ما وراءَ عودة داعش إلى سوريا؟
وضحى الهمداني
مرةً أُخرى تُحَرِّكُ الولاياتُ المتحدة الأمريكية وتركيا بيادقَها في سوريا؛ فبعدَ يومٍ واحد من وقف العدوان الصهيوني على لبنان تفتح جبهة ساخنة في سوريا.
هنا تثارُ الكثير من الأسئلة عن الدوافع ومغزى عودة الحرب، رغم وجود اتّفاق لخفض التصعيد منذ عام 2020 برعاية روسية -إيرانية -تركية.
عودةُ داعش إلى شمال سوريا تعني تحريكَ الاستخبارات الأمريكية بمعية مجرم الحرب نتنياهو وشريكه أردوغان، فنتنياهو كان يُمني نفسه بالتوسع في المنطقة وتغيير خارطتها وفق ما يسميه “الشرق الأوسط الجديد”، وأردوغان كان يحلم وفقًا لهذا المشروع في توسيع سلطانه والبقاء في الرئاسة لفترة أطول.
الهدف الثاني من هذه الحرب: تطويق حزب الله وقطع الإمدَاد الذي يأتيه من سوريا، فدمشق كما هو معلوم للجميع أبرز الداعمين لحزب الله، والتحالف بينهما استراتيجي ووثيق، وقد أراد الكيان الصهيوني بعد فشله في العدوان على لبنان أن ينتقل للخطة (ب) عن طريق تحريك الأدوات والمرتزِقة والعملاء للسيطرة على سوريا، وتطويق الحزب، لتصبح لبنان بعد ذلك –لو نجح هذا المخطّط- في الكماشة، ما بين الاحتلال والتكفيريين.
ثالثًا: تهدفُ القوى الاستعمارية الكبرى من خلال التصعيد إلى إحياء مشروع تقسيم سوريا من جديد، وهذا من شأنه إضعاف سوريا وبيئة المقاومة.
رابعًا: سيطرة الجماعات التكفيرية على سوريا، سيهدّد الأمن القومي لكُــلٍّ من العراق ومصر والأردن، ثم المنطقة برمتها، وسيشجع واشنطن على العودة من جديد إلى مخطّطها لضرب العرب بعضهم ببعض، وإحياء الصراع الطائفي، وتحويل بوصلة العداء إلى إيران، بدلًا عن العدوّ الحقيقي للأُمَّـة أمريكا و”إسرائيل”.
لا فرق إذَن بين الدور التركي والصهيوني في المنطقة؛ فكلاهما يهدفان إلى تمزيق شعوبنا، والسيطرة على مقدرات الأُمَّــة، واستهداف روح المقاومة، والحقائق والواقع يشهدان على ذلك، فالأولى لتركيا هو تحريك هؤلاء الجماعات لمواجهة “إسرائيل”، لكنها اتجهت لمواجهة محور المقاومة، وهذا دليل على واحدية الأهداف بينهما.