الشريف حسين الأمير -الأمين العام لمحلي مدينة مَأرب: الاتفاق السياسي حكمة يمانية سترمي هادي وشرعيته المزعومة إلى مزبلة التأريخ ( حوار )
* علينا ترحيل كُلّ اختلافاتنا من أجل الـيَـمَـن والتجاوز عما يشكل عاملاً مثبّطاً يخدم العُـدْوَان
- العُـدْوَان استنفد كُلّ ما يملك من قوة أمام صمود وثبات المجاهدين وأَحْــرَار الـيَـمَـن وقيادته الحكيمة
- لا قلقَ من مغادرة الوفد للكويت؛ لإيْمَـاننا بقُدرة الـيَـمَـنيين على إرغامِ قوى الشر والاستكبار للعَودة إلى طاولة المفاوضات
- أجزمُ بأن ما تلقاه المرتزِقة من ضربات قاسية كان درساً كافياً ليدرك الغزاة عدم صلاحية تلك الورقة وعدم قُدرتها على تحقيق شيءٍ على أرض الواقع
- صمودُ الأبطال أمام الاستكبار الصهيو أَمريكي وأذنابه منذُ بداية العُـدْوَان إلى اليوم وإلى يوم القيامة حدث غير طبيعي في تأريخ الحروب العسكرية
- ندعو كافةَ القبائل الـيَـمَـنية بمَشَـايخها وبنائها الأَحْــرَار إلى الالتحاق بجبهات الشرف
إننا في زمنٍ تظهَرُ فيه الرجالُ الأَحْــرَارُ وتثبُــتُ في أشد الظروف وتضحّي بالغالي والنفيس من أجل الوطن، فلا القتلُ يُرهِبُهم ولا هدمُ طيران العُـدْوَان منازلَهم يُثنيهم عن مواصلتِهم الدفاعَ والذودَ عن هذا الوطن، مضحِين بوقتهم ومالهم وأَبْنَـائهم وكل ما يملكون من أجل حرية الشَّـعْـب ورفض الوصاية الأجنبية على بلدنا.
التقينا بالعديد من أبرز مَشَـايخ مَأرب وفي هذا العدد نحاورُ شخصيةً من قبيلة الأشراف التي تجرع أبناؤها وأرضها ومنازلها ومزارعها لأشرس عُـدْوَان، ولا ذنبَ لهم إلّا أنهم رفضوا العُـدْوَان من بدايته.. التقينا بالشريف حسين بن عبدالعزيز الأمير.. فإلى نص الحوار:
حاوره: محمد الهيال
- شيخ حسين أهلاً ومرحباً بك في النبأ اليقين، ونتشرَّفُ بك ضيفاً عزيزاً؟
أهلاً وسهلاً بكم، ونباركُ لكم ولمحافظة مَأرب إصدارَ هذه النشرة، والتي لاحظنا التميُّزَ في النشاط، والصدق في الطرح والولاء للوطن، فنشكر كُلّ مَن ساهم ولا زال يساهِمُ في إصدار نشرة النبأ اليقين، وأشكرُكم على إتاحة الفرصة لي بشرف استضافتكم.
- بعد فشل مفاوضات الكويت وما يردده العُـدْوَان من شن حرب شرسة بعد مغادرة وفد المرتزقة للكويت.. ما رأيك في مثل ذلك؟
نؤمنُ بأن الحَـلَّ السياسيَّ هو المخرج لإيقاف العُـدْوَان الذي تعرض له الوطن من قبل تحالف قوى الشر والاستكبار الصهيو أَمريكية وعملائها من أنظمة الأعراب التي نشأت وتكوَّنت في جسد الأُمّة العربية والإسْلَامية بمُخَطّطات ودعم وتأييد يهودي وغربي.
وبلا شك إن قرارَ اتخاذ العُـدْوَان والذي أعلن من البيت الأبيض على يمن الإيْمَـان والحكمة منذُ قرابة عام وخمسة أشهر قد استنفد كُلّ ما يملك من قوة أمام صمود وثبات المجاهدين وأَحْــرَار الـيَـمَـن وقيادته الحكيمة المتمثلة في القائد المجاهد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله وكافة المجاهدين الأَحْــرَار والوطنيين من أَبْنَـاء الـيَـمَـن؛ ولذلك فلا قلقَ من مغادرة وفد العملاء المرتزقة للكويت؛ لإيْمَـاننا بقُدرة الـيَـمَـنيين المجاهدين الأَحْــرَار على إرغامهم وإرغامِ كُلّ قوى الشر والاستكبار على العَودة إلى طاولة المفاوضات قريباً بإذن لله.
- هل سيملأُ المجلسُ السياسيُّ الأعلى الفراغَ القائمَ ويسحَبُ الذريعةَ بالشرعية المزعومة للفار هادي؟، وما تأثيرُ إعْلَانِ المجلس على القوى المتربصة بالـيَـمَـن؟
نتقدَّمُ بالشكرِ الجزيلِ لقيادة الثورة ممثلةً بالسيد القائد عبدِالملك بدر الدين الحوثي وأَنصار الله وقيادة المؤتمر الشَّـعْـبي العام وحلفائه ممثلةً بالزعيم علي عبدالله صالح على الاتفاق المبارك والتأريخي.
وأشكر قيادة أَنصار الله على منح الثقة لابن مَأرب الشهم، اللواء مبارك بن صالح المشن لعضوية المجلس.
وبلا شك في أن إعْلَانَ توحُّــد القوى الوطنية المناهضة للعُـدْوَان يعتبر حدثاً تأريخياً مهماً وحكمةً يمانية عظيمة ولو أنها أتت متأخرةً بعضَ الشيء، ولكن لها انعكاسات سياسةٌ واجتماعية وعسكرية واقتصادية كثيرة، لا يتسعُ المجالُ لشرحها، ومن الطبيعي أن ينتجَ عن هذا التشكيل إجراءاتٌ قانونية ودستورية سيترتب على حدوثها إيضاح ملكية الشَّـعْـب الـيَـمَـني للشرعية الحقيقية والتي ستضع العالمَ أمام حقيقةِ ضرورة القبول والاعتراف، وسيكون لذلك النتيجة الطبيعية لرمي هادي وشرعيته المزعومة إلى مزبلة التأريخ.
- كيف تقرأ صمودَ الجيش واللجان في جبهات الحدود وما يحرزونه من تقدّم في العمق السعودي؟
إن الصمودَ الأُسطوريَّ للجيش الـيَـمَـني واللجان الشَّـعْـبية أمام قوى الاستكبار الصهيو أَمريكي وأذنابها طوالَ تلك المدة منذُ بداية العُـدْوَان إلى اليوم وإلى يوم القيامة، حسب ما قاله السيد حفظه الله، حدثٌ غيرُ طبيعي في تأريخ الحروب العسكرية على مر الزمان.
وبلا شك أن هذا الصمود نابعٌ من قوة الإيْمَـان بالله عز وجل والتوكل عليه والذي يمتلكه أَبْنَـاء الـيَـمَـن وكذلك الإيْمَـان بعدالة القضية ومظلومية الشَّـعْـب المتمثلة في أحقية الشَّـعْـب والوطن في التحرّر من هيمنة الخارج ورفض الوصاية ونسف كُلّ المُخَطّطات اليهودية والأَمريكية التي اتّخذت من الساحة الـيَـمَـنية والمجتمع الـيَـمَـني ميداناً لها، والمجتمع الـيَـمَـني كغيره من المجتمعات العربية.
ويتضح ذلك الصمود الأسطوري بقدرة الجيش واللجان الشَّـعْـبية على تغيير المعادلة العسكرية من الدفاع إلى الهجوم، والتوغل في المناطق الـيَـمَـنية المسلوبة كنجران وجيزان، وتكبيد قوى العُـدْوَان خسائرَ فادحةً في الأرْوَاح والمعدات، وكسب والأَرْض، وسيكونُ ذلك هو مفتاحَ النصر بإذن الله لزوال نظام بني سعود في حالة إصْـــرَارهم على العُـدْوَان أو دعم قبولهم وكل مَن وراءَهم برفع اليد عن الشَّـعْـب الـيَـمَـني وعدم التدخل فيه.
- بما إن الغزاة ومرتزقتهم المنافقين يُكثِرون من الزحوفات في الجبهات الداخلية وخُصُـوْصاً في مَأرب والجوف وتنكسر زحوفاتهم ويعودون خائبين أمام ثبات وصمود رجال الرجال.. كيف تصف ذلك؟
عَمِلَ النظامُ السعوديُّ منذُ فترات طويلة على كسب ولاءاتِ العديدِ من المرتزقة من أَبْنَـاء الـيَـمَـن، من خلال دفع مرتباتٍ شهرية وتخصيصِ لجنةٍ خَاصَّــة بالـيَـمَـن والـيَـمَـنيين بصلاحيات وزارة من وزاراتهم.. وللأسف الشديد كان هذا يحدُثُ بعلم ودراية الحكومات الـيَـمَـنية المتعاقبة ولم يتم إيقاف مثل ذلك التدخل والذي يعتبر مخالفاً للدستور والقانون والنظام الـيَـمَـني ومن ارتضى أن يكون مرتزِقاً ضد شعبه ووطنه فقد جنى على نفسه، وبالرغم من حدوث ذلك وبالأخص في جبهة مَأرب والجوف تحتَ قيادة سُلطان العرادة وأمين العكيمي وغيرهما ممن باعوا الوطن والشَّـعْـب، إلّا أن ذلك لم ولن يحقق شيئاً أَمَامَ صمود المجاهدين الأَحْــرَار الوطنيين من أَبْنَـاء الـيَـمَـن، والواقعُ خيرُ شاهد، وأجزمُ بأن ما تلقاه المرتزقة من ضربات قاسية كان له الدرس الكافي في إدراك قوى العُـدْوَان بعدم صلاحية تلك الورقة وعدم قُدرتها على تحقيق شيءٍ على أرض الواقع.
- ما رسالتُك للقبائل الـيَـمَـنية وخُصُـوْصاً المَشَـايخ والشخصيات المؤثرة؟. وما المفترض عليهم القيام به في ظل حرب همجية واعتداء سافر؟
ندعو كافةَ القبائل الـيَـمَـنية بمَشَـايخها الأَحْــرَار وكافة أَبْنَـاء المجتمع، إلى المسارعة في تلبية نداء الوطن والقائد السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله، والسعي إلى الالتحاق بجبهات الشرف والبطولة والفداء، وندعو القيادةَ إلى التعاون في تسهيل ذلك وتذليل الصعوبات، إن وجدت، لتحقيقها.
- ما هي رسالتُك لبقية شرائح المجتمع وخُصُـوْصاً الإعْـلَاميين والكتاب والمثقفين؟. وما هو دورُهم في المجتمع الذي يجب أَن يقوموا به في مواجهة العُـدْوَان؟
يجب على الجميع، كلٌّ في تخصُّصه، العملُ على رَصِّ الصفوف وتوحيد الكلمة وتحقيق مبدأ الاصطفاف الوطني للدفاع عن الـيَـمَـن وكسر عنجهية وهيمنة وغطرسة العُـدْوَان الغاشم، وصب كُلّ الجهود وبذلها في ذلك الاتجاه، والتجاوز عن كُلّ ما يمكن أن يشكل عاملاً مثبطاً يخدم العُـدْوَان، وعلينا ترحيل كُلّ اختلافاتنا وخلافنا في وجهات النظر من أجل الـيَـمَـن كُلّ الـيَـمَـن.
- ما هي آخر رسالة تريدُ توجيهها في ختام هذا الحوار المقتضب؟
أحيي كُلَّ أَبْنَـاء الشَّـعْـب الصامدين، وأحيي القيادةَ السياسيةَ، وأحيي الجيشَ واللجان الشَّـعْـبية على ما يبذلونه ويقدمونه من أجل حرية وكرامة الـيَـمَـن.
وأؤكد إيْمَـانَنا المطلَقَ بالله وبنصر الوطن والمسيرة القرآنية أمام كُلّ قوى الشر والعُـدْوَان داخل الـيَـمَـن وخارجه، وأتمنى من القيادة السياسية المزيدَ من الاهتمام والرعاية لأسر الشهداء المجاهدين الأَحْــرَار الذين قدموا أرْوَاحَهم الزكية الطاهرة من أجل الدين والوطن، وأشكركم مرةً أُخْــرَى كقائمين على نشرة النبأ اليقين على استضافتنا، مثمناً الجهودَ التي تبذلونها بصورة عامة وجهود الشيخ محمد الهيال التي أتمنى لها الاستمرارَ والنجاحَ.