الكَيانُ المُؤقَّت.. سياسةٌ مفضوحةٌ

طاهر القادري

بعدَ أنْ صَبَّ الصهاينةُ جامَ غضبِهم وغيظِهم على غزة -ولا يزالون- وقصفوها بآلاف الأطنان من المتفجرات والقنابل الفتاكة، وعمدوا إلى تصفية قادات المقاومة، يحيى السنوار وإسماعيل هنية وغيرهما، بعدها توجّـهوا إلى حزب الله وقتلوا قياداته؛ ليأمنوا في ما يسمونه “إسرائيل”.

ولِيأمنوا أكثر فأكثر، عملوا على تحريك أردوغان ليدعم “المعارضة السورية” ضدّ “بشار”؛ لأَنَّهم يريدون أن يجاورهم حُكّامٌ ليس فيهم ذرةٌ أَو أقل من الذرة من الولاء لـ”إيران”، رغمَ أنّ بشار لم يكن ذلك الرجل المخيف بل كان صاحب موقفٍ مؤسفٍ ولكنه يوالي” الجمهورية الإسلامية”؛ لذلك فهم يخشونه مستقبلًا.

لكن ليكن مواليًا لــــ”تركيا”، لا بأس؛ لأَنَّها دولة منبطحة وسيتم تعزيز العلاقات التجارية بين “تركيا” و”تل أبيب”، و”أردوغان” إنسان لا يهمه الدين وأمره، بل يهمه الأموال؛ لأَنَّه يريد تمويل مرتزِقته في مختلف البلدان الإسلامية كما عمل مع “المعارضة السورية”.

ما وراء الستار أحداث كثيرة لا نعلمها، ومنها ما هي النقاشات التي دارت بين الصهاينة وبين “الدّبّ الرّوسيّ ومُقابل أي تنازلات أقنع حليفه” بشار” أن يسلم بهذه السرعة؟!

لا نعلم.

ولكن من الواضح أنه سيتم الآن استخدام “المعارضة السورية” للتخلّص من بقايا” حزب الله”-حدّ ظنّ إسرائيل-وذلك بتوظيف الثارات القديمة، لتكون “إسرائيل” بذلك قد أصابت عصفورين بحجر واحد وهوَ القضاء على “حزب الله” بإمْكَانات غيرها، وتأمين الحدود الإسرائيلية من جهة” سوريا”، كُـلّ هذا حَــدَّ ظنِّ كيان الاحتلال.

وَبِالنسبة لــ “اليمن”، ستعمد “إسرائيل” إلى تحريك كُـلّ التيارات المُعارِضة لـــ “أنصار اللّه”، الذين قطعوا وريدها الرئيسي من “البحر الأحمر”.

ستقدمُ أَيْـضًا الدعم اللوجيستي وستدفع كُـلّ الدول المطبّعة لتدعم هذه التّيارات.

وبهذا تتوهمُ أنها قد أَمِنَتْ من المجاهدين في غزة وفي لبنان وفي اليمن، وأنّى لهَا ذلك؟!

وكل هذه الجهود الحثيثة هي لتعمل على تأمين نفسها من كُـلّ النواحي؛ ولتتمكّن من الاستقرار الذي يعينها على إقامة دولة” “إسرائيل” الكبرى” من “النيل” إلى “الفرات”.

ولكن هيهات هيهات فكل هذه أحلام تتراءى للصهاينة.

ثَكِلتهم أُمهاتهم، ألا يعلمون أنّ سيول الدماء التي سفكوها في “غزة” ستجرفهم فإما إلى قاع البحر أَو إلى ما ورائه؟!

خسئوا وبَعُدوا كما بَعُدتْ “ثمود”!

ألا يعلمون أنّ “اليمنَ مقبرةُ الغزاةِ” على مرّ التاريخ..؟

فليحلُموا كما يشاءون.

إذا كانت مقاييسهم وحساباتهم تستند إلى المادة والقوة، فنحنُ حساباتنا تستند إلى كتابٍ عظيم فيه النور والهدى، ومنه عرفنا سياساتهم، وحتى عرفنا نفسياتهم (وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون).

وفيه بين الله لنا سنتهُ في الظالمين،

فهَـا هو “فرعون” قد عزم على أنْ يُعاقِبَ المؤمنين وقد أتبعهم بغيًا وعدوانًا، فاضربْ يا موسانا بعصاك المستحيلات ليُذلِلَها الله لك ولتُصبح نكالًا على “إسرائيل” وملإها إنهم كانوا ظالمين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com