صراخ العدوّ الصهيوني يتعالى مع تصاعد وتيرة عمليات الإسناد اليمنية
المسيرة | متابعة خَاصَّة:
تواصلت الاعترافاتُ الصهيونيةُ بتعاظم دور جبهة الإسناد اليمنية لغزة وتصاعد وتيرة عملياتها واتساع تأثيراتها على العدوّ الذي لا يجد وسيلة مضمونة وفعالة لوقف نشاط هذه الجبهة الرئيسية، بعد أن جرّب العدوانَ المباشر وحشد الحلفاء الغربيين، وكانت النتائج عكسية.
وفي جديد هذه الاعترافات، نشر موقع “تايمز أوف إسرائيل” مساء السبت، تقريرًا تحت عنوان (الحوثيون تهديد مُستمرّ لإسرائيل) أكّـد فيه أن القوات المسلحة اليمنية “أصبحت أحد أعداء “إسرائيل” الأكثر قسوة وقدرة على الصمود” حسب وصف التقرير الذي أشار أَيْـضًا إلى أن اليمنيين “أظهروا تضامنهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة بوضوح خلال العام الماضي من خلال مهاجمة “إسرائيل” بشكل منتظم بالصواريخ والطائرات بدون طيار”.
وقال التقرير: إن “اليمن كانت معادية لإسرائيل منذ إنشائها في عام 1948. ومع ذلك، لم تصطدم بشكل مباشر مع “إسرائيل”، ولكن الحوثيين كسروا هذا القالب”.
وأضاف: “إن الحوثيين، الذين يرفعون شعار (الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)، يعارضون وجود “إسرائيل” على أسس أيديولوجية، وهم معادون لها بلا خجل، ويرفضون إخفاء عدائهم لليهود في شعارات معادية للصهيونية”.
وتابع: “نظرًا لكراهيتهم العميقة لإسرائيل واليهود؛ فقد وضع الحوثيون أنفسهم على الخطوط الأمامية للنضال العربي الرافض للدولة اليهودية، ووفقًا لإحصاءاتهم، فقد هاجموا 193 سفينة وأطلقوا أكثر من ألف صاروخ وطائرة بدون طيار على أعدائهم في الأشهر الأربعة عشر الماضية”.
واعتبر التقرير أن “إسرائيل وملاحتها في البحر الأحمر سوف تظلان في مرمى نيران الحوثيين لبعض الوقت في المستقبل، والسبب واضح؛ فإسرائيل لا تزال في خضم حملتها العسكرية في غزة، ومن المرجح أن تبقى هناك إلى أجل غير مسمى لضمان عدم استعادة حماس لمكانتها السياسية والعسكرية” حسب تعبيره.
وأكّـد أن العمليات البحرية اليمنية “ساهمت في التضخم وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية”؛ لأَنَّها أجبرت السفن على تحويل مساراتها “إلى الطريق الأطول والأكثر تكلفة حول رأس الرجاء الصالح في طرف إفريقيا”.
واستعرض التقرير بعض العمليات النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان العدوّ الصهيوني ومنها العملية التي استهدفت منطقة (يفنه) مؤخّرًا، والعملية التي استهدفت مبنى وسط يافا المحتلّة (تل أبيب) في يوليو الماضي وأسفرت عن مقتل صهيوني، والعملية التي استهدفت مطار (بن غوريون) لاحقًا بالتزامن مع هبوط طائرة بنيامين نتنياهو.
وأكّـد التقرير أن القوات المسلحة اليمنية “نجحت في شل العمليات في إيلات؛ بسَببِ ندرة السفن التي تدخل البحر الأحمر”.
ونقل التقرير عن مركز (بيغن – السادات) الإسرائيلي للدراسات قوله: إن القوات المسلحة اليمنية “ألحقت أضرارًا جسيمة بالاقتصاد الإسرائيلي من خلال شل ميناء إيلات بشكل شبه كامل، وهو المحطة الرئيسية لإسرائيل في حركة البضائع من وإلى الشرق الأقصى”.
وأوضح أن الضربات التي شنتها “إسرائيل” والولايات المتحدة على اليمن “لم تثن الحوثيين عن عزمهم، بل عززت من عضويتهم في محور المقاومة” حسب تعبيره.
ونقل التقرير عن مركز دراسات الحرب الأمريكي قوله: “إن الحوثيين يشكلون الآن تهديدًا استراتيجيًّا له تداعيات عالمية على الولايات المتحدة وحلفائها”.
كما نقل عن مايكل نايتس، المحلل البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قوله: إن اليمن “حقّق نجاحًا كَبيرًا منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس” مُضيفًا أن من وصفهم بالحوثيين “أصبحوا أقوى وأكثر كفاءة من الناحية الفنية، وأكثر بروزًا كعضو في محور المقاومة مقارنة بما كانوا عليه في بداية الحرب”.
وَأَضَـافَ نايتس: “يمكن القول إن الحوثيين نجحوا في الصمود طوال عام الحرب دون التعرض لانتكاسات كبيرة.. وقد قدموا أفضل أداء عسكري بين جميع لاعبي محور المقاومة” حسب ما نقل التقرير.
بالإضافة إلى ذلك قالت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية: إن القوات المسلحة اليمنية “زادت من محاولاتها لتحدي إسرائيل في الأيّام الأخيرة” حسب وصفها، في إشارة إلى تصاعد العمليات العسكرية اليمنية باتّجاه عمق الأراضي المحتلّة.
وفي هذا السياق أَيْـضًا قال موقع “ماكو” التابع للقناة العبرية الثانية عشرة: إن القوات المسلحة اليمنية “باتت تسمح لنفسها بإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار بشكل شبه يومي باتّجاه إسرائيل” معتبرًا أنها أصبحت “الجزء النشط من محور المقاومة في الوقت الحالي كما يبدو”.
ونقل الموقع عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي قولهم: إن “الأمر خطير”.
وتأتي هذه الاعترافات في الوقت الذي يطلق فيه العدوّ تهديدات متكرّرة بشن عمليات عدوانية واسعة جديدة ضد اليمن، لكن هذه الاعترافات المُستمرّة تؤكّـد مسبقًا حتمية فشل أي عدوان جديد في تحقيق الهدف المتمثل في “ردع اليمن” بعد عام كامل من المحاولات التي لم تفشل فحسب في وقف عمليات الإسناد اليمنية أَو الحد منها بل أسهمت في تصاعد وتيرتها واتساع نطاقها على مختلف المسارات.