المقاومة الإسلامية في لبنان تواصل معادلات الاستنزاف وتثبّت توازن الردع مع كيان العدوّ المحتلّ

المسيرة | متابعة خَاصَّة

أصدرت المقاومة الإسلامية في لبنان، أمس الأول، 51 بيانًا عن عملياتها، وهي الحصيلة الأكبر منذ بدء (طُوفَان الأقصى)، استهدفت فيها قواعد عسكرية وتجمعات ومغتصبات من الحدود مع فلسطين المحتلّة، وُصُـولًا إلى “تل أبيب وأسدود”.

وفيما نشرت المقاومة، الاثنين، مشهدَ متحرك قالت فيه: “رغم الجراح.. حاضرون في الميدان”، يرى مراقبون أنهُ وبعد حسم الأمين العام لحزب الله سماحة “الشيخ نعيم قاسم” معادلة حرب الاستنزاف بالقول: “إنها لصالح المقاومة ولبنان”، مؤكّـدًا قدرة المقاومة على تحمُّــلِ حرب الاستنزاف، وأن معركتها الأَسَاسية هي معركة استنزاف للعدو الصهيوني.

ما يعني أن المقاومة لا يمكن أن تتراجع رغم الجراح عن هذا الخيار المتمثل بالدفاع عن الأرض واستنزاف وردع العدوّ الذي تشير كُـلّ المعطيات إلى أنهُ ذاهب نحو وقف للقتال على الجبهة اللبنانية خلال الساعات القادمة.

ووفقًا لهذه المعطيات، وبحسب المراقبين، فالمقاومة التي ليست جيشًا نظاميًّا، لا تعمل لمنع تقدم جيش العدوّ، وأن مهمّة المقاومين هي تنفيذ الكمائن واستدراج العدوّ وقتل أكبر عدد من جنوده وإلحاق الخسائر البشرية في جنوده والخسائر العسكرية في آلياته، وإيلامه ومنعه من التثبيت في أي موقع أَو قرية أَو منطقة يدخل إليها؛ إذ لا يمكن للعدو الإسرائيلي أن يستقر أَو يستمر أَو يتقدّم مُستقرًّا في أرضٍ تلتهب تحت قدميه؛ ما سيدفعه إلى إنهاء مناورته الأخيرة.

وفي إطار معادلة تثبيت توازن الردع والاستنزاف، وضمن مسار معركة “أولي البأس” أصدرت المقاومة الإسلامية في لبنان الأحد، 51 بيانًا لعمليّاتها النوعية، والتي تابعتها “صحيفة المسيرة”، بعد أن توزّعت ما بين استهداف قواعد عسكرية صهيونية وتجمّعات جنود الاحتلال، ومدن ومغتصبات متفرقة.

 

القواعد العسكرية الصهيونية المستهدفة في الـ48 الساعة الماضية:

في السياق وبصلياتٍ صاروخيةٍ متنوعة ونوعية؛ استهدفت المُقاومة الإسلامية في لبنان، قاعدة “زفولون” للصناعات العسكرية شمال مدينة “حيفا” المحتلّة، ومعسكر الـ 100 وهو معسكر تدريب للقوات البرية شمال “أييليت هشاحر”، وقاعدة “ميشار” وهي مقر ‏الاستخبارات الرئيسيّة للمنطقة الشمالية.

واستهدفت المقاومة قاعدة “دادو” وهي مقر قيادة المنطقة الشمالية، وقاعدة “حيفا” البحريّة التي تتبع لسلاح البحريّة في الجيش الإسرائيلي، وتضم أسطولًا من الزوارق الصاروخيّة والغواصات وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شمالي ‏مدينة “حيفا” المحتلّة، وقاعدة “شراغا” وهو المقر الإداري لقيادة لواء “غولاني” شمالي مدينة “عكا” المحتلّة.

كما استهدفت قاعدة “غليلوت” وهي مقر وحدة الاستخبارات العسكرية “8200” وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 110 كلم، في ‏ضواحي مدينة “تل أبيب”، وقاعدة “بيريا” وهي القاعدة الأَسَاسية للدفاع الجويّ والصاروخي التابع ‏لقيادة المنطقة الشمالية.

وللمرة الأولى، شنّت المقاومة، صباح الأحد، هجومًا جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على قاعدة “أسدود البحريّة”، تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 150 كلم، وأصابت أهدافها بدقّة، وبعملية مركبة، استهدفت هدفًا عسكريًّا في مدينة “تل أبيب”، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية، وحقّقت العملية أهدافها.

واستهدفت قاعدة “بلماخيم” وهي قاعدة أَسَاسية لسلاح الجوّ الإسرائيلي، تحتوي على أسراب من الطائرات غير المأهولة والمروحيات العسكرية، ومركز أبحاث عسكري، ومنظومة “حيتس” للدفاع الجويّ والصاروخي وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 140 كلم، جنوبي مدينة “تل أبيب”، وقد حقّقت العملية أهدافها.

 

تجمّعات جنود الاحتلال المستهدفة خلال الـ48 الساعة الماضية:

في الإطار؛ استهدفت المُقاومة الإسلاميّة في لبنان، تجمعًا لقوّات الاحتلال الإسرائيلي عند “مثلّث دير ميماس – كفركلا”، بصليةٍ صاروخية 3 مرات، وتجمعًا آخر في مغتصبة “كريات شمونة”، لمرتين بصليةٍ صاروخية لكلٍّ منهما.

وعند محاولة قوة إسرائيلية التقدم لسحب الدبابة المُدمّـرة على “تلة اللوبيا” عند الأطراف الغربية لبلدة “دير ميماس”، استهدف رجال الله القوة الإسرائيلية بصليةٍ صاروخية، وتجمّعات لجنود الاحتلال عند الأطراف الشرقية لمدينة “الخيام” 6 مرّات، بصليةٍ صاروخية لكلٍ منها، واستهداف تجمعٍ آخر في ثكنة أفيفيم بِصليةٍ صاروخية، وتجمعّين في بلدة “شمع”، وجنوبي مدينة “الخيام”، بمُسيرةٍ انقضاضية، لكُلٍّ منها.

وبعد رصد ‏تحَرّكات لجيش الاحتلال في محيط موقع “الراهب” مقابل بلدة “عيتا الشعب”، استهدفت المقاومة، قوة مشاة إسرائيلية غربي الموقع، بصاروخٍ موجّه، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح، وكذا استهداف ثكنة دوفيف بصليةٍ صاروخية، ومرابض مدفعية العدوّ في مغتصبة “ديشون”، التي كانت تعتدي على القرى الجنوبية.

وكان رجال الله قد استهدفوا غرفة عمليات مستحدَثَةً في مغتصبة “المطلة” بسربٍ من المسيّرات وتجمُّعًا في الموقع التابع للمستوطنة بعد نصف ساعة من الضربة الأولى بصليةٍ صاروخية.

 

المدن والمغتصَباتُ المستهدَفةُ خلال الـ48 الساعة الماضية:

في إطار التحذير الذي وجّهه لبعض مستوطنات شمال فلسطين المحتلّة، قال حزب الله في بيانٍ: “في يوم واحد أطلقنا 350 صاروخًا تجاه “إسرائيل” بينها 17 على تل أبيب و4 ملايين إسرائيلي دخلوا الملاجئ”، وكانت المقاومة ثد استهدفت كلًا من مغتصبات “شتولا، وأفيفيم، ويسود هامعلاه، وميرون، وسعسع، وعمير، وكفار بلوم، ويرؤون ومدينة صفد المحتلّة” بصلياتٍ صاروخية لكُلٍّ منها.

واستهدفت المقاومة مغتصَبةَ “كرم بن زمرا، ومعالوت ترشيحا، وحتسور هاجليليت” بصليةٍ صاروخية لكُلٍّ منها، كما دوّت صفارات الإنذار 5 مرّات في “تل أبيب” والمستوطنات المحيطة بحسب الجبهة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي كما رُصد سقوط صواريخ أسفرت عن أضرار كبيرة في “بيتح تكفا”.

وسجّل دويّ صفارات الإنذار الأحد، أكثر من 500 مرّة في كامل الكيان منذ ساعات الصباح؛ بسَببِ صواريخ حزب الله، بحسب مصدرٍ عسكري لإذاعة جيش الاحتلال، مؤكّـدةً، أن “نحو 4 ملايين شخص دخلوا إلى الملاجئ منذ الصباح”.

 

جديدُ عمليات اليوم الـ64 من معركة “أولي البأس”:

في السياق وإضافةً إلى 51 عملية، أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان، ضمنَ مسار معركة أولي البأس، وفي إطار سلسلة “عمليات خيبر” وبنداء “لبيك يا نصر الله” تنفيذ عدد من العمليات بلغت لحظة كتابة هذا التقرير (11 عملية نوعية)، أبرزُها استهدافُ معسكر “الفوران” (قاعدة لتمركز القوات البريّة وجاهزية على الاتّجاه السوري) في الجولان السوري المحتلّ، وللمرّة الأولى، بصليةٍ صاروخية.

كما استهدف مجاهدو المقاومة “قاعدةَ راوية” الشمالية (مقر قيادة الكتيبة 71 مدرعات في اللواء 188، وتحتوي على مخزن ذخيرة للدبابات)، في الجولان السوري المحتلّ، بصليةٍ صاروخية.

إلى ذلك، أفادت مصادرُ عبرية، عن إصابةٍ بشظايا صاروخ اعتراضي في مدينة “نهاريا” المحتلّة إثر إطلاق المقاومة رشقة صاروخية صباح الاثنين، وأعلن جيش الاحتلال رصد إطلاق 20 صاروخًا من لبنان باتّجاه “نهاريا” ومستوطنات في “الجليل الغربي”.

وأوضحت وسائلُ إعلام العدوّ أن شظايا الصاروخ الاعتراضي سقطت على طريق في وسط المدينة؛ ما أَدَّى إلى إصابة سائق سيارة بجروح طفيفة، وأفَادت بأن صفارات الإنذار دوّت في “المطلة، ومسكاف عام، وكفار جلعادي، في إصبع الجليل”، وفي عدة مستوطنات شمال فلسطين المحتلّة، منها “كريات شمونة، والمنارة وأفيفيم، ويرؤون”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com