العُنصريةُ البغيضة
صالح مقبل فارع
وطنيٌّ وحُـرٌّ وصامد، يَــذُمُّ جميعَ العملاء والمرتزِقة، ويكشفُ كُلَّ مساوئ العُـدْوَانِ ومثالبه، ويذكر كُلَّ مجازره التي حصلت في اليمن، ولكن عندما يصلُ الحديثُ إلَـى عند أولاد الأحمر يتغيّرُ حديثه، ويتأدَّبُ، يتجنَّب الخوض في مساوئهم، عندما يتحدث عنهم يتحدث بلطف واحترام، بل ويبرئهم عن كُلِّ جرائم العُـدْوَان، ويُخرِجُهم من كُلّ ما حصل كما تخرج الشعرة من العجين، كُلّ هذا يحصل؛ لأنهم من قبيلته أَوْ بلاده، لا يذكرهم بسوء؛ لعصبية في نفسه.
أقولُ لهذا وأمثاله:
إن آلَ الأحمر وجميعَ المرتزِقة باعوا الوطنَ وأباحوا دماءنا لآل سعود، ودمّروا كُلّ شيء جميل في اليمن، لا لشيء إلا ليعودوا إلَـى مناصبهم، وإلى السرق والنهب الذي كانوا عليه من قبل..
آلُ الأحمر لم يراعوا فينا حقًا من قبلُ، ولم ينصفوا لنا مظلومًا وهم دولة، فكيف يراعون اليوم حقوقنا وهم مجرد أداة بيد آل سعود؟!.. لم ينفعونا بشيء من قبل، فكيف سينفعوننا الآن؟!
لم يفعلوا لنا شيئًا عندما كانوا في اليمن، تركوا بلادَنا بلا مشاريع، بلا تنمية، بلا وظائف، انتشرت البطالة في الشباب بشكل فضيع، مارسوا عمليةَ التجهيل في أوساطنا لأجل نبقى طوعَ أمرهم، زرعوا بيننا المشاكل لأجل نقتل بعضنا بعضًا، أيقظوا الفتنَ النائمةَ بدلاً عن أن يخمدوها، قمعوا كُلّ متعلم وواعٍ، مَن طَالَب بحقه سَجَنوه، ومن قال كلمة الحق أمامَهم نَفَوْه، وسرقوا مِنَّا محافظة عمران بأكملها، تقاسموها بينهم كما يتقاسَمُ الورثةُ قطيعَ الأغنام، كُلُّ واحد منهم سرق دائرة، وبفعلتهم هذه أَصْبَح مجلسُ النواب خاليًا تماماً من محافظة عمران.
المحافظة التي تعتبر قلعةَ الصمود بعد صعدة، وتتصدرُ المحافظاتِ في عدد شهدائها ومجاهديها في الجبهات، أَصْبَحت هذه المحافظة بلا تمثيلٍ في البرلمان، لماذا؟؛ لِأَن آل الأحمر سرقوها منَّا واستولوا على مقاعدها، وأَصْبَحنا في نظر الأعداء من أكبر الأصحاب، بل إن مواقعَ المرتزقة تحيي موقف عمران، وموقف محافظة عمران، وتعتبر موقفَهم بطوليًا، وتقول مواقعهم بالخط العريض: “محافظة عمران توجّه صفعة مدوية للحوثي وصالح والانقلابيين” “محافظة عمران لم تحضر في البرلمان وهذه صفعة مدوية للحوثي وصالح”.. هذا كلامهم، وهذه كتاباتهم، والسبب في هذا أولاد الأحمر المرتزقة، الذين سرقوا منَّا مقاعد المحافظة.
إنهم لم يسرقوا أقواتِنا ومشاريعنا فقط، بل سرقوا حتى أصواتَنا وكرامتَنا وصمودَنا وحريتَنا..، مارسوا ضدنا كُلّ أَنْـوَاع الظلم والقهر والاستبداد..، احتقرونا، نظروا إلينا بازدراء، حتى أَصْبَحنا “لا شيء” عندهم.
لم يقفوا عندَ هذا الحد.. بل إنهم نشروا ظلمَهم لجميع أَبْنَاء اليمن، فقد وقفوا ضد الشعب اليمني وكرامته، وأيَّدوا العُـدْوَانَ، ووقفوا إلَـى جانبه وصَفِّه وقاتلوا معه جنبًا إلَـى جنب، وفعلوا جميع المآسي باليمنيين..
ثم بعد هذا..
تريدون أن لا نذكرَهم إلا بكل خير.. أَوْ نتحاشى عن ذكر شرورهم وطغيانهم، أَوْ نصمت عن أفعالهم..؟!!
هذه المداهنة لا تجوزُ في مثل هذه المواقف، هذا وطنٌ لا “سفاط” فيه، هذه كرامة وحرية لا يجب المداهنة فيها..
بل نذكرهم ونذكر مساوئ كُلّ العملاء المرتزقة الذي باعوا واشتروا في هذا الوطن حتى يحذرهم الناس، “اذكروا الفاسق بما فيه كي يحذره الناس”، حتى ولو كانوا أهالينا أَوْ أبناءَنا أَوْ أَبْنَاء َقبيلتنا أَوْ مَشَايخنا، نُشَخِّصُهُمْ للشعب لكي يعرفهم، ونعلن عداوتنا ضدهم ومحاربتنا لهم، ووقوفنا في وجوههم..
وأخيرًا.. نطالب مجلسَ النواب بإعادة محافظتِنا المسروقة إليه، وتمثيلها فيه في أسرع وقت وأقرب فرصة، ونطالبُ الأستاذَ صالح الصماد واللواء/ يحيى الراعي بأن يختاروا 12 عضوًا من عمران بدلاً عن الــ12 الفارّين، فمن العيب أن تبقى محافظةُ وقلعةُ الصمود “عمران” بلا تمثيلٍ وبلا صوت.