24 ساعة استنفار.. شُكرًا رجال الأمن

منصور البكالي

وأنت في طريقك للمشاركة في المسيرات المليونية في أية ساحة من ساحاتها وميدان من ميادينها في قلب عاصمة القرار صنعاء، أَو مختلف الساحات التي تبلُغُ في بعض الأسابيع قرابة 400 ساحة، تشاهد استنفار الأجهزة الأمنية ورجال المرور، وتشكيلات مختلفة من القوات المسلحة اليمنية والشرطة العسكرية المشاركة في تأمين هذه المسيرات، تتساءل عن هذه الجهود، وهذا العطاء، ومتاعبه ومعاناته، وتنظر إلى وجوه المشاركين فتلحظ عليها انطباع الرضا وحب التضحية وعميق الود الهادر من كلماتهم الترحيبية بالمشاركين وحفاوة الاستقبال.

أمام هذه الجهود ترتدُّ على نفسك تساؤلاتٌ عتابية وشعورٌ بالتقصير بحق هؤلاء المجاهدين المتفانين في عملهم، فتقولُ كيف لي أن أتعَبَ وأشعر بالتعب وهي مُجَـرَّدُ بضع ساعات ودقائقَ أقضيها للوصول إلى هذه الساحة أَو تلك والعودة منها إلى المنزل، مقارنةً بأربع وعشرين ساعةً استنفار يبذلونها.

فتنشط ذاكرتك اللوامة قائلةً: يا هذا إنها 24 ساعة من التجهيز للساحات والميادين، في المحافظات اليمنية الحرة، وحمايتها وتأمينها من أية محاولات ومخطّطات تحاول النيل من أمن واستقرار الشعب اليمني وجبهته الداخلية، يا هذا إنها 24 ساعة جهاد في سبيل الله والدفاع عن المستضعفين في غزة ولبنان وكل بقاع العالم.

هذه الساعات بما فيها من السهر والجهد واليقظة الأمنية، ورفع الجهوزية، ومراقبة أية تحَرّكات مشبوهة هنا وهناك، ورصد كُـلّ حركة وسكنه في شوارع وأحياء أمانة العاصمة اليمنية صنعاء، والمحافظات، لينعم المشاركون في مسيرات الدعم والإسناد لإخوتنا وأهلنا في غزة بالأمن، وتصانُ حقوقهم وممتلكاتهم وتؤمن مواقف السيارات، والمحلات وحركة الحياة كما هي، دون أية صعوبات أَو أثر على الحركة التجارية ومسارات مرور سيارات المواطنين.

يا هذا أربع وعشرين ساعة خلال 60 جمعة من الخروج الشعبي، تساوي 1440 ساعة، أحبطت خلالها الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية اليمنية، عددًا من المخطّطات والمؤامرات المعادية، وأفشلت أهدافها ومساعيها الخبيثة، والمنجرة لخدمة كيان العدوّ الصهيوني.

24 ساعة من الصبر والمرابطة والابتلاء، خلال أكثر من سنة كاملة وشهر، وسط البرد القارس وحرارة الشمس، ورياح الشتاء، وأمطار الصيف وزخات الخريف، كان الآلاف من وحدات رجال النجدة والمرور والأمن المركزي وبمشاركة الأمن العام والدفاع المدني، والقوات المسلحة والأمن، وفرق الكشافة المدرسية، ولجان التنظيم والاستقبال ولجان شعبيّة متطوعة في المناطق والمديريات الريفية ثابتة على الأقدام لا تتزحزح.

هذه الساعات بدقائقِها وثوانيها ولحظاتها ليست عبثًا، ولا ترفًا من عمر أُولئك المجاهدين المحتسبين الثواب من الله، والمستشعرين لمسؤوليتهم الإيمانية والإنسانية والأخلاقية والمبدئية، تجاهَ أمتهم وشعوبها والمستضعفين من عباد الله، واستجابة لقيادتهم الربانية، فبذلت بكل شوق ورغبة وقناعة في سبيل الله، مشكِّلةً لبنةً من اللبنات الأَسَاسية والأعمدة الرئيسية المكونة للموقف اليمني المتقدم.

أمام هذا العطاء وهذه الجهود المضنية، يشكُرُ أبناءُ شعبنا اليمني جهودَ الأجهزة الأمنية، وتضحياتهم التي لا تَقِلُّ في أثرها عن تضحيات الثابتين الصامدين في الجبهات الأمامية المواجهة للعدوان، ومقارعة قوى الاستكبار العالمي في مختلف جبهات ومحاور الجهاد المقدَّس.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com