاعتهم واختلاف أعمارهم واختلاف أعمالهم واختلاف محاورهم.. اختلاف أنسابهم وأسرهم واختلاف محافظاتهم ومديرياتهم، ولكن يجمعهم هدف واحد وغاية واحدة وهي الفوز برضا الله والنجاة من سخطه، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه؛ فانطلقوا بكل إخلاص وصدق بائعين أنفسهم من الله فقبل الله البيع وربحت التجارة.. تركوا دنياهم بكل ما فيها من متاع، تركوا زوجاتهم وأبناءهم وأُمهاتهم ودفء منازلهم، تركوا وظائفهم وأعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم، هم بشر مثلنا كانت لهم أحلامهم وطموحاتهم، كانوا يحلمون بالأمن والأمان والاستقرار!! لكن هل يهدأ لهم بال أَو يهنأ لهم عيش وهم يرون دين الله ينتهك والدماء تسفك والعدوّ يتمكّن من رقاب الأُمَّــة ويذلها، ومن هي هذه الأُمَّــة إنها أُمَّـة محمد بن عبدالله، أُمَّـة الإسلام، أُمَّـة العزة والكرامة التي قال عنها الله تعالى: “وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ” فأين العزة منها في ظل هذا الوضع المخزي والذليل، فهموا فلسفة الحياة أنه لا خسارة مع الله أبداً، وفي كُـلّ الأحوال ننتصر، في حالة الشهادة نصر وفي حالة النصر نصر مثلما قال السيد حسن نصر الله سلام الله عليه.
لا خيار للأُمَّـة الإسلامية سوى العودة لثقافة الجهاد والاستشهاد مثلما يؤكّـد على ذلك السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في أغلب خطاباته فقد عمل أعداء الأُمَّــة على مدى سنوات طويلة أن يبعدوا الأُمَّــة عن كتابها وإبعادهم عن آيات الجهاد في سبيل الله، وعملوا على تغيير المفاهيم والمصطلحات، وسيطروا على عقول أجيال كاملة بالتضليل والزيف والخداع والثقافات المغلوطة.
ومناسبة الذكرى السنوية للشهيد فرصة هامة لإعادة الأجيال والأُمهات لهذه الثقافة، حَيثُ نلاحظ أنه حتى الأُمهات يفخرن بأبنائهن الشهداء ويرفعن رؤوسهن بصورهم وهم إلى جانب القادة العظماء من كُـلّ دول محور المقاومة والجهاد من لبنان وفلسطين والعراق وإيران إلى جانب شهداء يمن الإيمَـان، لا فرق بين صغير وكبير، عربي وأعجمي، من مختلف الأسر اليمنية والعربية من مختلف المحافظات والمديريات، الجميع على نفس المنوال ويواجهون نفس العدوّ الأزلي للأُمَّـة الإسلامية، وهم اليهود والذين أشركوا كما ذكرهم الله تعالى، والغاية والهدف واحد هو رضا الله، وعزة هذه الأُمَّــة الإسلامية التي وضع لها الله المنهج الخالد والطريق المستقيم الذي يوصلها للفوز بنعيم الدنيا والآخرة وهو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من لدن حكيم حميد.