معادلةُ نصر جسَّدها حزبُ الله
بشرى خالد الصارم
هكذا شاءت الأحداث أن تتصدر، وبهذا الوعد الإلهي بأن حزب الله هو الغالب تحقّقت الانتصارات للمجاهدين في حزب الله.
معادلة نصر في جنوب لبنان جسدها حزب الله أمام عصابات الإجرام للعدو الإسرائيلي الذي يسمي نفسه بالجيش، تنكيل دفع العدوّ الإسرائيلي للإعلان عن وقف إطلاق النار مع لبنان، وهذا الإعلان لم يأتِ إلا بعد ضربات موجعة له من سواعد مجاهدي حزب الله الأشاوس، وبعد ضرر كبير ألحقه الحزب في صفوف مقاتلي العدوّ من قتلى وجرحى، وإصابات نفسية بليغة وخوف وتشريد بين أفراد مقاتليه، ونقص في عدد الجنود بعد فرض تجنيد الحريديم بعد إعلان الوهم الذي لم يتحقّق من الدخول البري في جنوب لبنان، حَيثُ إنهم عانوا من مشكلة مخازن ذخيرتهم، ومشكلة جنود الاحتياط ومشكلة التجنيد، فعصاباتهم الإجرامية المدعوة بالجيش لم يكن لها هدف إلا الهدف الذي حدّده النتن ياهو وهو هدف لم يستطيعوا تحقيقه في ميدان المعركة.
هزيمة مدوية لحقت بالعدوّ، حَيثُ إنه لم يحقّق أي هدف معلن به منذ أن بدأ عدوانه على جنوب لبنان، فلم يعد المستوطنون إلى مستوطناتهم في شمال فلسطين المحتلّة، بل تشرد وفر ما تبقى منهم، ولم يستطع القضاء على أسلحة حزب الله بل أظهر الحزب أسلحة جديدة لم يكن يتوقعها العدوّ قهرت منظوماته وقوته الرادعة التي كان يتبجح بها، وَأَيْـضًا لم يستطع تأمين يافا المسماة تل أبيب وباقي المناطق المحتلّة، فلم تسلم من الضربات الصاروخية والطائرات المسيّرة والانقضاضية التي كانت تُطلق من جنوب لبنان، ولم يستطع تفكيك مقاتلي الحزب كما كان يزعم فأثبت بذلك هزيمته.
مشهد نصر تحقّق عند مشاهدة سكان الجنوب اللبنانيين وهم يعودون إلى قراهم ومساكنهم رافعين الرأس، مهللين وملبين بآيات النصر، مقهقرين العدوّ الإسرائيلي بثباتهم وقوتهم وصمودهم، رافعين أعلام حزب الله وصور شهيدهم الأقدس سماحة العشق المفدى الشهيد السيد حسن نصر الله، فقد قالها شهيدهم الأقدس في عام 2006م “نحن منتصرون والذي يريد أن يرى نفسه منهزماً يصطفل” وهذه المقولة بحد ذاته نصر.
فيما المستوطنون في الجهة الأُخرى من الحدود لا يزالون بعيدين عن مستوطناتهم خوفًا ورعبًا وذلًا، فهم يقرون في أنفسهم بالهزيمة والخزي والعار، حَيثُ إن سياسييهم صرحوا بأنه اتّفاق العار، والمجرم “ابن غفير” وصف الاتّفاق بأنه الخطأ الكبير، حَيثُ إن هدفهم لم يتحقّق رغم وعود نتنياهو لهم، حَيثُ أصبحت المستوطنات بالنسبة لحزب الله مواقع متقدمة وأهدافاً محقّقه.
ومن خلال تعبيرات الخيبة والغضب في أوساط المستوطنات أظهر استطلاع للرأي أن 69 % من المستوطنين الإسرائيليين يعتقدون أن “إسرائيل” لم تنتصر في الحرب على حزب الله، وفقًا لمحللين إسرائيليين أن النصر المطلق كان من نصيب حزب الله، وكما يقولون فَــإنَّ الحق هو ما صرح به العدوّ لك.
هذه الدلالات الواضحة والبينة ومنذ الـ7 من أُكتوبر للعام الماضي يدرك العدوّ أنه مهزوم وأنه فقط كان يبحث عن انتصارات وهمية له يُمضي بها الوقت ليتربع أكثر وأكثر على قلب فلسطين محتلًّا غاصبًا لها، ويسفك الدماء ويدمّـر الأحياء تكبرًا وتجبرًا وإجرامًا منه، فدخل حزب الله في اليوم الثاني لـ (طُـوفَان الأقصى) في الخط الناري مما أشعل النيران في شمال فلسطين المحتلّة إسنادًا ودعمًا للمقاومة الفلسطينية، ودفاعًا ونصرة لأهالي جنوب لبنان، وكانت النتائج التنكيل بجنود العدوّ وتدمير أوهامه وسحقها تحت أقدام مجاهدي الحزب الأبطال.
قاتل حزب الله بالتراب والحجارة والرصاص والمدفعية والصواريخ قتال الأبطال المؤمنين الثابتين، وحملوا أرواحهم على الأكف، وأكفانهم على الأكتف، متوكلين على الله واثقين بنصره، فقتالهم قتال عزيمة وقتال مشروع وصاحب قضية، واستجابة لداعي الله بالنفور خفافاً وثقالاً، فنفروا وجاهدوا، قاتلوا وأوجعوا العدوّ، نكلوا به وأذلوه، وجعلوا العدوّ يثبت على نفسه أمام العالم من مقولة الجيش الذي لا يقهر إلى مقولة سيدهم وشهيدهم الأقدس أنه أضعف من بيت العنكبوت.
فسلامٌ لأصحاب معركة أولي البأس من حزب الله الغالب.