بعد لبنان.. عينُ العدوّ علامَ؟!
يحيى صلاح الدين
خطر العدوّ الإسرائيلي لم ولن ينتهي بمُجَـرّد استسلامه وَموافقته على الاتّفاق الأخير حول جبهة لبنان، مَـا هو إلَّا ضرورة أجبرت العدوّ، وتكتيك غربي لإنقاذ الصهاينة من السقوط؛ فقد تكبد خسائر كبيرة على المستوى المادي والاقتصادي، وأعداد القتلى الكبير لديه، والذي لم يعتد عليه، وَنصف الصهاينة أصبحوا نازحين يعيشون إما في الفنادق أَو تحت الملاجئ، والهدف القادم للعدو هو العمل على سقوط دمشق العروبة وأن يتجاهل العرب مظلومية الشعب الفلسطيني وأن ننسى جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، هذه الجرائم الذي تفوق الوصف، جرائم إبادة جماعية، تدمير أحياء سكنية بأكملها، تجويع شديد، مجاعة كبيرة، وهذا سببه وساهم فيه تفريط رهيب من الدول المجاورة لفلسطين ومن العرب بشكل عام، لذلك لا بُـدَّ من إجراءات عملية، لا يكفي بيانات وتنديد لإيقاف العدوان والمجازر للكيان الصهيوني؛ فالعواقب خطيرة والتنصل إسهام في استمرار الجرائم بشكل أفظع.
مذكرات المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية جاءت متأخرة جِـدًّا ولا يكفي أن تقتصر على المجرم نتنياهو وغالانت، لا بُـدَّ من معاقبة الحكومة الإسرائيلية فكلهم مجرمون، المؤسسات الدولية معوجة، وعلينا أن نتوقع تغيير في إجراءاتها، وهي أمام اختبار هل سيستمر الغرب بدعم “إسرائيل” بالسلاح؟!
بعد الاتّفاق الأخير المتعلق بلبنان أصبحت عين العدوّ الإسرائيلي الآن على حياكة المؤامرات ضد سوريا فسقوط قلعة دمشق يعني سقوط لبنان بيده؛ فهم سيعملون بكل جهد لن يناموا ولن يتركوا دمشق بحالها، سيحركون أذرعهم وأدواتهم الدواعش والفصائل التكفيرية والأنظمة في الخليج للتواطؤ في تنفيذ مخطّطهم، يريدون نظاماً منبطحاً للصهاينة خادماً وعميلاً، وهذا يجعلنا أمام تحد كبير، وتصبح المسؤولية وَالثقل الأكبر الآن على اليمن والعراق وإيران في منع سقوط دمشق ولبنان، يجب تكثيف الجهود وَالتواصل، وَأَيْـضًا لا بُـدَّ من البحث عن شركاء دوليين يشاطروننا الهدف في التخلص وهزيمة الهيمنة الغربية الصهيونية بقيادة الشيطان الأكبر أمريكا.