استحقاقات ثورة 21 سبتمبر
منصور البكالي
أكملت الفصائل المسلحة السورية مهمتها بإسقاط نظام الأسد يوم 8 ديسمبر من العام 2024م، وانتشارها في غالبية المحافظات والمناطق، صانعة لتحول ومتغير وواقع جديد، يستطيع تقديم نموذجًا للدولة الواحدة، حال استمر العمل وفق المضامين الإعلامية التي صدرت عن بيانات القائد أحمد الشرعي، وتوجيهاته ورسائله للداخل والخارج منذ اللحظات الأولى لاقتراب دخول العاصمة دمشق وما تلاها خلال مقابلاته وكلماته المعلنة.
هذا التحول البراجماتي المتسارع على الساحة السورية بغض النظر عن اختلاف أَو توافق المواقف والرؤى والأهداف والنتائج، والمآلات، يقودنا إلى تساؤل مهم على مستوى الساحة اليمنية، وفي هذه المرحلة بالتحديد، مفاده هل ستكمل الثورة الشعبيّة اليمنية ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر مشوارها، للانتشار في بقية المحافظات والمناطق اليمنية التي عرقلها العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن، والقدرة العملية في ضمان وحدة التراب اليمني، وفتح حقبة جديدة من الحوار والمفاوضات مع مختلف الأطراف اليمنية، والتأسيس لمرحلة انتقالية تقود سفينة اليمن إلى بر الأمان، وفقًا لتطلعات كُـلّ أبناء الشعب اليمني، المتعطشين لمرحلة تنهي التشظيات والانقسامات.
هناك من سيقول بأن مقارنة المتغير السوري الذي يقف خلفَه مؤامراتٌ خارجية ومخطّطاتٌ تخدُمُ الكيان الصهيوني، والمصالح الغربية استغلت معاناة الشعب السوري ومساوئ دكتاتورية بشار لتحقيق أهدافها، فيما ثورة 21 سبتمبر اليمنية وليدة من المعاناة الشعبيّة، وهي ثورة نقية، نقول له، ليكن كذلك، لكن الواقع يتطلب من هذه الثورة استكمال أهدافها المعلنة وتقديم نصر مكتمل يليق بتضحيات الشعب وصموده ومستوى النجاح الذي وصلت إليه صنعاء خلال المرحلة الأخيرة، ويعيد لليمن اعتباره الجيوسياسي الفعال، ويجنبه ذرائع التدخلات الخارجية والمؤامرات المستهدفة لكل دول وشعوب محور المقاومة، ويضمن وحدة ترابه الوطني، ويفتح الباب أمام كُـلّ أبناء الشعب من مختلف المناطق والمكونات؛ ليكونوا شركاء في بناء يمن المستقبل المشرف للجميع، القوي بكل أبنائه ومناطقه ومقدراته.