نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريب

ابتسام الجشمي

من يتأمل في أحداث اليوم تعود به الذاكرة إلى ما قبل 1400 عام عندما عقد رسول الله معاهدة بينه وبين المشركين، وكان ظاهر تلك المعاهدة عند الكثيرين هزيمة، ولكن الله سماه نصراً وفعلًا كان نصراً؛ لأَنَّ الله لا يخلف وعده ولأنه غالب على أمره ولأنه لا يقبل لأوليائه الهزيمة ولن يهزم جند الله مهما كانت قوة أعدائهم، ومهما كان هناك من تضحية، فمن ينظر إلى أحداث اليوم في لبنان وما تم الاتّفاق عليه بين حزب الله والكيان الصهيوني يقول الذين في قلوبهم مرض هذه هزيمة، ويقول الذين آمنوا ووثقوا بوعد الله هذا نصرالله الذي لا شك فيه، هذا نصرالله الذي وعد به أولياءه الذين آمنوا وكانوا يتقون، الذين لا يرهبهم حشد الأعداء ولا يكسرهم مكر العملاء.

جنود حزب الله في هذه الفترة الحساسة أثبتوا للعالم أجمع أنهم بحق حزب الله بإيمانهم المتجذر وثباتهم وصمودهم الأُسطوري وبإقدامهم الذي جعل العدوّ صاغرًا ذليلًا يبحث عن مفر يفر إليه منهم ومن بأسهم الذي فرق جمعهم وحصد أرواحهم ولخبط أوراقهم ودخل إلى عقر ديارهم.

حزب الله اليوم رغم جراحه الدامية ومصابه الجلل في فقد القادة الشهداء وعلى رأسهم سماحة العشق السيد حسن نصر الله، إلا أنه لم ينكسر لم يهن لم يتراجع، بل توكل على الله واثقًا من نصره المحتوم وواجه الطغيان والإجرام بكل شجاعة وإقدام واستبسال، قائلًا لكل من فكر أنه سيتراجع وينهزم: إنَّا نحن جنود الله وإنّ هذا الطريق الذي اخترناه ولن نحيد عنه مهما كانت التضحيات، وإنّ ما يفعله العدوّ من استهدافه للقادة لن يكون يومًا يدفعنا إلى التراجع والاستسلام وإنما هو وقود للانطلاقةِ بقوة في الأداء وبثبات راسخ في الموقف الإيماني الذي اتخذناه وبشوق ولهفة للشهادة في سبيل الله واللحاق بركاب الخالدين.

فطوبى لكم مجاهدينا الكرام هذا النصر العظيم ومبارك عليكم هذا الفتح العظيم الذي من خلاله كسرتم هيبة أمريكا و”إسرائيل” وكشفتم للأُمَّـة حقيقة هذا الكيان الهش.

فسلامٌ عليكم سلامً أبديًّا سرمديًّا، والخزي والعار لكل من تعاون مع الكيان وساعد على بقائه؛ فلولا جسور الإمدَاد البرية للعدو لشد أذيال الهزيمة هاربًا منذ أول يوم لانطلاق عملية (طُـوفَان الأقصى) المباركة.

أخيرًا وبعلم الجميع (أنّ التاريخ لا يرحم أحدًا فضع نفسك أنّا شئت) والحر تكفيه الإشارة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com