تمتمات شعب وثبات قائد وعزيمة وطن
زهراء اليمن
لسنا على ما يرام.. لقد صعبت علينا الحياة وضاق بنا هذا الكون بقدر اتساعه.. وأصبحنا نشعر بأننا نعيش في بحرٍ لُجي شديد السواد، ظلمات بعضها فوق بعض.. نقف أمام هوامير كبيرة من الكائنات الغريبة الشكل، كبيرة الحجم، قبيحة المنظر، وكأننا بأسراب من الديناصورات تحوم حولنا.. نلتفت شمالًا جنوبًا لكننا لا نكاد نرى شيئًا سوى تلك الأمواج الهائجة التي تكاد أن تتخطفنا.. تسير بنا الحياة وتمضى الأيّام لكن الرحلة طويلة.. طويلة جدًّا.
يا الله… لقد طالت المسافة وأصبحنا نشعر بالقلق وكأننا في عالم آخر.. فهل نستحق كُـلّ ذلك؟
كلا…!
ربما أننا لسنا على ما يرام وكأننا أمام كابوس مرعب.. بل نحن نعيشه فعلًا.. لكننا في الوقت نفسه لا نخشى كُـلّ هذه الأهوال العظيمة.. أولسنا أقوياء بالله؟
إذًا يجب أن لا نهاب الخطر ولا نبالي بالموت.. صحيح أن العتمة شديدة والظلام يشتد حولنا أكثر فأكثر وكأننا نقترب من الهاوية.. قد نسأل أنفسنا أحيانًا.. هل سنسقط؟ وهل ستنتهي حياتنا هنا في هذا العالم البائس الظالم المستبد؟
ولكن سرعان ما يأتينا الجواب ويطمئننا القرآن (لا تيأسوا من روح الله) فأنتم الأعلون.. وتخاطبنا السماء أنتم أقوى من كُـلّ هذا.. وبإمْكَانكم أن تتجاوزوا كُـلّ هذه المخاطر دون مساعدة البشر.. أولستم على الحق؟
بلى نحن كذلك.
إذًا.. فهناك منقذٌ كبيرٌ بالأعلى ينظر إليكم بعين الرحمة وبمقدوره أن يحميكم وينقذكم ويساعدكم على تجاوز المحنة.
هنا نرفع أكفنا ونقول يا رب إن ظننا بك لا يخيب ونحن أقوياء بك وضعفاء أمام سطوتك وجبروتك، ثم نسمي الله مجدّدًا ونعاود المسير..
مجدّدًا.. يصطدم قارب رحلتنا بشيء ما.. ربما هناك صخرة أعاقت مسيرتنا.. أَو ربما أن سمك القرش أراد أن يقطع مسارنا.. يا الله..! ما هذا الابتلاء؟
أقدامنا بدأت ترتجف وأنفاسنا كادت أن تنقطع.. مجدّدًا بدأ يحيط بنا الخوف ويتسع بحجم هذا الكون.. هنا نصمت قليلًا نترقب ما يحدث.. فجأة نسمع صوتًا يهمس في أذاننا، أولم يكن إيمانكم كبير وثقتكم بالله أكبر؟
بلى..!
إذًا دعونا نأخذ نفسًا عميقًا لعلنا نشعر بالأمل ونتجاوز كُـلّ هذا الكم الهائل من الرعب الذي يحيط بنا.. دعونا نبتسم قليلًا ونتناسى كُـلّ هذا الخوف ونتفاءل بالحياة.. ربما أن ذلك هو سبيل النجاة.
ما أقسى هذه الحياة! وما أصعبها وما أظلم أهلها!
لكننا لم نيأس؛ لأَنَّنا واثقون أننا على الحق.. لم نستسلم…؛ لأَنَّ إرادتنا قوية.. إيماننا أقوى.. عزيمتنا كبيرة.. أملنا بالله أكبر.. فنحن حقًا من نستحق أن نعيش.. ليس طمعًا بالدنيا وزينتها ومتاعها.. ولكننا نريد أن نحيا لنخلص هذا العالم من قوى الشيطان وشرور هذا الطغيان.
عندها فقط لا بأس أن نصافح الموت بابتسامة عريضة تملأ هذا الكون أمنًا وسلاماً.. نموت ونحن مطمئنين تمامًا ونشعر بأرواحنا تحلق في السماء ونحن نسمع أصوات الملائكة تنادي بنا ها قد فتحت لكم أبواب الجنة فادخلوها بسلامِ آمنين.. طبتم وطاب لكم المقام في مقعد صدق عند مليك مقتدر.