كيف تفاعل الناشطون والسياسيون مع خطاب السيد القائد؟
المسيرة- أيمن قائد- محمد حتروش:
يبرُزُ السيدُ القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، خلال هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ الأُمَّــة كقائد يحسِبُ له الأعداءُ ألفَ حساب.
وبالتوازي مع الأحداث الملتهبة في المنطقة، بدءًا من العدوان الصهيوني في قطاع غزة، وانتقاله إلى لبنان، ثم احتلال أجزاء من الأراضي السورية بعد إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، يلتف أحرار العالم حول السيد القائد؛ باعتبَاره أهم الشخصيات القيادية البارزة في الساحة، والتي يعول عليها أن تعلب دورًا محوريًّا في مواجهة الأعداء، وإعلاء قيم الدين والشهامة في الأُمَّــة المسلوبة لإرادتها منذ سنوات كثيرة.
ويعد الخطاب الأخير للسيد القائد، من أهم الخطابات التاريخية، حَيثُ تطرق إلى مجمل القضايا في الساحة، مشخصًا علل الأُمَّــة وهزائمها، ومقدمًا العلاج والحل، من رؤية قرآنية، تستمد الثقة بالله، والتأييد منه.
ويصف القاضي عبد الوهَّـاب المحبشي، خطاب السيد القائد الأخير، بالأبرز في مرحلة معركة “طوفان الأقصى”، لافتًا إلى أنه يأتي بعد خطابه النوعي الأول الذي ألقاه بعد اندلاع معركة “طوفان الأقصى”، محدّدًا مسار التحَرّك في مساندة غزة على مستوى القول والفعل.
ويؤكّـد القاضي المحبشي في مداخلة له عبر قناة “المسيرة” أن خطاب السيد القائد قدم مقاربة عقلانية، ومنطقية للأحداث والمستجدات التي تشهدها الساحة، لا سِـيَّـما أحداث سوريا، واصفًا الخطاب بالحجّـة الدامغة على الأُمَّــة الإسلامية، لافتًا إلى أن الكثير من الجماعات الدينية التي تمتلك القدرات القتالية، والمالية والعدة والعتاد التزمت الصمت في معركة “طوفان الأقصى” ولم تقدم أي موقف، في حين صحت وبقوة في أحداث سوريا الأخيرة.
ويشير إلى أن عناوين العروبة والعقيدة والجهاد تصبح مطموسة حينما يتعلق الحدث بالأقصى، وبمواجهة اليهود، وهذه الشعارات تحضر فيما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، موضحًا أن الساحة السورية شهدت تصعيدًا للخطاب الطائفي الممزوج والسخيف على أعلى مستوى، وأصبح الإسلام مرتبطًا كليًّا بالجماعات التكفيرية السورية وضرورة مناصرتها على مستوى العالم، من طنجة إلى جاكرتا، حتى وصلوا إلى تصدير نساء من مختلف بلدان العالم بزعم الجهاد في سوريا.
ونوّه المحبشي إلى أن أمريكا وجّهت الجماعات المسلحة بعد سيطرتها على دمشق لاعتماد خطاب غير الخطاب الطائفي لما يحقّق أهدافها في المنطقة، موضحًا أن جبهة النصرة، أَو ما يسمى بهيئة تحرير الشام حولت خطابها الطائفي التحريضي إلى خطاب قومي عربي.
وشدّد بأن أمريكا تحاول أن تجعل الجمهورية الإسلامية في إيران دولة قومية، وليست دولة إسلامية؛ وذلك بغرض تحقيق هدفين أَسَاسيين: الأول موجه إلى الداخل الإيراني يتبنى الخطاب القومي وليس الإسلامي القرآني، حَيثُ يعتقد الإيرانيون أن تحييد إيران عن المنطقة سيجبنها الدمار، وتنأى بنفسها عن المخطّطات الأمريكية التي تخطط لها أمريكا لتدمير الدولة الإيرانية وتدمير كُـلّ مقدرات الشعب الإيراني، والهدف الثاني موجه للعرب، وفيه يظن العرب أن مساندة الجمهورية الإسلامية لفلسطين وسوريا والعراق وغيرها؛ بهَدفِ توسيع المد الإيراني في المنطقة.
ويؤكّـد المحبشي أن دم سماحة الأمين العام لحزب الله الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، وتضحيته في سبيل القضية الفلسطينية، ومواقف السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أسهمت في القضاء على المشروع الطائفي الفتنوي في مهده، مؤكّـدًا أن الوعي الإيماني والثقافي لدى الشعوب، سيسهم في القضاء على مخطّطات ومؤامرات الأعداء الصهاينة.
من جهته يقول الكاتب الصحفي اللبناني جهاد سعد: إن “خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- يجسد بعمق الخطورة التي تمر بها المنطقة”.
ويوضح في تصريح خاص لقناة “المسيرة” أن خطاب السيد القائد يلملم شتات الأُمَّــة الإسلامية ويوحد بوصلة العداء تجاه الأعداء الحقيقيين اليهود والنصارى.
ولاقت كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، صدى واسعاً لما ورد فيها من مضامين استراتيجية وخيارات حاسمة تجاه ما يجري من أحداث في المنطقة.
صدى واسع في مواقع التواصل:
ووصف الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الخطاب بالتاريخي والمفصلي.
يقول الناشط سعود المالكي: ”وأنا أستمع لكلمة السيد عبد الملك الحوثي، حسيت بشيء، ما قد حسيت به من قبل، وكأني أول مرة أسمع قائدًا عربيًّا يتكلم بهذه القوة والوضوح”.
ويضيف: “هذا الرجل العظيم أنعم الله به على أهل اليمن، فكلماته لامست قلبي وحركت مشاعري بشكل لا أستطيع وصفه”.
من الناحية السياسية، يشير المالكي إلى أن السيد عبد الملك الحوثي، يتميز بقدرته على مخاطبة الجماهير بصدق وشفافية، مما يجعله قائدًا مؤثرًا في الساحة العربية، مؤكّـدًا بأن كلماته تعكس رؤية استراتيجية واضحة، وتوجّـهات سياسية تهدف إلى تحقيق العدالة والاستقلال، وأن هذا النوع من القيادة نادر في عالمنا العربي، حَيثُ يفتقر الكثير من القادة إلى الشفافية والقدرة على التواصل الفعّال مع شعوبهم.
ويقول: “كلماته ليست مُجَـرّد خطابات، بل هي دعوة للعمل والتغيير، تشعر وكأنها تحثك على التفكير بعمق في القضايا التي تواجه الأُمَّــة العربية، وتدفعك للتفاعل والمشاركة في صنع مستقبل أفضل، معتبرًا هذا النوع من الخطابات يلهم الأمل ويعزز من روح المقاومة والصمود”.
ويرى المالكي أن السيد عبد الملك الحوثي، يمثل نموذجًا للقائد الذي يجمع بين الحكمة والشجاعة، ويعمل بجد لتحقيق أهدافه الوطنية، مُشيرًا إلى أن كلماته ليست فقط مصدر إلهام، بل هي أَيْـضًا دعوة للعمل والتغيير نحو مستقبل أفضل.
من جهتها تشير الكاتبة ريهام البهشلي، إلى أن السيد القائد وضع معادلة ومعيارًا مهمًّا جِـدًّا لمن تلتبس عليهم الأمور، ولمن يتخبطون في التمييز بين من هم أهل الحق من الباطل، وبين من هم الصادقون من الكاذبين في زمن يدَّعي ويرفع كُـلّ طرف شعارات الدين والتحرير والإنسانية.
وتوضح البهشلي بأن المعيار الذي وضعه السيد القائد يتمثل في قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيم).
أما الصحفي والمحلل السياسي الغزاوي فايد أبو شمالة، فقد علّق على خطاب السيد القائد الأخير بوصفه تشخيص مسؤول وعلاج مأمول.
ويقول: “لم يتغير موقف السيد القائد اليمني عبد الملك بدر الدين الحوثي، في كلمته تجاه ما يجري من حرب الإبادة في غزة، فقد سرد بشكل مفصل كُـلّ ما قام به العدوّ الصهيوني من جرائم وعدوان وتدمير واعتداء على المستشفيات خُصُوصًا مستشفى كمال عدوان والإندونيسي شمالي القطاع، وقدم أرقامًا وإحصاءات عن عدد المجازر والشهداء والمصابين”.
ويضيف: “ولم يتغير موقف السيد القائد قيد أنملة من مساندة اليمن واليمنيين لغزة مهما كانت الأثمان والتضحيات؛ لأَنَّ ذلك هو “الواجب الذي لا تراجع عنه”، ومن ذلك الخروج المليوني، وضرب الاحتلال بالصواريخ، والمسيّرات، وفرض الحصار البحري على الكيان وداعميه.
ويتابع: “ولم يتغير تشخيصه لحالة الضعف والهوان والتخاذل التي تمر بها الأُمَّــة والتي تمنعها من مواجهة أعدائها وتجعلها أُمَّـة ذليلة وخانعة؛ بسَببِ عدم استعدادها للمواجهة والتضحية وقبولها بمخطّطات العدوّ للسيطرة على خيراتها ومقدراتها، ولم تختلف نبرة الألم العميق والحزن الشديد التي تنبعث من صوته القادم من بعيد متجهًا نحو فلسطين وسوريا ولبنان؛ باعتبَارها الجغرافيا الأقرب للعدو والتي تتعرض بشكل يومي لهجماته واعتداءاته، وكان واضحًا في إدانته للعدوان الصهيوني على سوريا ومساندته لها”.
ويشير أبو شمالة إلى أن ثمة نقطتين بارزتين سماهما السيد القائد معادلات ضمن مفهوم الشرق الأوسط الجديد الذي يسعى الاحتلال لتكريسه أولا: معادلة الاستباحة، موضحًا أن العدوّ يضرب في كُـلّ مكان، وفي كُـلّ وقت يدمّـر ويقتل دون توقف، وليس ذلك في غزة وفلسطين فقط، بل في فلسطين وسوريا ومن المتوقع أن ينتقل بالتدريج لاستباحة كُـلّ الدول الأُخرى في الأُمَّــة.
أما المعادلة الثانية يقول أبو شمالة: إنها معادلة التفوق، موضحًا أن تكون قدرات الدول العربية تحت سقف معين، فلا تمتلك الأُمَّــة الأدوات المناسبة للدفاع عن نفسها.
ويرى أن في الحقيقة أن الاستباحة متحقّقة فعليًّا بدرجة كبيرة والتفوق بدا واضحًا في القدرات والإمْكَانيات العسكرية والتكنولوجية والتدميرية والأمنية التي يملكها العدوّ.
ويتساءل أبو شمالة: “متى ستنتبه الأُمَّــة لما يخطط لها؟ ومتى ستتوقف الإبادة لأهلنا في غزة؟ وكيف ستنهض سوريا وتكون قادرة على رد العدوان الصهيوني؟ ومتى سيتحد المسلمون في صف واحد وعلى موقف واحد لتخليصنا من الاحتلال؟”.
بدوره الناشط والكاتب الإعلامي مالك المداني، فقد كتب عقب سماعه خطاب السيد القائد قائلًا: “لم يعد الشمال سيد الاتّجاهات، أطحت به يا ابن البدر!
لكنك لم تحل محله!! لست جهة لتفعل أَو ضفاف لتقبل!! أنت أبعد بكثير! أنت وجهة ومطاف.. أنت جذر وقطاف.. أنت منزلة ومصاف.. وقمة وحواف.. ومضيف لا يضاف، والبوصلات تشير إليك! أنت وحدك خط مستقيم والناس دونك خطوط عرض يا سيدي!! يظنونك محسوب على طرف.. وأنت المنتصف! بل أنت المتعارف الذي يحسب عليه! لكنهم تائهون.. يفتشون عنك في القوائم! حمقى، مغرمون بالمفاجآت! يفضلون صخب الصواعق على هدوء المصير!”.
من جهته يرى الناشط الإعلامي عبد الله الفرح، أن خطاب السيد الأخير هو أخطر خطاب خلال هذه المرحلة وأن المعايير اليوم هي (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ).
ويقول الفرح بأن السيد القائد قد حدّد ورسم كُـلّ شيء، تنبأ ضمنيًّا بأشياء كثيرة، وتمنى أن يتجه الشعب السوري والمجموعات التي سيطرت اليوم على سوريا، وأن يحدّدوا البوصلة الصحيحة (أعزة على الكافرين).
ويلفت إلى أن السيد شن هجومًا كَبيرًا ومركزًا على واشنطن والكيان، وأنه شن هجومًا على الدول والكيانات التابعة لهم، وحدّد مرحلة مقبلة وأرسل للمتربصين رسالة عابرة للقارات والحسابات، نحن جاهزون في أصعب مرحلة، ومعنوياتنا لا يمكن أن تضعف بل تزداد.
ويرى أن الخطاب سيعجل إما بتنفيذ المؤامرة المحبوكة ضد الشعب اليمني أَو سيؤجلها لسنوات، موضحًا أن الرسائل العسكرية ورسائل الوعي والرسائل السياسية والدينية قد وصلت للجميع بدون استثناء.
بدوره يقول الناشط طه المأخذي: إن “كلمة السيد عبد الملك كما كُـلّ مرة فيها النصح والتحذير والتوعية وإبلاغ للحجّـة لكل أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية، ولكن هذه المرة من نبرات صوته وملامحه تدل على قهره وغبنه وتألمه لما وصلت إليه هذه الأُمَّــة البائسة الذليلة المهانة من خنوع وجبن وصمت مطبق تجاه ما يحصل لإخوانهم في غزه من قتل جماعي على مدار الساعة منذ عام وشهرين، وجوع ومرض وتهجير وتدمير، وأصبحت هذه الجرائم لدى الشعوب العربية أشياء اعتيادية وأخبار عابرة”.
ويشير إلى أن السيد تكلم عن المخطّطات التي تحاك لسوريا وبعدها العراق والحجاز، وقوله إن اليهود يعتبرون العرب حيوانات وليس أي حيوانات بل أبسط الحيوانات كالنعاج والدجاج التي لا تستطيع أن تدافع عن نفسها حتى يتم ذبحها.
ويلفت إلى أن قول السيد بأن الدور سيأتي على الجميع، وأن الصهاينة والأمريكيين لا يستثنون أحدًا حتى أُولئك المقربين منهم والمطبعين والمنبطحين لهم، مُشيرًا إلى أن هدفهم هو السيطرة على كُـلّ دول الشرق الأوسط وبسط نفوذهم على العرب لنهب ثرواتهم ومقدراتهم وإذلالهم وتشتيتهم وتهجيرهم وتفريقهم إلى طوائف متناحرة ضعيفة هزيلة منهكة يستعبدها كيف ما يشاء.