“حزبُ الله”.. أُمَّـةٌ مُجاهِدةٌ بروحيّة واحدة
طاهر القادري
من المعروفِ في تاريخ الحروب منذُ الأزل أنّهُ متى ما أردت أن تهزمَ جيشًا ما… فعليك بقتلِ قائدهِ “حاملَ الرايةِ”، عندها يتفككُ الجيش وينهار وينهزم.
ولكن ما الذي فعلهُ “حزب الله”؟
فبعد أن تحَرّك الحزب لأداء مسؤوليته الدينية والأخلاقية والإنسانية، وذلك بنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، ووجه أقسى الضربات الحساسة المثخنة للكيان الصهيوني والتي أجبرته على إخلاء المستوطنات في الشمال، بعدها شن العدوّ حربا ضاريةً على ” لبنان “، وأعلن أن الهدف الأول له هو التخلص من” حزب الله” وكَعَادتهِ قَتَلَ النساء والأطفال ومن لا علاقة لهم بالحرب.
إلى أن استهدف السيد: “حسن نصر الله” رضوان الله عليه، بقرابة ثمانين طن من المتفجرات.
عندها احتفل العدوّ واحتفى ظانا أنه أكمل الحرب وهزم الحزب!
ولكنّ” حزبَ اللهِ “، أظهر ثباتًا مُعْجزًا، فأعاد-وفي ظل الحرب-ترتيب صفوفه.
وكأن كُـلّ أفراده يحملون روحا واحدةً هي روح” نصرِ الله”، فخاض الحرب بجدارة واقتدار، منكلًا بالكيان الصهيوني أيما تنكيل.
فغيّرَ بذلك كُـلّ معايير ومقاييس الحروب.
واليومَ “حزبُ الله” يجني ثمرة صموده وينتصر، وذلك بالتوصل إلى اتّفاق وقف الحرب على” لبنان”.
وقد يقول البعض من الناس ويتساءل قائلًا: كيف يكون هذا انتصارًا؟!
والإجَابَة إنه نصرٌ عظيم من حيث أن الكيان الصهيوني لم يصل إلى أهدافه التي توهَّم أنه يستطيع تحقيقها.
ثانيًا: أن “حزب الله” ليس في موقف الضعف؛ لأَنَّ اتّفاق وقف الحرب جاء بعد ساعاتٍ من إطلاق حزب الله لما يقارب من ثلاثمِئة صاروخ أصابت قلب الكيان المجرم.
واليوم وبعد الاتّفاق رئيس وزراء العدو يستجدي “أمريكا” فتعطيه صفقة أسلحة جديدة!
الكيان الصهيوني المدعوم من العالم يخرج ليستجدي الدعم، “وحزب الله” المحاصر، وبعد أن فقد قاداته وتعرض لحرب شعواء يطلق المئات من الصواريخ قبل ساعات من وقف الحرب!
هذا انتصار بحدّ ذاته.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل كان حزب الله يجهل مستقبله وتبعات مناصرته للمجاهدين في فلسطين؟
لا… هو يعلم بالعواقب يعلم أنه سيقدم التضحيات والشهداء، يعلم أن بلاده ستتعرض للدمار،
لكن دينه هو الذي دفعه إلى ذلك.
فلم يرض أن ينعم بالأمن والسلام وإخوانه يقتلون ويشردون.
لقد قدم “حزب الله” أعظمَ نموذج للأخوَّة الإيمانية الصادقة القائمة على أَسَاس الجسد الواحد الذي إذَا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمى.