انتصارُ لبنان ونفسيةُ المنافقين
بشرى المؤيد
هنيئاً لشعب لبنان الأغر ولمقاومتهم العزيزة، الكريمة، الشامخة، المقاومة التي رفعت كرامة لبنان وشعب لبنان فنصرهم كان عزيزاً كريماً، رأيناه في ملامح وجوههم، ورفعة رؤوسهم، وشموخ أعناقهم.
رأيناه في فرحة عيونهم، بنصرهم وصمودهم وصبرهم لم يخضعوا لأعدائهم، لم يستسلموا، وَلم ينكسروا برغم ما أصابهم من أحداث؛ بل قاوموا وصمدوا وانتصروا.
لم يستطع العدوّ تحقيق أي هدف أَو أن يدخل أراضيهم، بل هزموا شر هزيمة، وخزيهم في الدنيا أمام العالم؛ بسَببِ شر أعمالهم.
رجع اللبنانيون إلى ديارهم، إلى أراضيهم وبيوتهم بشموخ ليس له مثيل ولا نظير، حاملين أعلام حزب الله وصور سماحة السيد الكريم/ حسن نصرالله، وهم يردّدون أقواله العظيمة التي حفرت في العقول وَنقشت في الصدور وَلن تمحى من الذاكرة، ذاكرة أبناء شعبه، أبناء محبيه في كُـلّ بقاع الأرض، حتى أعدائه سيتذكرون كلامه ويتذكرون صدق هذه الأقوال، رجعوا إلى ديارهم حاملين أهدافه ودمه ورايته بخطى ثابتة ويقين محتم بالانتصار العظيم.
عجباً لمن يشك للحظة أن هذا ليس انتصاراً أَو لا يعترف بهذا النصر الكبير، وهذا ليس غريباً عليهم فنفوسهم تأبى الاعترافُ بهذا النصر ولن يعترفوا؛ لأَنَّ النفوس الفقيرة، المهزومة، المنكسرة، الضعيفة لا تعترف بنصر النفوس القوية، التي لا تعرف أية هزيمة، بل تعرف الصبر وَالصمود وَالنضال الذي يؤدي إلى النصر؛ فالنفوس الضعيفة لا تقتات إلا على آلام ودماء من يموتون في الحروب، وفي ما معنى ما قاله قائدنا -سلام الله عليه- السيد عبدالملك الحوثي: “أنت بصمودك في وجه العدوّ هو نصر في حَــدّ ذاته”.
إن انتصار لبنان لم يأتِ إلا بتضحيات جسيمة دفعوها؛ مما أَدَّى إلى انتصارهم مقابل خسائر كبيرة للأعداء منها انهيار جيشهم نفسيًّا وعدديًّا، تلقوا ضربات موجعة من قبل مقاومة لبنان، نزوح الملايين من الصهاينة وهجرتهم من فلسطين المحتلّة، انهيار معنويات مواطنيهم فقد كانوا بالملايين يعيشون في البدرومات لا يستطيعون الخروج والتنفس حتى لوهلة واحدة، انهيارهم سياسيًّا، اقتصاديًّا، عسكريًّا، تجاريًّا، استثماريًّا، سياحيًّا، تعليميًّا، تجمدوا فجمد الله دماءهم، وخسروا ما لم يكن في حسبانهم، ولذلك أجبروا على إيقاف العدوان في تكتم شديد بحيث لا تظهر خسائرهم للعالم.
لقد ضاق شعبهم وسخط على نتن ياهو وقالوا بأنه أوصلهم إلى طريق مسدود، وأنهم أصبحوا غير آمنين في مستوطناتهم، هكذا يظهر في الفيديوهات التي تنتشر.
أجبر على رفع الراية البيضاء والاستسلام؛ لأَنَّ جيشه أَيْـضًا لم يستطع مواصلة الخوض في الحرب فقد كان صراخهم يعلوا، وفزعهم من “روح نصر الله” تسيطر على عقولهم وأفئدتهم، لدرجة أنهم كانوا يقولون “شبح نصرالله في كُـلّ مكان يسيرون إليه برغم تدمير أبنية وَأراضي اللبنانيين.
هو نصر من الله ليس له مثيل يهبه لعباده المناضلين والمؤمنين.
انتصر اللبنانيون فعادوا إلى أراضيهم وَبيوتهم مدمّـرة لكن بكرامة وعز وَشموخ وَكبرياء وما زالوا يقولون “فداء للسيد نصر الله” وفاء ليس له نظير وعشق ليس له حدود، وَإيمان يملأ قلوبهم وعقولهم فلم يستطع العدوّ هزيمة نفوسهم برغم ما أصابهم.
وفي المقابل لم يستطع الصهاينة العودة إلى فلسطين؛ لأَنَّها ليست أرضهم وَلا يوجد “انتماء حقيقي” يربطهم بهذه الأرض يشعرون أنهم غرباء فيها.
انتصرت لبنان بالصمود والصبر والنضال والتمسك بالأرض وستنتصر غزة كذلك وسيرجعون لديارهم؛ لأَنَّ هذا وعد الله في قرآنه.
لبنان لم تتخلَّ عن غزة كما روج المنافقون، لقد استشهد “سيد الأُمَّــة” سلام الله عليه، مدافعاً عن غزة وحقوق غزة وَكرامة غزة؛ وقد رأينا كيف أن مقاومة لبنان أمطرتهم بصواريخها حتى صرخوا وبكوا واستسلموا، وأجبرهم على اتِّفاق وقف إطلاق النار.
لقد حكم على نتن ياهو بأنه “مجرم حرب” هو ووزير دفاعه، وَبأنهم مُجَـرّدون من الإنسانية، وما أثبتته المقاومة بأخلاقها وإنسانيتها أنها دافعت عن غزة بكل ما تستطيع، وَأثبتت للعالم أن توحش الأعداء ليس له حدود، وأن أخلاق المقاومة ظلت متمسكة بها، مع أنها كانت تستطيع قتل الأبرياء من شعبهم، لكنهم يعرفون أن الحرب أخلاق.
فالحق لا يباع ولا يشترى، هنيئاً للبنان وَسيأتي نصر غزة وَسيفرح المؤمنون بذلك؛ فَــإنَّ الله سبحانه لا يخلف وعده.