لبنان: العدوّ الصهيوني يواصلُ خروقاته جنوبًا وشرقًا.. والمقاومة الإسلامية ترُدُّ ردًّا دفاعيًّا أوليًّا وتحذيريًّا
المسيرة | متابعة خَاصَّة
نَفَّذَت المقاومةُ الإسلامية في لبنان، مساء الاثنين، عمليةَ استهدف موقع رويسات العلم التابع لجيش العدوّ في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلّة”، متوعدةً بالمزيد، ما اعتبره مراقبون ردًّا مدروسًا ودقيقًا وذا مغزى، بخروج الإعلان تحت عنوان “البيان رقم ١”.
وقال البيان: “على إثر الخروقات المتكرّرة التي يبادر إليها العدوّ الإسرائيلي لاتّفاق وقف الأعمال العدائية المعلن عن بدء سريانه فجرَ نهار الأربعاء في 27 تشرين الثاني 2024م”، مشيرةً إلى أنها “تتخذ أشكالًا متعددةً منها إطلاق النيران على المدنيين والغارات الجوية في أنحاء مختلفة من لبنان”.
وأكّـد البيان أن هذا رد أولي، للاستهداف الذي “أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة آخرين بجراح، إضافة إلى استمرار انتهاك الطائرات الإسرائيلية المعادية للأجواء اللبنانية وُصُـولًا إلى العاصمة بيروت، وبما أن المراجعات للجهات المعنية بوقف هذه الخروقات لم تفلح”.
في السياق، أكّـد المحلل اللبناني “خليل نصر الله”، أنهُ “كان واضحًا، أن حزب الله لن يصبر طويلًا على الخروقات الإسرائيلية، ويبدو أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وَأَيْـضًا الأمريكي قد فهما خطأ صمتَ حزب الله، وعليه حصل التمادي”.
وأشَارَ إلى أن “المقاومة بدأت تنفّذ رَدًّا دفاعيًّا أوليًّا، وهذا الرد مؤشر واضح على قرار وُضِعَ على الطاولة؛ بهَدفِ لجم جيش الاحتلال”، مؤكّـدًا أن هذه “الخطوة ترمي الكرة في الملعب الأمريكي، وتؤكّـد أن حرية الحركة ستقابل بالنار”.
التصعيد يعكسُ طبيعةَ الاحتلال الإسرائيلي العدوانية؛ إذ شهد لبنانُ سلسلةً من الاعتداءات التي استهدفت مناطقَ متعددة في الجنوب والبقاع، مُخلّفةً وراءها شهيدًا وجريحين وخسائرَ مادية، في خرق صارخ لاتّفاق وقف إطلاق النار والسيادة.
وبدأ التصعيد جنوبًا برشقات رشاشة أطلقها جيش العدوّ الإسرائيلي تجاه المنازل الآمنة في بلدة “الناقورة”، تلا ذلك غارة جوية على بلدة “عيناتا” قرب مبنى البلدية، كما أغارت طائرة مسيّرة على دراجة نارية قرب محطة تحويل كهرباء “مرجعيون”.
ولاحقًا أعلنت المديرية العامة لأمن الدولة بأن الاستهداف أَدَّى إلى استشهاد العريف في أمن الدولة “مهدي خريس”، من مديرية النبطية الإقليمية، إثر استهدافه بصاروخ موجّه أطلقته طائرة مسيّرة أثناء تأديته واجبه الوطني، مؤكّـدةً أن “هذا الهجوم يُعدُّ خرقًا فاضحًا لاتّفاقية الهُدنة وتصعيدًا خطيرًا يُظهِرُ الطبيعةَ العدوانية للاحتلال، الذي لا يحترمُ القوانين الدولية ولا المواثيق الإنسانية”.
وفي سياقٍ منفصل، أكّـدت مصادرُ لبنانيةٌ العثورَ على جثة الضابط في القوات البحرية في الجيش اللبناني “النقيب حسن يونس” شهيدًا داخل سيارته في “رأس الناقورة”، وترجح التحقيقات الأولية أن تكون سيارته قد تعرضت لغارة من مسيرةٍ تابعة للاحتلال قبل نحو أسبوع.
وفي سياق الخروقات، تسبّبت صواريخ موجَّهة أطلقتها طائرات مسيّرة بإصابة مواطن بجروح في منطقة “مثلث بنت جبيل – مارون الراس”، كما شهدت بلدة “عيترون” غارتين بالطيران المسيّر، وبقذيفتَي مدفعية استهدفت قوات الاحتلال بلدة “ييت ليف”.
كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام، بتوغُّلٍ جديدٍ للقوات الإسرائيلية وآلياتها ودباباتها في محيط مستشفى “ميس الجبل” الحكومي شمالي البلدة، فيما انسحبت القواتُ وآلياتها من منطقة “دوبيه” غربي البلدة، وتقوم بين الحين والآخر برمايات وتمشيط وإطلاق قذائف مدفعية.
ولفتت مصادر محلية جنوبي لبنان إلى أنه وبعد تراجع 6 دبابات “ميركافا” صباح الاثنين، من الأحياء الشرقية والجنوبية لمدينة “الخيام” باتّجاه منطقة “الوطى”، رُصد تراجُعُ عدد إضافي من الآليات ومن بينها دبابات.
كما أن قواتِ مشاة صهيونية ترافقها دبابات تقدمت إلى مزرعة “شانوح” في مرتفعات “حلتا” تحت غطاء ناري من الرشاشات والقنابل الدخانية في عملية اقتحام لمنطقة لم تدخلها قوات العدوّ خلال المواجهات وتقوم باحتلالها مستغلةً وقف إطلاق النار.
لم تقتصر الاعتداءاتُ على الجنوب، بل امتدت لتطال مناطِقَ في البقاع، حَيثُ أغارت مسيّرة صهيونية على بلدة “حوش السيد علي” شمالي قضاء “الهرمل” بثلاثة صواريخ، كما أصابت إحدى الغارات جرافةً تابعةً للجيش اللبناني أثناء قيامها بأعمال تحصين؛ ما أَدَّى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح متوسطة، في خطوةٍ تُظهِرُ استهدافًا مباشرًا لمؤسّسات الدولة اللبنانية.
في الإطار؛ أوضح رئيس مجلس النواب “نبيه بري” في بيانٍ له بعد ظهر الاثنين، أنهُ “وخلافًا لكل ما يروَّجُ له في وسائل الإعلام بأن ما تقوم به “إسرائيل” منذ بدء سريان وقف إطلاق النار وكأنه من ضمن بنود الاتّفاق”.
وقال: إن “ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من أعمال عدوانية لجهة تجريفِ المنازل في القرى اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلّة يضافُ إليها استمرار الطلعات الجوية وتنفيذ غارات استهدفت أكثرَ من مرة عمق المناطق اللبنانية وسقط خلالها شهداءُ وجرحى وآخرها ما حصل اليوم في حوش السيد علي في الهرمل وجديدة مرجعيون”.
وأكّـد أن “كل هذه الأعمال تمثِّلُ خرقًا فاضحًا لبنود اتّفاق وقف إطلاق النار الذي تم إعلانُه في الـ 27 من نوفمبر الفائت، وأعلن لبنان التزامه به”، وسأل الرئيس “بري”، اللجنة الفنية التي أُلِّفَت لمراقبة تنفيذ هذا الاتّفاق: “أين هي من هذه الخروق والانتهاكات المتواصلة والتي تجاوزت 54 خرقًا، فيما لبنان والمقاومة ملتزمون بشكلٍ تامٍّ بما تعهَّدوا به”.