المؤامرة الإسرائيلية في سوريا برعاية عربية
رضوان دبأ
الحرب في سوريا ليست مُجَـرّد صراع داخلي كما يصوّره الإعلام الغربي، بل هي جزء من سيناريو دموي بدأه الكيان الإسرائيلي في غزة العام المنصرم.
ما يحدث في سوريا هو عدوان متعدد الأبعاد، تجسد ذلك من خلال تدخلات تنظيمات تكفيرية تحت مسميات متنوعة، قادمة من بعض الدول العربية والأُورُوبية.
إن تزامن الهجوم المفاجئ في سوريا مع وضع الحرب أوزارها في لبنان، يكشف الستار عن حقيقة المخطّط الإسرائيلي الذي يهدف إلى إضعاف محور المقاومة، الذي مثل الدرع المنيع في معركة النصر الموعود والجهاد المقدس.
هذا الهجوم الشرس لا يقتصر على سوريا فحسب، بل هو جزء من خطة أوسع لتفكيك الجبهة العربية والإسلامية التي وقفت في وجه “إسرائيل” وَالطموحات الغربية الأمريكية.
المؤسف في المشهد أن معظم الدول العربية اختارت الوقوف إلى جانب القوى المعارضة التي تضم تنظيمات إرهابية، تحت شعارات زائفة.
هذه الدول تحاول الظهور بمظهر المدافع عن “المعارضة”، بينما في الواقع تقدم خدمة جليلة للاستعمار الغربي، بقيادة أمريكا و”إسرائيل”، اللتين تسعيان لتدمير المنطقة وتحقيق مصالحهما على حساب الشعوب.
موقف الأنظمة العربية التي تدعم هذه الجماعات التكفيرية، يعكس مدى تواطؤها مع القوى الأجنبية التي تعمل على تقويض استقرار المنطقة لمصلحة “إسرائيل”.
هذه الجماعات، التي يتم الترويج لها على أنها “معارضة”، هي في الحقيقة أدوات تنفيذية في يد الغرب، تعمل بالأجر اليومي، وطوقها بيد أمريكا، تستخدمها لتنفيذ أجنداتها الخَاصَّة في المنطقة.
هذه الجماعات لا تملك قضية وطنية حقيقية، بل هي تعمل على إحداث فوضى، من نتائجها تقسيم المنطقة وتدمير الهوية العربية والإسلامية.
إن طاعة هذه الأنظمة العميلة لأمريكا و”إسرائيل” لن تجلب سوى الخسران، كما تخلت أمريكا عن أدواتها في السابق، ستتخلى عنهم في وقت لاحق، عندما تتغير مصالحها سيتم إعادة كُـلّ هذه الجماعات إلى كشف الدواعش والإرهاب.
الغرب لا يلتزم إلا بمصالحه الخَاصَّة، ولا يعير اهتمامًا للشعوب أَو لقيم الحرية والعدالة.
الشعب السوري، الذي يواجه هجومًا شرسًا تقوده “إسرائيل” وأمريكا برعاية تركية وخليجية، يثبت يومًا بعد يوم أن إرادته أقوى من جميع محاولات تدميره، الجيش العربي السوري، الذي صمد رغم الظروف الصعبة، سيظل دائمًا بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن سوريا ووحدتها.
مهما كان حجم الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه هذه القوى، فَــإنَّ الله سيخذلهم كما خذل أعداء الأُمَّــة في الماضي.
فرحة أُولئك الذين يظنون أنهم انتصروا في بعض المواقع لن تطول كَثيرًا، الأيّام القادمة ستثبت لهم أن ما يجنونه هو سراب، كما أن لحظات النشوة التي يعيشونها على حساب دماء الأبرياء سوف تتلاشى؛ إذ إن الله سينقلب عليهم، وسيكشفهم أمام العالم، كما سيفتضحون أمام الأشهاد.
إن من يدافع عن الجماعات التكفيرية في سوريا، ويسعى لتأييد الباطل، لا يمثل إلا نفسه، إنه مُجَـرّد أدَاة في يد القوى الاستعمارية التي لا هم لها سوى تدمير الأُمَّــة العربية والإسلامية.