المرحلة مرحلةُ ثبات
أم المختار مهدي
لطالما كان التخويف والإرجاف من أهم الوسائل التي يستخدمها العدوّ الأمريكي والإسرائيلي مع الشعب المستهدف، ينشرون الشائعات وَيعظمون الأسلحة، يتفننون في الإرجاف مستغلين قلة وعي البعض وقلة ثقتهم بالله تعالى.
اليوم نسمع العدوّ مع منافقيه يخوفون الناس من حتمية العدوان الصهيوأمريكي على اليمن ويصورون صنعاء بعد مدة كغزة، ويصورون العدوان صاحب القوة العظمى والأسلحة المتطورة وهو ذلك الوحش الكاسر الذي لا يبقي ولا يذر، كما أنهم يردون اللائمة على الأحرار اليمنيين الذين استجابوا لله تعالى ونصروا غزة ولبنان.
هذه الأراجيف والأكاذيب قد تنطلي على ضعيف الإيمان وقاصر الوعي؛ حَيثُ لا ثقة له بقوة الله وصدق وعده لأوليائه، ولكن لن تفني عزم أحرار رجال يخرجون أسبوعيًّا ملايين؛ ليناصروا غزة.
نحن شعب منَّ الله علينا بالإيمان والحكمة، وزينا بالرجولة والشهامة والنجدة، فكيف نتنكر لكل هذه ونندم على موقفٍ حق اتخذناه؟! هيهات منا ذلك، نحن قد بعنا أرواحنا في تجارة مع الله لا خسارة ولا بوار فيها، اشترينا الآخرة بالدنيا وتركنا الدنيا لمن يريدها.
عندما هتفنا بأول هتاف قبل عام وشهرين: (أنتم لستم وحدكم) كنا بكامل قوانا، ندرك ظلم العدوّ ووحشيته ونحتمل إسرافه في ظلمه، ولكننا لن نتراجع؛ لأَنَّ قضيتنا ليست زيادة في الدين ولا سنة مستحبة بل هي قضية حَمْلُ دين وإثبات إنسانية، إن نصرناها فعاقبتنا الجنة وحسن مآب، وإن تخلينا عنها فإلى جهنم وبئس المصير، لسنا ممن يحملون من الدين أسهله حتى إذَا وصلوا عند “وجاهدوا” قالوا لا طاقة لنا به، نحن موالين لنبيين رضي أبوهم بلهب النيران وسلك كليمهم البحر تسليمًا، ولأهل بيت قال أولهم: (أفي سلامة من ديني إذَا لا أبالي)، وقال ثالثهم”: (إذا كان دين محمد لن يستقيم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني)، فجمعنا الدين والحمية في صدور صلبة واثقين بالله تعالى متوكلين عليه، لا ننسى بأنَّا أناس مسلمون وجب علينا الجهاد، حَيثُ يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
ووجب علينا الاهتمام بأمر المسلمين قال الرسول -صلى الله عليه واله وسلم-: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس من المسلمين)، لا ننسى كذلك أن القوة العظمى هي قوة الله تعالى، وهي إلى جانبنا، وأن قوة العدوّ لا تُقارن بقوة الإيمان، لا ننسى هزائمه في طوفان السابع من أُكتوبر وعجزه في البحر وضعفه في جنوب لبنان.
هذه المرحلة وما يليها هي مرحلة غربلة إما أن نثبت فيها على مواقفنا الدينية والإنسانية ونخرج بسلامة ديننا ولو على أشلائنا، وإما أن نسقط فنبيع الدين بالدنيا وهذا الخيار سنخرج منه بعدوَّين هما: الله سبحانه وتعالى وأعداؤه ولا ثالث لهذين الخيارين.