ماذا حقّق جيش الكيان في عدوانه على لبنان؟
محمد الموشكي
لنبدأ بتناول الأحداث مرحلةً مرحلةً، قبل استشهاد السيد حسن نصر الله، أعلن الجيش الصهيوني بكل وضوح، وهدّد بأنه سيعيد مستوطني الشمال إلى الشمال بقبضة من حديد ونار، ولكنه لم يستطع، رغم كُـلّ المحاولات، من التصدي الفعال لهجمات حزب الله الإسنادية، ومن خلال العمليات الغادرة والمباغتة التي استهدفت قوات وقادة حزب الله على طول الشريط الحدودي للبنان.
ذهب هذا الكيان بكل عدوان وإجرام إلى قصف لبنان، كُـلّ لبنان، وأعلن حربًا شاملة تستهدفه، مما أَدَّى إلى دمار واسع وإصابات فادحة في الأرواح والممتلكات.
في هذه الحرب، استند الكيان إلى جميع الأوراق والخيارات الاستراتيجية التي يمتلكها في لبنان، مستفيدًا من الأدوات الاستخباراتية المتطورة والتقنية الحديثة، حتى تمكّنوا من قتل السيد حسن نصر الله، وأغلب قادة حزب الله من الصف الأول.
نتنياهو والكيان، بعد استشهاد السيد حسن نصر الله وأغلب قادة حزب الله، وبعد ارتكابهم للجريمة الوحشية المعروفة بجريمة البيجر، التي استهدفت أكثر من 4000 عنصر من عناصر حزب الله، صعدوا أكثرَ فأكثرَ في نشوة نصرهم وغطرستهم الزائفة.
طرحوا شروطًا جديدة عما كان متوقعًا، بعيدًا عن إعادة مستوطني الشمال، فكانت الخيارات الجديدة تتمثل في إزالة حزب الله من لبنان بالكامل.
وفورًا، أعلنوا عدوانَهم الكامل والشامل على لبنان من خلال الزحف البري المكثّـف وضرب الضاحية وبيروت بكل وحشية وإجرام.
ولكن، ومنذ اللحظة الأولى للمواجهة المباشرة مع قوات حزب الله، باء هذا الجيش بالفشل والخسارة الساحقة، مما جعله يبدو مرتبكًا ومحاصَرًا ومدحورًا، لا يستطيع التقدم أَو السيطرة حتى على قرية لبنانية واحدة، برغم كُـلّ ما يمتلكه من قوة عسكرية هائلة وتغطية جوية مكثّـفة.
هذا الفشل حال دون فرض أي شروط أَو أهداف جديدة على لبنان، والتي أعلن عنها بشكل واضح، وهي إزالة حزب الله وإبعاده عسكريًّا وسياسيًّا عن المسرح اللبناني.
ليعود الكيان، وبكل إذلال وفشل، عبر الوساطات الأمريكية لتنفيذ اتّفاقية 1701، وهي اتّفاقية سابقة أُبرمت بعد حرب تموز، والتي لا تضمن للصهيوني إبعاد حزب الله عن الساحة، بل وحتى عن الحدود مع لبنان.
وبذلك، نجد أن الكيان لم يحقّق شيئًا يُذكر من أهدافه المتعلقة بلبنان وحزب الله، ليجد نفسه في لبنان أمام مشهدية غزة، التي لم يحقّق فيها الشرط الرئيسي والأَسَاسي، وهو استعادة الأسرى، إلى جانب فشله في تدمير حماس، برغم كُـلّ الإجرام والدمار والإبادة التي لم تشهد الإنسانية مثيلًا لها.