اليمن مقبرة الغزاة
أم الحسنين الزايدي
عندما نراجع صفحات التاريخ تتردّد لنا جملة “اليمن مقبرة الغزاة” وفعلًا قد أثبت ذلك المقاتل اليمني على مر العصور من غزا أرض اليمن لا يعود إلَّا محملًا على الأكتاف، وبغض النظر عن ما قرأناه في كتب التاريخ فقد سطر المجاهد اليمني في زماننا هذا أروع البطولات وشهدنا ذلك بأنفسنا ورأيناه بأعيننا ملاحم لم يسبق لها في التاريخ مثيلاً، المجاهد اليمني ببندقيته واجه تحالفاً دولياً يمتلك كُـلّ أنواع الأسلحة ويمتلك كُـلّ القوات العسكرية والاستخباراتية وشن كُـلّ أنواع الحروب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والناعمة والإعلامية وحرك أبواقه في كُـلّ مواقع التواصل الاجتماعي وزيف الحقائق، ولكن في الواقع فقد مرغ المجاهد اليمني أنف الاحتلال بالتراب وجعله يعود أدراجه محملًا أذيال الهزيمة النكراء.
عندما نعود بالذاكرة إلى أَيَّـام العدوان السعوديّ تحت قيادة أمريكا و”إسرائيل” وبمعاونة دول عديدة وبكل تلك الأسلحة وذلك التحشيد لمواجهة أبطال اليمن وهزائمهم من رجال الله وأنصاره، رجال يرفع بهم الرأس عاليًا، قتالهم لم يسبق له مثيل، دفاعهم عن وطنهم كان الهدف الأول وقد رأينا الأبطال ومواقفهم التي يقشعر لها البدن: رأينا طومر وبسالته وروحه الفدائية رغم صغر سنه، راينا رامي الحجارة عندما نفدت الذخيرة لم يستسلم بل واجه حتى بالحجارة، رأينا مسعف رفيقه رغم تساقط الرصاص لم يثنيه، ورأينا الكثير الكثير ما تعجز الحروف عن سرده والكلام عن وصفه: شجاعة، قوة، ثبات، دين وأرواح فدائية ونماذج استشهادية، لو فتحت لها الطرق لحرّرت بيت المقدس من نجس الصهاينة وطهرت البلدان العربية من عملاء الصهاينة حكام العرب الذين يستحي من أعمالهم حتى البهائم.
وبذلك تراجع التحالف الصهيوني على بلدنا الحبيب طالبًا الهدنة؛ ليسلم نفسه من جيشنا وسلاحنا ويسلم ما تبقى من مصالحه فقد دك المسيّر وصواريخنا شركاتهم إلى عقر دارهم، عند ذلك رأى العدوّ أن لا مفر من الجيش اليمني ورجاله الأحرار إلا أن يطلب هدنة ليحقن دمه ويحافظ على ما تبقى من مصالحه، وهذا يعتبر هزيمة لهم كونهم عندما غزوا اليمن قالوا أسبوع فقط وسيكونون في العاصمة صنعاء، بينما صمود الجيش والشعب اليمني استمر لأعوام، بل أصبح بفضل الله سبحانه وتعالى، وبقوة رجاله الأشاوس أقوى ويمتلك كُـلّ القدرات العسكرية التي دكت معاقلهم، ولو أنهم استمروا في غبائهم لأصبحت دولهم هدفًا مُستمرًّا للصواريخ البالستية والطيران المسيّر.
ومجدّدًا بفضل الله سبحانه وتعالى وبسواعد الأبطال يبقى وسيبقى دائمًا اليمن مقبرة الغزاة.
ومنذ ما يزيد عن عام منذ انطلاق معركة (طُوفَان الأقصى) وقف اليمن إلى جانب الشعب الفلسطيني غير آبه بما قد يحصل له من عدوان متجدد من الصهاينة وهذه المرة علانية، وقف قائدنا العظيم السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- وقال بكل وضوح للشعب الفلسطيني: “أنتم لستم وحدكم نحن معكم وسنبقى معكم حتى تحرير كافة الأراضي الفلسطينية المحتلّة”، وذلك ما نشاهده كُـلّ يوم من بيانات عسكرية تبشرنا باستهداف للعدو الصهيوني إلى الأراضي المحتلّة، وهذا شرف كبير للشعب اليمني بأكمله وقوفه بعد عدوان شن عليه وشعب محاصر إلا أنه بقيادته الحكيمة قال: “سنتقاسم الخبز مع الشعب الفلسطيني”، وهذه بنعمة القيادة الحكيمة التي منّ الله علينا بها في زمن دول عربية مجاورة للشعب الفلسطيني خذلت فلسطين والقدس وهرولت مسرعة للتطبيع مع العدوّ الصهيوني؛ خوفًا من مواجهته خوفًا من الموت، تبًا لهم لأي صنف من البشر ينتمون فالحيوانات إن نسبناهم لها سنظلمها؛ لأَنَّ حتى الحيوانات لا ترضى بتلك المجازر التي تحصل، وقد رأينا في مقطع نشر على الإنترنت لغراب يمزق العلم الصهيوني وهو حيوان ضعيف لم يتفرج بل فعل ما بوسعه، بينما الأنظمة والشعوب تسكت لما يحصل وتتفرج فحتى الإنسانية نزعت عنهم.
لكن الشعب الفلسطيني بقوة الله سبحانه وتعالى، وبسواعد المجاهدين من الفصائل الفلسطينية وبجبهات الإسناد في محور المقاومة سينتصرون وسينهون الصهيوني وهذه ثقتنا المطلقة بوعود الله سبحانه، المسألة مسألة وقت لا أكثر ليمحص الله عباده ويكتب النصر لأنصاره المخلصين، الفرج آت، وذلك وعد الله، ومن أصدق من الله حديثًا.