الأمطار والبرد والجوع.. ثالوثٌ يفتكُ بأهل غزة تحت نار الإبادة لليوم الـ417
المسيرة | متابعة خَاصَّة
تتأثَّرُ الأراضي الفلسطينيةُ بمنخفض جوي مصحوبٍ بكتلة هوائية باردة، مصحوب بزخات مطرية ورياح، وحَذَّرت الأرصاد الجوية من خطر الانخفاض الحادِّ في درجات الحرارة وشدة سرعة الرياح. ورجحت أن تستمر حالة الطقس السيِّئ هذه أيامًا أُخرى.
وتعرّضت 10 آلاف خيمة نازح في غزة، لأضرارٍ جسيمة من جرّاء الأمطار وغرقت في مياهها، وأظهرت صور ومشاهد فيديو بثها نازحون ونشطاء على شبكات التواصل؛ حجم المأساة التي يعيشها الأطفال والنساء وكبار السن؛ بفعل دخول مياه الأمطار، والمد البحري إلى الخيام.
وفي حين أن شهر الشتاء يبدأ في قطاع غزة رسميًّا في 21 ديسمبر المقبل، إلا أن بواعثه المبكرة تلقي بمخاوفَ كبيرة في نفوس مئات آلاف النازحين الذي يعيشون في خيامٍ بالية، لا تحميهم حر الصيف ولا برد الشتاء.
ويقول أحد النازحين وهو أبٌ لخمسة أطفال، يعيش في خيمة بمنطقة “المشاعلة” في “دير البلح” وسط القطاع: إن “المطر زاد من معاناة الأسرة التي لا تملِكُ حتى البساط كي تُغطِّي بها أرضية الخيمة”، موضحًا أن الخيمة التي يسكُنُها تهالكت وتمزّق قماشها بفعل حراة الصيف؛ ما تسبب بتسرب مياه الأمطار إلى أمتعتهم، “العيشة هنا قاسية جِـدًّا، لا حياة هنا، لا هدوء، لا راحة، وفوق ذلك نعيش الخوف والقصف كُـلّ ثانية”.
“المياه جرفت خيامَنا، وأتلفت ملابسَنا وفُرُشَنا، والبرد ذبحنا، وفوق هذا، الجوع يفتك بنا”، بهذه الكلمات تصف نازحة فلسطينية حالًا بالغ القسوة يحل بمليوني نازح يتكدسون في مناطق وسط وجنوبي قطاع غزة، يعيشون في خيامٍ بالية لا تقوى أمام الرياح وغزارة الأمطار، ومد البحر الذي يزداد في فصل الشتاء، ظروف معيشية مؤلمة وسوداوية، والعالم صامت أمام كُـلّ هذا.
وتعصف أزمة إنسانية ومعيشية خانقة قطاع غزة المنكوب؛ نتيجة منع الاحتلال الإسرائيلي تمرير المساعدات وإدخَال البضائع، فيما لا يزال “معبر رفح” مغلقًا منذ أكثر من ستة أشهر؛ ما أَدَّى إلى تعميق الأزمة وسط ظهور ملامح مجاعة حقيقية نتيجة غياب المستلزمات الأَسَاسية من الأسواق.
وتشير بيانات “الأونروا” إلى نزوح 1.9 مليون فلسطيني منذ بداية حرب الإبادة الأمر الذي يعني نحو 90 % من إجمالي عدد سكان القطاع البالغ نحو 2.3 مليون نسمة، محذرةً من أن أكثر من مليونَي نازح في قطاع غزة يحاصرهم الجوع والعطش والمرض، مؤكّـدة أن الحصول على وجبات الطعام أصبح مهمة مستحيلة بالنسبة للعائلات في القطاع.
ووصفت الوكالة الأممية أوضاعَ النازحين في خيام النزوح ومراكز الإيواء بـ “المأساوية، في ظل الجوع والبرد، وعدم قدرة المنظمات الدولية على تلبية حاجات النازحين، إثر شح الطعام والغذاء”.
إلى ذلك، أكّـدت وزارة الصحة بغزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، ارتكب 7160 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع في 7 أُكتوبر 2023م.
وأوضحت الوزارة في معطيات نشرتها عبر مِنصاتها، الثلاثاء، أن 1410 عائلات مُسحت بشكلٍ كامل من السجل المدني الفلسطيني، بواقع 5444 شهيدًا، وأن 3463 عائلة نجا من كُـلٍّ منها شخص واحد فقط، وبلغ مجموعُ شهداء هذه العائلات 7934 شهيدًا.
وأشَارَت الصحة إلى 2287 عائلات تعرضت لعمليات قصف مباشر وتبقى منها أكثرُ من ناجٍ، بلغ عدد شهداء تلك العائلات 9577 شهيدًا.
وأفَادت في بيانٍ لها، الثلاثاء، بأن حصيلة حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة ارتفعت إلى 44 ألفًا و249 شهيدًا، بالإضافة لـ 104 آلاف و746 مصابًا بجروحٍ متفاوتة، منذ السابع من أُكتوبر 2023م.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعمٍ أمريكي لليوم الـ417، حرب الإبادة على قطاع غزة، متسببًا بمجازرَ مروعة وجرائم حرب حصدت 159 ألف شخص بين شهيد وجريح ومفقود، جُلُّهم من الأطفال والنساء، في ظل وضع إنساني كارثي.