4 أسباب تجعلُنا نستبعدُ لليمن ما حصل في سوريا

القاضي/ علي يحيى عبدالمغني*

1- القِيادة:

القيادةُ اليمنيّة الحالية ثورية شابة نظيفة وصادقة؛ خرجت من رَحِمِ المُعانَاةِ وتمتلك مشروعًا وطنيًّا قائمًا على أَسَاسِ السيادة والاستقلال ورفض الوَصاية، وإعادة بناء مؤسّسات الدولة، ومحاربة الفساد والاستبداد الذي مارسه النظامُ السابق، بخلافِ القيادة السورية التي وصلت إلى الحُكم بالوراثة، وعاشت في القصور الفارهة، ودخلت في تحالفات إقليمية ودولية، وتحملت أخطاءَ قيادتها السابقة، وسارت على خُطاها في الظلم والاستبداد، وحكم الشعب بالحديد والنار.

2- الحاضنة:

لقد استطاع أنصار الله أن يكسبوا خلال فترةٍ زمنيةٍ بسيطة؛ حاضنةً شعبيّةً كبيرةً في كافَّةِ المحافظات اليمنية، وأن تتعدى ذلك إلى بعض الدول العربيّة والإسلاميّة، وأن يُشكلوا هذه الحاضنّة خلال أصعب الظروف التي مرّت بها الحركة؛ نتيجة عوامل متعددة أهمها القيادة والمنهج والمواقف المبدئية الثابتة التي سارت عليها الحركة منذ تأسيسها قبل عقدين من الزمن تقريبًا، وما زالت هذه الحاضنة تتوسع يومًا بعد يوم، بخلاف نظام بشار الأسد الذي اكتفى بطائفته لحكم كافة طوائف الشعب السوري المتنوعة دينيًّا ومذهبيًّا وعرقيًّا وغيرها، واعتمد على الجيش في مواجهة الحرب الكونيّة على سوريّة، وفي لحظةٍ واحدةٍ يتخلى عنه الجميع، ليُسلِّمَ سوريّةَ العروبة والتاريخ خلال أَيَّـام قليلة للقوى الإقليمية والدولية والعناصر التكفيرية التي ترعاها دون أن تُطلَقَ قذيفة واحدة.

3- العقيدة:

تَبنَّت القيادةُ الثوريّةُ والسياسيّةُ في صنعاءَ المشروعَ القرآنيَّ الذي وضعهُ الشهيدُ القائدُ “رضوان الله عليه”، ورأت أنه البديل الحقيقيّ لكافة المشاريع القوميّة والحزبيّة والمناطقيّة والطائفيّة التي ظهرت في الوطن العربي، وأثبت الواقع فشلها وعجزها عن النهوض بالأمة..

مشروعٌ وحّدَ كافّة الأحزاب والمذاهب والتيارات اليمنيّة خلف القيادة الثورية والسياسية، وجعلها تقفُ صفًّا واحدًا في مواجهةِ العدوان الغاشم على اليمن.

مشروعٌ جعل المقاتل اليمني حافيَ القدمَيْنِ يهزمُ أحدث الجيوش والأسلحة في العالم، بخلافِ المشروع العلماني الذي ورثه النظام السوري وجعل جيشه يستسلِمُ لجماعاتٍ تكفيريةٍ متطرفةٍ لا تمتلك شيئًا مما يمتلكه الجيشُ السوري.

4- القوَّة:

لقد استطاعت القيادة الثورية والسياسية في صنعاء بعد أن دمّـر تحالف العدوان السعوأمريكي الجيش اليمني وقضى على سلاحه ومعداته، أن تُشكَّلَ جيشًا وطنيًّا قادرًا على الدفاع عن الشعب اليمني وسيادته واستقلاله حتى أصبح من أقوى الجيوش في المنطقة، وأن تمتلك أسلحة لا تمتلكها أيّةُ دولةٍ عربية، وأن تفتحَ معسكرات التدريب لكافة شرائح المجتمع اليمني، كُـلُّ ذلك بدأ من الصِّفر وبجهودٍ يمنيّةٍ خالصة خلال سنوات العدوان على اليمن وما يزال التطويرُ والتدريبُ في تصاعدٍ مُستمرٍّ رغم الإمْكَانيات البسيطة والحصارِ المفروضِ على اليمن بَرًّا وبحرًا وجَوًّا.

فيما اعتمد بشار الأسد على سلاح حُلفائه، وقاتل بعناصر حزب الله، وترك شعبه لأردوغان يجنِّدُهم ضده، وسلَّم جيشَهُ للمخابراتِ الروسيّةِ والأمريكيّة.. سقوطهُ في ليلةٍ وضُحاها كان نتيجةً طبيعيّةً لغبائهِ وحماقته، وهذا لا يعني أن تحالف العدوان وداعميه لا يخططون لذلك أَو أن أدواتهم وعملاءَهم لن يحاولوا القيَامَ بذلك، وهذا ما تدركه القيادةُ جيِّدًا، وتُعِدُّ العُدَّةَ لمواجهتِه وإسقاطه، بل إن ما سيحدُثُ في اليمن سيعدِّلُ موازيْنَ القوَى بين محور المُقاومة ومحور التطبيع في المنطقة.

* أمين عام مجلس الشورى

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com