تلبية لداعي الدين والإنسانية واستجابة لدعوة السيد القائد ومناشدة حركة حماس: مسيرة مليونية في صنعاء وأحرار اليمن يؤكّـدون مواصلة الإسناد لغزة حتى النصر
المسيرة: صنعاء
واصل الشعب اليمني الثائر خروجه المليوني في الأسبوع الـ59؛ تضامنًا مع الشعب الفلسطيني المظلوم، وإسناداً لمقاومته الباسلة، حَيثُ اكتظ ميدان السبعين بحشد غير مسبوق، استجابة لدعوة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي أكّـد أن الحضور في هذه الجمعة، له أهميّة كبيرة.
وفي المسيرة التي حملت عنوان “مباركة للبنان ومع غزة حتى النصر.. والاحتلال إلى زوال”، تقاطر الملايين من أحرار الشعب اليمني إلى ميدان السبعين حتى اكتظت الساحة والطرق الفرعية المؤدية إليه، في صورة تؤكّـد مدى استجابة الشعب اليمني وتسليمه لقائده المغوار، وكذلك تؤكّـد الجاهزية العالية في صفوف أحرار الشعب لمواكبة كُـلّ الخيارات ومواجهة كُـلّ التحديات.
وتزين الحشد المليوني اليمني بأعلام اليمن وفلسطين ولبنان وشعارات البراءة من الأعداء وصور الشهداء القادة، حاملين اللافتات التي باركت الانتصار الجديد للبنان، وأكّـدت استمرار الموقف اليمني حتى النصر.
ووسط التدفق المُستمرّ للحشود دون توقف، زأر اليمانيون بهتافات العزة والكرامة في وجه الطغيان والاستكبار، مردّدين بأعلى صوت “مبروك النصر للبنان.. ولغزة نصرُ الرحمن.. آتٍ.. آتٍ مهما كان”، “بعد هجوم الأحد اللاهب.. انكسر المحتلّ الغاصب.. يحيا حزب الله الغالب”، “يا كُـلّ شعوب الإسلام.. صمتكمُ المُخزي إسهام.. في التجويع وفي الإجرام”، “العزة لله العزة.. ولجُند الإسلام بغزة”، “مع غزة يمن الإيمان.. سيواصل سحق الطغيان”.
وواصل اليمانيون الزئير بوجه الأمريكي الفارّ ببوارجه وسفنه وحاملات طائراته، هاتفين في الوجه الأمريكي بـ “مُتحدي سفنك مُتحدي.. من باب المندب للهندي”، “أمريكا سبب الحروب.. وعدوة كُـلّ الشعوب”، “أمريكا وبني صهيون.. مجرمون.. مجرمون”، “الجهاد الجهاد.. حيَّ حيَّ على الجهاد”، “يا غزة يا جُند الله.. لن نخذلكم لا والله”، “يا غزة يا فلسطين.. معكم كُـلّ اليمنيين”، “يا غـزّة واحنا مَعَكـُم.. أنتــم لـسـتم وحدكـم”، “فوَّضناك فوَّضناك.. يا قائدنا فوَّضناك”.
ومع الملاحم البطولية التي يسطرها أحرار الشعب اليمني في مواجهة قوى الاستكبار والاستعمار، واصلت الحشود المليونية زئيرها استذكارًا لعيد الجلاء الوطني الـ30 من نوفمبر، وذلك بهتافات “نوفمبر للعزِّ مثال.. حرية واستقلال”، “عيدٌ سطَّرهُ الأبطال.. حرية واستقلال”، “المحتلّ إلى زوال.. حرية واستقلال”، “في ماضينا أَو في الحال.. حرية واستقلال”، “قل للأمريكي الضال.. حرية واستقلال”، “قل للعملاء الأنذال.. حرية واستقلال”، “لن نقبَلَ بالاحتلال.. حرية واستقلال”، “بالله الملكِ المُتعال.. حرية واستقلال”.
وفيما تخلل المسيرة قصيدة شعرية ملحمية للشاعر بندر النمري، نجل شاعر المسيرة الكبير الشهيد العظيم عبدالمحسن النمري، وقد ألقى النائب مختار عبدالكريم جدبان، نجل الشهيد الدكتور عبدالكريم جدبان، بيان مسيرة “مباركة للبنان ومع غزة حتى النصر.. والاحتلال إلى زوال”، والذي أكّـد فيه اليمانيون مواصلة “التلبية لدعوة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله، لبذل المزيد من الجهود عسكريًّا وشعبيًّا وفي كُـلّ المجالات لنصرة الشعب الفلسطيني”.
وخاطب البيان السيد القائد “إنما دعوتنا إلى الحق، وإلى ما يحيينا حياة كريمة عزيزة، وإلى ما ينجينا من عذاب الله في الدنيا والآخرة، فأبشر بنا يا قائدنا، فنحن نعدك بأن نضاعف جهودنا بكل ما نستطيع، وبكل ما أوتينا من قوة، ونسأل الله أن يوفقنا لأن نكون عند حسن ظنك بنا، وأن يثبتنا على ذلك”.
وفيما بارك البيان “لحزب الله والشعب اللبناني الانتصار التاريخي الذي تحقّق -بتوفيق الله- على العدوّ الإسرائيلي في هذه المرحلة الحساسة والمهمة بعد عدوان إسرائيلي غير مسبوق على لبنان، مُضيفًا انتصارًا تاريخيًّا جديدًا إلى سجل انتصاراته السابقة”، فقد اعتبر اليمانيون في بيانهم أن هذا النصر سيكون بإذن الله مقدمة للانتصار الأكبر على ثلاثي الشر “إسرائيل” وأمريكا وبريطانيا في فلسطين وكلّ منطقتنا العربية والإسلامية”.
كما بارك “العيد السابع والخمسين للاستقلال وطرد آخر جندي بريطاني محتلّ من جنوب وطننا الحبيب، بعد احتلال دام مِئة وتسعة وعشرين عامًا، مؤكّـدًا أن مصير كُـلّ محتلّ الحتمي هو الزوال مهما طال أَو عظمت قوته”.
وندّد البيان باستمرار الإجرام الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية للأسبوع الستين على التوالي، بحق إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة، بمشاركة أمريكية ودعم أُورُوبي وغربي، مجدّدًا التأكيد على “الثبات على الموقف في نصرة الشعب الفلسطيني”، ومجدّدًا القول: “لن نترككم وحدكم، فنحن معكم حتى النصر بإذن الله”.
وتوجّـه البيان بالخطاب إلى شعوب أمتنا العربية والإسلامية، بالقول: “إن إخوانكم في فلسطين لا زالوا يتعرضون للتقتيل والإبادة على أيدي الصهاينة للعام الثاني على التوالي، وإن تحَرّك البعض بمسؤوليتهم للجهاد، ومواجهة هذا العدوّ المجرم لا يعفيكم عن مسؤوليتكم الدينية والأخلاقية والأخوية والإنسانية”.
وَأَضَـافَ “أن حديث العدوّ عن تغيير ما أسماه بالشرق الأوسط هو حديث عن مصيركم ومستقبلكم، وأن من يواجهونه اليوم إنما يدافعون عنكم وعن مصيركم ومستقبلكم”، متسائلًا “لماذا تتعاملون كأن الأمر لا يعنيكم؟”.
ودعا البيان الشعوب العربية والإسلامية “للتحَرّك قبل فوات الأوان واستجيبوا لدعوة ربكم القائل سبحانه: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إلى الأرض أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخرة فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخرة إِلَّا قَلِيلٌ، إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شيئًا وَاللَّهُ عَلَى كُـلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.