استمرارُ العدوان على اليمن رغم صموده وقوة إيمانه
صفاء المتوكل
تعرض الشعب اليمني، لعدوان غير مسبوق في العام 2015م من قبل تحالف دولي، التي كانت تقوده السعوديّة والإمارات، بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية، التي قدمت لهم الدعم اللوجستي والمخابراتي، إضافة إلى الأسلحة المتطورة.
ورغم هذه الهجمات العسكرية الشرسة، والتي شملت الغارات الجوية، والقصف البحري والحصار الاقتصادي، لا يزال اليمنيون يسطرون صمودًا غير عادي.
وفي الوقت الذي يواجه فيه اليمن، دمارًا واسعًا في البنية التحتية، يواصل المقاومة ويقف شامخًا، في مواجهة التحالفات العسكرية الإسرائيلية الأمريكية.
هذا الصمودُ لا يرجعُ فقطْ إلى القدرة العسكرية، أَو الدعم الخارجي، بل إلى إيمان الشعب اليمني الراسخ بقضيته وعدالـة معركته، مما يعزز قوته الداخلية، ويمنحه الإرادَة للمضي قدمًا.
ورغم المعاناة عزيمة اليمنيين وإيمانهم العميق بالله؛ تجعلهم متمسكين بالأمل في النصر، وتؤكّـد أن الحرب لن تضعفهم، بل ستزيدهم قوة وتصميمًا.
لقد تعرضت بلادنا، لعدة هجمات بالطائرات الحربية، والبوارج البحرية، فقد استخدم التحالف السعوديّ الأمريكي الأسلحة المتطورة، لشن غارات جوية مدمّـرة على الشعب اليمني، وحاصر اليمن جوًا وبحرًا وبرًا.
قد يكون هذا الحصار، أضعَفَ قدرةَ اليمن على استيراد البضائع، لكن لم ينجح في إضعاف عزيمته، لقد أظهر الشعب قوة المقاومة، وقدرته على ابتكار حلول محلية؛ لمواجهة النقص في الموارد الأَسَاسية، ونجحوا في تعزيز قدراتهم على الصمود والمقاومة، ومن خلال هذا كله استطاع اليمنيون، جعل القضية اليمنية، واحدة من القضايا الإقليمية والدولية الأكثر بُروزًا، وأثبتوا أن إرادَة المقاومة والصمود، قادرة على كسر مخطّطات أكبر القوى العالمية.
وبفضل الله وفضل وحدة اليمنيين وتمسكهم بالهوية الإيمانية، تم السيطرة على باب المندب؛ الذي يعد من أهم الممرات البحرية في العالم، وأحد أهم شرايين التجارة العالمية.
هذا الانتصار يمنح الأنصار قوة تفاوضية هائلة، جعلتهم في موقع قوي للرد، على أية تهديدات تأتي من أمريكا و”إسرائيل” وحلفائهم، فنحن الآن لنا القدرة على تهديد ومنع السفن العابرة، عبر مضيق باب المندب.
كانت هذه السيطرة، خطوة مهمة في تعزيز قوة الردع اليمني، ضد أية محاولات لاستمرار التعدي على سيادته أَو أمنه.
إن سيطرتنا على باب المندب، رغم التفوق العسكري الإسرائيلي الأمريكي، تشير إلى تحد أقوى، في الوقت الذي يزداد فيه التصعيد العسكري، سيظل اليمن مُستمرًّا في الدفاع عن سيادته، فإن الحفاظ على السيادة في هذا المضيق هو حماية للشعب اليمني، من محاولات الهيمنة الأمريكية التي قد تؤدي إلى تفتيت البلاد.
ورغم الحصار لن ينثني الشعب اليمني، عن المقاومة والدفاع حتى استعادة الوطن والسيادة كاملة.
ونحن منتصرون بقوة الله، ووحدتنا، رغم التفوق العسكري الأمريكي وحُلفائه، أظهر الشعب اليمني، أنه لا يمكن هزيمته، عبر القوة العسكرية فقط، فالنصر يعتمد على قوة الإرادَة والإيمان العميق بالله.
وإن ما نتعرض له من محن، هو جزء من معركة قامت؛ مِن أجلِ الحرية والكرامة، وأن النصر سيأتي في النهاية، كما وعدنا الله تعالى “إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ”.
رغم التحديات الهائلة، التي يواجهها اليمن من حروب بالبوارج والطائرات، سيظل الشعب اليمني يحقّق النصر بفضل الله وقوة إرادته، فإيمانهم العميق بالله، وتمسكهم بالهُوية الإيمانية، سيظل أدَاة قوية ضد أي اعتداء، وأن النصر قريب بإذن الله.