اليوم الـ429 من حرب الإبادة الجماعية: وسط استمرار المجازر في غزة.. الاحتلال يقرُّ بهلاك ضابط له في رفح
المسيرة | متابعات
لليوم الـ429 تواليًا؛ يواصل جيش الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، مرتكبًا كافة أساليب القتل والتدمير والتهجير، ومخلِّفًا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، غير أن المقاومة الفلسطينية في القطاع لا تزال قادرة على إيلامه، ما ينفي كُـلّ مزاعمه عن فرضيات الانتصار المطلق والقضاء عليها.
في التفاصيل؛ أكّـدت المقاومة مصرع ضابط في جيش الاحتلال برتبة ملازم في سلاح المدرعات خلال معارك في القطاع، وأعلنت كتائب القسام تدمير ناقلة جند صهيونية عصر السبت، بعبوة “شواظ” وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح، في محيط الجامعة بحي “الجنينة شرق مدينة رفح” جنوبي القطاع.
وأشَارَت في بلاغٍ عسكري الأحد، إلى أن العدوّ أعلن مقتل أحد الضابط إثر العملية، وأعلن ما يُسمى مجلس مستوطنات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلّة، مساء السبت، أن “الرقيب أول أبراهام بن بنحاس”، وهو ضابط في سلاح المدرعات التابع لقوات الاحتلال، قد قُتل في معارك رفح جنوب قطاع غزة”.
وفي تفاصيل العملية التي نشرتها كتائب القسام، تمكّن المجاهدون من استدراج قوة هندسية إسرائيلية مكوّنة من ناقلة جند ودبابة “ميركافا” بالقرب من مفترق الجامعة في حيّ الجنينة شرق مدينة رفح جنوب القطاع، وتمّ إيقاعها في أحد الكمائن واستهدافها بقذيفتي “الياسين 105” وعبوة “شواظ” ورُصد هبوط الطيران المروحي للإخلاء.
بدورها، أعلنت كتائب المجاهدين استهداف مقرّ للقيادة والسيطرة تابع لجيش الاحتلال في محور “نتساريم” برشقةٍ صاروخية من نوع “حاصب”.
تطورات العدوان والتطهير العِرقي لسكان القطاع:
في الإطار، لا يزال الاحتلال الصهيوني يستهدف مستشفى “كمال عدوان” مخلفًا شهداء وجرحى، بينهم أطفال، في حين أعلن الدفاع المدني بغزة توقف خدماته في 7 مراكز “إطفاء وإنقاذ”، من أصل 11 مركزًا بمناطق يدّعي العدوّ أنها إنسانية جراء نفاد الوقود بالقطاع.
وأكّـد مصدر طبي انقطاع إمدَادات المياه والأكسجين منذ السبت، عن المستشفى نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل، كما أفاد باستشهاد 39 فلسطينيًّا في غاراتٍ معاديةٍ على مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ ليل السبت، وصباح الأحد.
وتابع، “استشهد فلسطينيان بينهم طفلان وسيدتان وأُصيب آخرون، في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، بينما واصل جيش الاحتلال عمليات نسف المنازل خَاصَّة في مناطق شمالي القطاع”.
وأفَاد مصدر طبي في مستشفى “شهداء الأقصى”، بوصول 5 شهداء بينهم طفلان وسيدة وعدد من الإصابات جراء قصف طائرة مروحية إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في منطقة “المشاعلة” جنوب غرب مدينة “دير البلح”، وفي مدينة غزة، أكّـد استشهاد فلسطينية وإصابة آخرين جراء قصف طائرة مروحية إسرائيلية شقة سكنية قرب “مسجد اليرموك” وسط المدينة.
ولليوم الـ 65 تواليًا، يرزح شمالي غزة تحت حصار وتجويع إسرائيلي وسط قصف جوي ومدفعي عنيف، وعزل كامل للمحافظة الشمالية عن غزة.
وتواصل قوات الاحتلال لليوم الـ 47 تعطيل عمل الدفاع المدني قسرًا في مناطق شمال قطاع غزة بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المُستمرّ، وبات آلاف المواطنين هناك بدون رعاية إنسانية وطبية.
أبو صفية: الوضع في مستشفى كمال عدوان خطير
في السياق، قال مدير مستشفى “كمال عدوان، د. حسام أبو صفية”: إن “الوضع خطير للغاية في مستشفى كمال عدوان”، مؤكّـدًا وجود مرضى في وحدة العناية المركزة، وآخرين ينتظرون إجراء العمليات، “ولا يمكن الوصول إلى غرف العمليات إلا بعد استعادة إمدَادات الكهرباء والأكسجين”.
وقال “أبو صفية” في تصريح صحفي، الأحد: إنه “بعد الهجوم الأخير على مستشفى كمال عدوان، الذي شمل أكثر من 100 قذيفة وقنبلة استهدفت مباني المستشفى عشوائيًّا، كانت الأضرار جسيمة”، مُضيفًا، “حتى الآن، لا يزال أحد مباني المستشفى بدون كهرباء أَو أكسجين أَو ماء”.
لافتًا إلى “استمرار عمليات القصف بشكل عشوائي في المنطقة المحيطة؛ مما يمنعنا من إجراء الإصلاحات على شبكات الأكسجين والكهرباء والماء، حَيثُ لا تزال انقطاعات الكهرباء والماء مُستمرّة”.
وتوجّـه “أبو صفية” بنداء عاجل إلى المجتمع الدولي للمساعدة، مُشيرًا إلى وجود 112 مصابًا، بما في ذلك ستة في العناية المركزة و14 طفلًا، موضحًا أنّ “هناك عدد من المرضى في غرفة الطوارئ؛ بسَببِ القصف، وهم في انتظار الدخول وأن الأقسام ممتلئة”.
وأشَارَ إلى أن “هذا الوضع حرج. لم تتوقف عمليات القصف وإطلاق النار؛ الطائرات تلقي القنابل على مدار الساعة. نحن غير متأكّـدين مما ينتظرنا وما الذي يريده الجيش من المستشفى”.
ولفت “أبو صفية” إلى أنه “لقد دعونا العالم لحماية النظام الصحي وعامليه، ومع ذلك لم نتلق أية استجابة من أية جهة في العالم. هذه تمثل كارثة إنسانية تحدث ضد العاملين في مجال الصحة والمرضى. للأسف، يبدو أنه لا توجد جهود لوقف هذا الهجوم المُستمرّ على مستشفى كمال عدوان والنظام الصحي ككل”.
بلدية غزة: القصف الإسرائيلي دمّـر 4 مضخات للمياه ومولدات كهربائية
في الإطار؛ قال المتحدث باسم بلدية غزة “حسني مهنا”: إن “عملياتِ القصف الإسرائيلي لبركة الشيخ رضوان والمنطقة المحيطة بها شمالي المدينة، أَدَّت إلى تدمير 4 مضخات من أصل 5 إضافة إلى المولدات الكهربائية الاحتياطية”.
وأشَارَ “مهنا” في تصريحٍ صحفي، الأحد، إلى “حدوث هبوط خرساني مفاجئ لمبنى البركة”، لافتًا إلى أن “ذلك يُهدّد بتوقف تشغيل المضخات وحدوث انهيار كامل للمنطقة”، مبينًا أن “العمل داخل البركة ومرافقها يُشكل خطورة على حياة العاملين في البلدية؛ بسَببِ التخوف من اتساع رقعة الهبوط وحدوث انهيار.
وشدّد على أن “طفح المياه الملوثة من البركة يُشكل خطرًا بالغرق على السكان المحيطين”، لافتًا إلى أن “الفريق الهندسي أكّـد وجود خطر حقيقي بانهيار كامل للأرضيات الخرسانية وغرف المضخات إذَا لم يتم التدخل الفوري”.
وَأَضَـافَ “مهنا”، أن نقص الوقود والآليات “يُعيق تشغيل مضخات خارجية وإصلاح الأضرار”، مُشيرًا إلى أن “جيش الاحتلال دمّـر 85 % من آليات بلدية غزة منذ بداية الحرب”، وناشد المتحدث، المؤسّسات الدولية بالتدخل لمعالجة الأزمة ووقف الحرب وإدخَال الوقود والمعدات اللازمة للبلدية.
وكانت بلدية غزة، قد حذرت في بيان سابق لها، من تسرب مياه الصرف الصحي لمراكز الإيواء المجاورة لبركة الشيخ رضوان، مشيرة إلى أن “مياه الصرف الصحي طفحت في مختلف مناطق المدينة جراء تساقط الأمطار في ظل تعطل الشبكات الخَاصَّة بها وتدميرها من قبل الاحتلال الإسرائيلي”.
ويفاقم تساقط الأمطار على قطاع غزة مشاكل الصرف الصحي في مدينة غزة، جراء تدمير الاحتلال الإسرائيلي للبنية التحتية للمدينة على مدار شهور الحرب المتواصلة منذ أُكتوبر 2023م.