القوات المسلحة تثبِّتُ واقعَ الهزيمة الأمريكية بهجوم واسع على أربع قطع بحرية
المسيرة | خاص:
أظهر الهجومُ الواسعُ الذي شنَّته القواتُ المسلحةُ اليمنية، الأحد، على مدمّـرة وثلاث سفن إمدَاد أمريكية في خليج عدن والبحر العربي، المزيدَ من الدلائل الدامغة على هزيمةِ الولاياتِ المتحدة في المواجهة مع جبهة الإسناد اليمنية لغزة وارتداد محاولاتها لوقفِ العمليات اليمنية بشكل عكسي وصادم على حركة سفنها التجارية والعسكرية على حَــدٍّ سواء.
الهجومُ الذي نفّذته القواتُ المسلحة بـ16 صاروخًا بالستيًّا ومجنَّحًا وطائرةً مسيَّرة، جاء بعد ساعات من استهداف يافا المحتلّة (تل أبيب) بصاروخ فرط صوتي، تسبب بتعطيل مؤقت لحركة مطار “بن غوريون” وأشعل صافرات الإنذار في العشرات من المناطق وسط الأراضي المحتلّة، وهو ما يمثل تأكيدًا عمليًّا واضحًا لما أعلنه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حول استمرار كُـلّ مسارات العمليات العسكرية اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، بل والعمل على تصعيدها، وعدم السماح للأعداء بالاستفراد بغزة، وهو ما لاحظته وسائل الإعلام العبرية بشكل مباشر.
وقد اعتبر موقع “تريد ويندز” النرويجي البريطاني أن الهجوم يظهر أن القوات المسلحة مُصرَّةً على مواصلة حملتها البحرية المُستمرّة، “حتى بعد وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وحزب الله في لبنان” في إشارة واضحة إلى دلالة استمرارية الإسناد اليمني التي انطوى عليها الهجوم.
ومثلما وضع هجوم يافا المحتلّة العدوّ الصهيوني أمام حقيقة استمرار الخطر الأمني والاستراتيجي المتزايد من جهة اليمن، فقد وضع الهجومُ على السفن الأمريكية الولايات المتحدة مجدّدًا أمام هزيمتها التأريخية المدوِّية وفقدان نفوذها في الممرَّات المائية بالمنطقة؛ فالسفنُ التي استُهدفت كلها كانت مرتبطةً بالجيش الأمريكي مباشرة، وهو ما يُظهِرُ مجدّدًا دقة المعلومات الاستخباراتية التي تمتلكها القوات المسلحة، وجرأتها الكبيرة على تحدِّي القوة الأمريكية بعمليات دقيقة ومركَّزة لا تستهدف فقط إصابةَ قِطَعِها البحرية في لحظة الهجوم، بل إجبارها على عدم الاقتراب من المنطقة على مدى أطول.
وقد اعترف الجيش الأمريكي بأن السفن الثلاث التي أعلنت القوات المسلحة عن استهدافها هي “مملوكة ومدارة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية” ولكنه حاول إخفاء علاقتها بالجيش، وقدَّمها على أنها سُفُنٌ تجارية.
ومع ذلك فقد كشف موقعُ “تريد ويندز” المختص بشؤون الملاحة البحرية أن السفينة (سينتا إمبيكابل) التابعة لشركة (سينتا بولك) تعملُ لدى إدارة الملاحة البحرية الأمريكية، وتقوم بنقل إمدَادات الوقود في أوقات الحاجة لوزارة الحرب.
وبالمثل فَــإنَّ سفينة (ميرسك ساراتوغا) والتي سبق أن استهدفتها القوات المسلحة اليمنية في مناسبة سابقة، تتبع شركة (ميرسك لاين) الأمريكية التي لديها تعاون كبير مع الجيش الأمريكي في نقل الإمدَادات.
وبحسب الموقع فَــإنَّ السفينة الثالثة (ليبرتي جريس) تتبع شركة (ليبرتي ماريتايم كورب) الأمريكية.
وَأَضَـافَ الموقع أن “السفن الثلاث لديها روابطُ واضحةٌ بالولايات المتحدة، وبالتالي تتطابق مع مِلَفِّ السفن التي تتعرض للاستهداف عادة؛ فجميعها ترفعُ العَلَمَ الأمريكي وتعمل لدى كيانات أمريكية” وهو ما يمثّل ضربةً جديدة للرواية التي تحاول الولايات المتحدة ترويجَها وتزعُمُ فيها أن العمليات البحرية اليمنية عشوائية وتستهدفُ جميعَ السفن التي تعبُرُ المنطقة.
وبرغم أن الجيشَ الأمريكي زعم اعتراضَ ستة صواريخ وطائرة مسيرة، فَــإنَّ هذا الادِّعاء لم يفلح في التقليل من شأن الهجوم المركَّز، خُصُوصًا وأنه أجبر الولاياتِ المتحدة على الاعتراف بملكية السفن المستهدَفة وتأكيد رواية القوات المسلحة اليمنية، بعد أن كانت هيئةُ عمليات التجارة البحرية البريطانية قد تحفظت على ذكر أية تفاصيل واكتفت بالقول إنها تلقت بلاغًا عن وقوع حادثة في خليج عدن فقط في محاولة مبكرة للتكتم على العملية.
ووفقًا لموقع “تريد ويندز” أَيْـضًا فَــإنَّ الهجوم “قدّم دليلًا إضافيًّا” على أن قدرة القوات اليمنية على تنفيذ الهجمات البحرية “لا تزال غير متضائلة بالرغم من مزاعم الولايات المتحدة المتكرّرة بأنها تعمل على إضعاف هذه القدرة من خلال الغارات الجوية” حسب وصف الموقع.
ويعكس هذا التعليق فشل الجيش الأمريكي في محاولة التقليل من شأن الهجوم من خلال مزاعم اعتراض بعض الصواريخ، حَيثُ يبدو بشكل جلي أن كُـلّ محاولة تضليل جديدة من قبل الولايات المتحدة أصبحت تُعتبَرُ اعترافًا إضافيًّا بالفشل ودليلًا جديدًا على العجز والهزيمة المعلَنة على لسان كبار قادة البحرية والمسؤولين السابقين والحاليين.
ولا يخفى أن استخدام القوات المسلحة لعدد كبير من الصواريخ البالستية والمجنَّحة والطائرات المسيَّرة في الهجوم على السفن الأمريكية المرتبطة بالجيش أصبح يتكرّرُ بشكل ملحوظ، وهو ما يعكسُ إصرارًا كَبيرًا على تطبيق حظر كامل لحركة القطع العسكرية الأمريكية بمختلف أنواعها في منطقة العمليات.
وكان المبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ قد سلّط الضوء على هذه النقطة في تصريحات نقلها موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي مؤخّرًا، وقال فيها: إن “قيادة الولايات المتحدة كلها قلقة من عزم الحوثيين على ضرب السفن الحربية الأمريكية ومثابرتهم في ذلك، وتصميمهم على القيام بما يفعلونه بشكل أفضل” حسب وصفه؛ وهو ما يعني أن وقع الهجوم الأخير كان بلا شك ثقيلًا على “القيادة الأمريكية” القلقة التي تحدَّث عنها ليندركينغ.