تضحيةُ الدماء تثمرُ نصرًا مؤزَّرًا
منال العزي
((وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْـمُؤْمِنِينَ)) وعدٌ من الله قد تحقّق على أيدي من حفظوا ماء وجه الأُمَّــة (حزب الله)، ذلك النصر العظيم الذي سطرته تلك الأيادي المباركة، وعمَّدته بالدماء الطاهرة الزكية، سيكتبه تاريخ الأُمَّــة بأنه أعظم نصرٍ في زمن الهزيمة والانبطاح، سيشهد له بأنه: نصر الكرامة، نصر العزة، نصر الحرية، تلك التضحيات التي قدمها حزب الله وعلى رأسها قادته العظماء لم تكن قليلة، لكنها كانت طريقًا يعبر منه الصادقون المجاهدون الأحرار إلى النصر العظيم، الذي نكَّس رأس العدوّ الصهيوني وأجبره ذليلًا صاغرًا على الاستسلام والهزيمة.
وضع حزب الله النقاط على الحروف لكل متخاذلٍ ساكتٍ؛ بحجّـة أنه لا يستطيع مواجهة أمريكا و”إسرائيل”؛ فهَـا هو الشاهد الحيّ الذي أثبت للعالم أجمع أن العدوّ الصهيوني وأذياله أوهن من بيت العنكبوت، وأنه لن يضروكم إلَّا أذى.
فلم يعد هناك مبرّر لأي متخاذلٍ يشعر بضعفه وقوة أمريكا وليأخذ العبرة والدرس مما صدَّره حزب الله.
كانت “إسرائيل” تظن أنها قد كسرت شوكة المقاومة في لبنان، وأنها قد أضعفتها، وشقت صفوفها، وقصمت ظهرها، لكنها بالفعل كانت غبية ولم تحسب الحسابَ جيِّدًا، فهي باغتيالها لسماحة الأمين العام الشهيد القائد السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه– والقائد هاشم صفي الدين وغيرهما الكثير من القادة العظماء –سلام الله عليهم–، قد بنت حزبًا منيعًا، قويًّا، صلبًا أعظم مما كان، متعطشًا، متلهفًا، لتحرير الأقصى الشريف بروحيةٍ أعلى، بوعيٍ أقدر، بفاعليةٍ أقوى، أصبح حزبًا تحَرّكه دماء قائده في الميدان كالأسد الغائر الذي يُرعب ويُخيف عدوه فيهرب منه مذعورًا، هذا هو الذي جناه العدوّ الصهيوني مما فعله بحزب الله، وهزيمته اليوم أمام حزب الله تمثل أكبر هزيمة له في التاريخ، فهو المتغطرس المتكبر الذي كان يظن بأنه باستهدافه للقادة وعلى رأسهم السيد حسن، وبإجرامه الوحشي قد بدأ يعبر طريق النصر، ولكنه في الحقيقة كان واهمًا!!، وكانت النتائج عكسية وعلى غير ما يحب.
صدق الله القائل: ((وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)) ذلك الوعد الإلهي الذي لم ولن يتبدل (وأنتم الأعلون)، فعلًا أصبحتم حزب الله الأعلون، بجراحكم، بمعاناتكم، بألآمكم، بصبركم، بتضحياتكم، بتقديمكم قادتكم شهداء كرماء، أصبحتم أنتم الأعلون، ونصركم هذا سينحني له التاريخ فخرًا، وعزًا، وإجلالا، سيكون الملحمة التاريخية، والطريق الذي يعبر منه كُـلّ حرٍ وأبيٍّ إلى سلَّم الكرامة والنصر، قوِّيتم وقوِّيت سواعدكم على الزناد يا فجر النصر ومعبر الكرامة.