ذاكرة العدوان: 25 نوفمبر خلال 9 أعوام.. قصفٌ سعوديّ ممنهجٌ للممتلكات الخَاصَّة في عدة محافظات يمنية

المسيرة | منصور البكالي:

تعمَّدَ العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 25 نوفمبر خلال الأعوام، 2015- 2021م، ارتكابَ جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتهجير والتشريد لعشرات الأسر، من منازلها، بغاراته الوحشية المباشرة، على المدنيين والأعيان المدنية، بمحافظات صعدة وحجّـة، وتعز، موثقة بكل مشاهدها، بالإضافة إلى جرائم غير مكتملة التوثيق في محافظات عديدة.

أسفرت الغاراتُ عن عشرات الشهداء والجرحى، بينهم نساء وأطفال، وتدمير عدد من المنازل والبنى التحتية والمنشآت التعليمية والاقتصادية، وممتلكات المواطنين، وحرمان عشرات الأسر من مأويها، ومئات الطالبات من حقهن في التعليم، ومئات الأطفال والنساء من معيليهم، وتضاعف الأوضاع المعيشية، والمعاناة الإنسانية.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

 

25 نوفمبر 2015.. غارات العدوان تستهدف مدرسة الروضة للبنات في بني معاذ بصعدة:

في الخامس والعشرين من نوفمبر عام 2015م، أضاف العدوان السعوديّ الأمريكي، جريمة حرب إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفًا بغاراته الوحشية مدرسة الروضة للبنات في منطقة بني معاذ بمديرية سحار بمحافظة صعدة، أسفرت عن تدميرها بالكامل، وحرمان 600 طالبة من حقهن في التعليم، وعشرات الأسر من النزوح إليها؛ كونها المدرسة الوحيدة في المنطقة.

غارات العدوان حولت المدرسة إلى كومة من الدمار والخراب، ودفنت بين أنقاضها أحلام وآمال ومستقبل جيل كامل.. هنا كتب ودفاتر وطاولات كن قبل العدوان جزءًا من حياة زهرات بريئات، لكن العدوان وأد الحلم، بعد محاولاته لإبادة الحالمين وذويهم، تحت أسقف منازلهم، وفي مزارعهم وعلى طرقاتهم وفي كُـلّ مكان يتواجدون فيه.

جريمة استهداف منشأة تعليمية، هي جريمة حرب مكتملة الأركان، تستهدف الأعيان المدنية، والبنية التحتية، يتعلم بداخلها آلاف الطالبات، وكان من المفترض أن تأويَ بداخلها عشرات الأسر المشردة من منازلها التي دمّـرتها غارات العدوّ ذاته.

تقول إحدى الطالبات وهي تمسك بأحد الكتب وتقلب صُوَرَه على دمار المدرسة: “أنا آية دمّـروا مدرستي وأنا في الصف الثالث، حرموني من دراستي” فيما يقول أحد الطلاب: “كانت أختي الصغيرة تدرس في هذا الفصل من المدرسة، لكن العدوان دمّـرها بغاراته الوحشية، وأختي استشهدت، قبل أَيَّـام بغارات العدوان على منزلنا، وفقدت والدي وأخي الكبير، وأدعو العالم إلى التحَرّك الفوري لوقف العدوان على شعبنا اليمني، ومنحنا حقوقنا في العيش والتعلم بحرية، كما هو بقية أطفال العالم”.

لا تزال الكتب تحترق والطفلة البريئة تبادر بإطفاء بعضها، في مشهد إنساني يقطع الأكباد، وهنا تقول إحدى الطالبات: “استهدفتم المدرسة نعم، لكنكم لم تستهدفوا التعليم فينا وسنواصل حقنا في التعلم والحياة مهما كانت التضحيات”.

بدوره يقول مدير مكتب التربية في محافظة صعدة: “خلال هذا العام ومنذ بدء العدوان على اليمن حرم أكثر من 120 ألف طالب وطالبة في محافظة صعدة من حقهم في التعليم، ودمّـرت عشرات المدارس، وفي هذه المدرسة التي تتكون من 6 فصول بناها أبناء المجتمع، من جهودهم الذاتية، دمّـرت اليوم أمام أنظارهم وحرموا منها، وهذا استهداف للتعليم وحق الأجيال، بشكل ممنهج، ويعد من أخطر أنواع الاستهداف بحق الشعوب والأمم”.

هذه الجريمة وصمة عار في جبين الإنسانية وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية، وتتطلب تحَرّكًا أمميًّا، لإعادة أعمار البنى التحتية في اليمن، وتحقيق العدالة للشعب اليمني والمتضررين وأسر ضحايا العدوان، وتقديم مجرمي الحرب للعدالة الدولية.

 

 25 نوفمبر 2015.. شهيدة و3 جريحات في جريمة حرب لغارات العدوان على منزل مواطن بمديرية المظفر بتعز:

وفي اليوم ذاته 25 نوفمبر 2015م، ارتكب العدوان السعوديّ الأمريكي، جريمة حرب إضافية، باستهدافه لمنزل مواطن في منطقة حبيل سلمان بمديرية المظفر محافظة تعز، بغارات طيرانه الحربي.

أسفرت عن استشهاد امرأة وجرح ثلاث أخريات، وتدمير المنزل، ونفوق المواشي، وترويع الأهالي، وأضرار في ممتلكات ومنازل المواطنين المجاورة، وموجة من النزوح والحرمان لعشرات الأسر من مآويها.

مشاهد جثة الشهيدة الطفلة “هلا” الهامدة، وأمها وأخواتها الصغيرات في العناية المركزة، جريحات يصرخن، دون ذنب، كن يستنجدن، من بين الدمار والخراب، والنيران والدخان، ورائحة الموت البارود المتصاعدة من المكان، كما هي مشاهد الدموع وصراخات الأطفال والأهل والجيران والمسعفين، ورعبهم تدمي القلوب، وتشكل وصمة عار في جبين كُـلّ أحرار العالم.

قبل الغارات على المنزل كانت المرأة وبناتها الثلاث، يعشن حياتهن الطبيعية، كما هي كُـلّ يوم في هدوء وسكينة، لكن العدوان غيَّرَ مجرى الحياة إلى جحيم، فأزهق روح طفلة في عمر الزهور لا تتجاوز الخمسة الأعوام، وجعل حياة أخواتها وأمها بين اليأس والأمل”.

يقول أحد الأهالي: “العدوان استهدف الأطفال والنساء دون ذنب، واستخدموا أبشع الجرائم ضد المواطن، وهذا المنزل كان جوار فندق، والساعة العاشرة ظهرًا، شاهدنا طيران العدوان حلق فوق المكان، واستهدف المنزل والفندق، سلمان استهدف المدنيين دون مقابل، نحن مسلمين يقتلون أطفالنا على أيش؟”.

 

 25 نوفمبر 2016.. غارات العدوان تستهدف ممتلكات المواطنين في رونة سحار بصعدة:

وفي 25 نوفمبر 2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، ممتلكات المواطنين في منطقة الرونة بولد مسعود مديرية سحار محافظة صعدة، بغارتين وحشيتين، أسفرتا عن دمار واسع وتهجير ونزوح عشرات الأسر، وحرمانها من حقوقها، وترويع الأطفال والنساء، في جريمة حرب جديدة تستهدف الأعيان المدنية.

مشاهد الهلع والرعب والدمار وأعمدة الدخان ونزوح الأطفال والنساء تعكس حجم الجريمة وهولها، وتضاعف معاناة الأهالي، الذين يترقبون الموت في كُـلّ لحظة، دون أية حيلة للهرب من غارات تشن من السماء.

يقول أحد الأهالي: “غارات العدوان لا تستثني أحدًا فوق أرض صعدة، ممتلكاتنا في حكم الإبادة، وعلى رأس قائمة الأهداف، دمّـروا مزارعنا ومنازلنا، وشردنا بين الكهوف والجبال، لا نعلم ما هو ذنبُنا؟!.. أين العالم من هذا الإجرام؟!، يجب على الأمم المتحدة أن تقوم بواجبها تجاه الشعب اليمني”.

 

 25 نوفمبر 2017.. شهيد وأضرار في قصف مزرعة مواطن بحجّـة:

وفي 25 نوفمبر 2017م، سجل العدوان السعوديّ الأمريكي جريمة حرب جديدة، باستهداف طيرانه الحربي منظومة الطاقة الشمسية لمزرعة المواطن عبده أبو شوارب في منطقة الجر بمديرية عبس، بمحافظة حجّـة، أسفرت عن شهيد وتدمير المزرعة ومنظومتها وخسائر مالية كبيرة، في جريمة حرب تستهدف المدنيين والأعيان المدنية، والاقتصاد اليمني.

جثة الشهيد ودماؤه التي روت الأرض، ودمار منظومة الطاقة الشمسية، وتعطيل منظومة الري وتلف أشجارها، وجفاف التربة، واحدة من مشاهد الإجرام المهلك للحرث والنسل، وتعمد العدوان لسياسة الأرض المحروقة؛ تمهيدًا لاجتياحها واحتلالها.

يقول أحد أهالي المزارعين: “هذه الطاقة الشمسية تتبع عبده أبو شوارب، ضربها الطيران دون أي سبب، وكان العامل جنبها يغسلها ويسقي المزرعة، فاستشهد على الفور، مزَّقته الغارة إلى أشلاء، لا يوجد في هذه المزرعة أي شيء سوى العمال، الطاقة كانت 200 لوح دمّـرت بالكامل”.

 

25 نوفمبر 2015-2021.. عشرات الشهداء والجرحى على محافظات عدة:

وفي سياق جرائم العدوان السعوديّ الأمريكي، غير المكتملة التوثيق، في مثل هذا اليوم 25 نوفمبر خلال الأعوام من 2015- 2021م، ارتكب طيران العدوّ وقصفت مدفعية جيشه ومرتزِقته جرائم عدة، باستهداف منازل ومزارع وممتلكات المواطنين والطرقات العامة والسيارات وشاحنات نقل المواد الغذائية والمحلات التجارية والبنى التحتية، بعشرات الغارات الوحشية، والقصف الكثيف على المناطق والمديريات الحدودية بمحافظتي صعدة وحجّـة، ومأرب ولحج والبيضاء، وتعز والحديدة، والجوف.

أسفر الاستهداف عن عشرات الشهداء والجرحى بينهم نساء وأطفال، ومراسل قناة المسيرة، وتشريد ونزوح عشرات الأسر التي فقدت منازلها، ودمّـرت مزارعها، ومحلاتها التجارية، وممتلكاتها، ومضاعفة الأوضاع المعيشية، في ظل شحة المساعدات الإنسانية، وجرائم الحرب المستهدفة للمدنيين والأعيان المدنية.

كما تسببت غارات العدوان وقصف مرتزِقته المدفعي، بتقييد حركة التنقل والنزوح، وترويع الأهالي، وإسعاف المرضى والجرحى، وتفشي المجاعة، والأمراض والأوبئة، وحرمان آلاف الأطفال من التعليم والرعاية الصحية وحق العيش بأمان في كنف والديهم، وتحت أسقف منازلهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com