لليوم السابع من القتال: اشتدادُ المعارك في الشمال السوري.. والجيشُ العربي يتقدّم
المسيرة | متابعة خَاصَّة
نفّذ سلاحُ الجو السوري -بالاشتراك مع الطيران الروسي- ضرباتٍ مركَّزة- استهدفت مواقع الجماعات الإجرامية التكفيرية ومحاور تحَرّكاتهم في ريف “إدلب” وريف “حماة” الشمالي، وكبَّدتها خسائرَ بالعديد والعتاد، وسط انهيار دراماتيكي لها.
في التفاصيل؛ ذكر مصدرٌ عسكري، الثلاثاء، أنّ الطيران الحربي السوري الروسي المشترك “وجّه ضربات جوية وصاروخية مركَّزة على “ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي”، مؤكّـدًا أن الضربات أَدَّت إلى “سقوط عشرات القتلى والمصابين في صفوف الإرهابيين وتدمير آلياتهم وأسلحتهم”.
وخاضت وحداتٌ من الجيش العربي السوري مواجهات مع مسلحي جماعة “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد شنها هجومًا على مناطق تحت سيطرة الدولة في “ريف دير الزور” الشمالي.
وأكّـدت مصادر ميدانية، أن سلاح الجو السوري دمّـر مركز قيادة تابعًا لمسلحي “هيئة تحرير الشام” في منطقة “خان شيخون، في ريف إدلب الجنوبي”، ولفت إلى أن “مسلحي قسد وبعد فشل الهجوم بادروا إلى طلب الوساطة؛ مِن أجلِ العودة للهُدنة ووقف إطلاق النار”.
وأفَاد التلفزيون السوري بأن “وحداتٍ من الجيش والقوات الرديفة تصدَّت لهجوم شنه إرهابيو “مجلس دير الزور العسكري” التابع لميليشيا قسـد الانفصالية، على القرى المحرّرة بمنطقة الجزيرة بريف دير الزور الشمالي”.
وقالت مصادر ميدانية في “دير الزور”: إن الحياة عادت إلى طبيعتها في القرى السبعة التي حاول مسلحو “قسد” السيطرة عليها خلال الساعات الفائتة، مضيفةً أن “العشائر وأهالي البلدات والقرى التي تعرضت لهجمات مسلحي قسد بدعم من التحالف الدولي وقفوا بالقتال جنبًا إلى جنب مع الجيش العربي السوري لصد العدوان”.
الجيشُ السوري يستعيدُ السيطرةَ على كامل البلدات في “ريف حماة”:
في سياق تصدي الجيش العربي السوري لهجوم الجماعات التكفيرية الإجرامية في الشمال السوري، أفادت مصادر سورية بانهيار دراماتيكي لهذه الجماعات على طريق “خناصر – أثريا” مع تعمق للجيش السوري باتّجاه “ريف حلب” الجنوبي، مؤكّـدةً تقدمه باتّجاه “السفيرة”؛ ما يعني أنه يعود سريعًا إلى عمق “أرياف محافظة حلب”.
وفيما ثبَّتت وحداتُ الجيش السوري نقاطها في محور “بلدة خطاب بريف حماة” الشمالي وتواصل استهداف التنظيمات التكفيرية بمحيط البلدة، كثّـف الجيش استهدافه مواقع مسلحي “هيئة تحرير الشام وحلفائها” في “أرياف حلب وحماة وإدلب”، بالتزامن مع استعادة الجيش السيطرة على كامل البلدات والقرى الواقعة على طريق “محردة – السقيلبية”، من التنظيمات التكفيرية وهي، “كرناز، وتل ملح، والجلمة، والجبين، وحيالين، والشيخ حديد”.
القيادة العامة للجيش السوري أكّـدت جهوزية الجيش وعزمه على مواصلة تنفيذ مهامه، بالتعاون مع القوات الروسية العاملة في سورية، مشيرةً إلى “تنفيذ جملة من الاستهدافات على مواقع التكفيريين ومحاور تحَرّكاتهم؛ ما أَدَّى إلى مقتل وإصابة المئات منهم خلال الساعات الماضية وتدمير مقرات ومستودعات لهم في أرياف حلب وحماة وإدلب”.
وذكر مصدر عسكري، أنه “خلال الساعات الـ24 الماضية تواصلت الاستهدافات التي ينفذها الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الروسية الصديقة العاملة في سورية عبر ضربات مركزة جوية وصاروخية ومدفعية؛ ما أسفر عن مصرع نحو 100 مسلح، خلال الساعات الـ24 الماضية، وتدمير 5 مقرات قيادة و7 مستودعات ذخيرة وسلاح متنوع، بعضها يحتوي على طائرات مسيرة”.
وبيّن المصدر أن “القوات المسلحة بدأت بالتحَرّك على عدة محاورَ في أرياف حلب وحماة وإدلب للالتفاف على التكفيريين وطردهم من المناطق التي دخلوها وتأمينها بالكامل، وتثبيت نقاط تمركز جديدة للتحضير للهجوم التالي، مع استمرار وصول المزيد من التعزيزات العسكرية إلى محاور الاشتباك”.
الجماعات الإجرامية تفكِّكُ المنشآت الصناعية وتتحضَّر لاستخدام غازات سامة:
في غضون ذلك، وفيما أكّـدت السورية للاتصالات أنها مُستمرّة بتقديم الخدمات لأهالي “حلب” وملتزمة بعدم قطع أية خدمة حتى ولو كان عليها ذمة مالية حتى إشعار آخر، عطّلت المجموعات الإجرامية أبراجَ شركات الخليوي السورية في كُـلّ مناطق “حلب” وبدأوا وبإيعاز من “تركيا” تشغيلَ شبكة الخليوي “التركية في حلب”.
وقال مصادر أهلية لوسائل الإعلام: إن “الجماعات التكفيرية بدأت منذ الليلة الماضية بتفكيك المنشآت الصناعية في منطقة “الليرمون” الصناعية في حلب ونقلها إلى إدلب ثم تركيا”.
إلى ذلك، وفي إطار التخادم الصهيوني مع الفصائل الإجرامية، أعلن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق، انفجار سيارة جراء عدوان إسرائيلي استهدفها على طريق مطار دمشق الدولي بالقُرب من “جسر بلدة عقربا”، أسفر عنه استشهاد شخص ووقوع أضرار مادية.
وعلى صعيد موازٍ، نقلت وكالاتُ أنباء دولية عن مصادرَ، قولها: إن تنظيم “جبهة النصرة التكفيري” بالتعاون مع ما تسمى “منظمة الخوذ البيضاء” الأوكراني، يحضِّرُ لاستخدام غازات سامة ضمن تجمعات سكانية في ريفَي “حلب وإدلب”، في حين أشَارَت مصادرُ “روسية وسورية” إلى أن الهجوم التكفيري على “حلب” تم بمشاركة من “الولايات المتحدة وأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)”.
وسائل إعلام صهيونية: “الثوار في سوريا” تحَرّكوا بضوءٍ أخضرَ من نتنياهو
في الإطار؛ كشفت وسائل إعلام عبرية، أن المجموعات التكفيرية في سوريا، والتي أسمتهم بـ”الثوار السوريين” تحَرّكوا بضوءٍ أخضرَ من المجرم “نتنياهو” بالتنسيق مع تركيا؛ بهَدفِ “إضعاف محور المقاومة ومنع تزويد حزب الله بالسلاح من سوريا، وتشكيل مزيد من الضغط على الرئيس السوري لفك ارتباطه بالمحور وفلسطين”.
وبدون مواربة أَو أي تحفُّظ، أكّـدت الوسائل الصهيونية، أن هجوم من أسمتهم “المعارضة والثوار” على حلب وبقية المناطق في سوريا، بُعَيدَ وقف إطلاق النار في لبنان مباشرة، هو “عملية إسرائيلية منسقة مع تركيا لضرب محور المقاومة في سوريا وتطويق حزب الله لمنع وصول السلاح واضعاف النظام في سوريا”.
وأكّـدت، أن رئيس الحكومة “بنيامين نتنياهو” والمستويات السياسية والأمنية تشعر بسعادة غامرة لتنفيذ هذه المجموعات الأهداف التي سعت وتسعى إليها “إسرائيل” في ضرب محور المقاومة ومنعها من التجذر في سوريا”.
وأشَارَت إلى أنه “جرت ضغوط كبيرة على الرئيس السوري بشار الأسد لفك الارتباط مع القضية الفلسطينية ومحور المقاومة، إلا أنها لم تنفع فأصبح الهدف: إما التخلص من النظام أَو ممارسة المزيد من الضغوط عبر ما يسمى المعارضة السورية لتحقيق هدف فك الارتباط”، لكنها في الوقت نفسه شكّكت بنجاح هذا الأمر.
بدورها، اعتبرت صحيفة “هآرتس” العبرية، أن “الآمال الإسرائيلية في تغيير النظام في سوريا من الأرجح أن تخيبَ هذه المرة؛ لأَنَّ وراءه محورًا قويًّا”، وذكّرت الصحيفة بكلام “رئيس وزراء كيان العدوّ السابق “أيهود باراك”، العام 2012م، والذي وعد بإسقاط بشَّار في غضون أسابيع أَو أشهر؛ إلا أن الأسد لا يزالُ ثابتًا”.