معركة اللوبي الصهيوني ضد فاطمة الزهراء
الجليلة عيشـــــــان
عمل اللوبي الصهيوني على إنشاء فكر وهَّـابي، من خلاله دجن الشعوب العربية والإسلامية، وأبعدهم عن الله عز وجل وَقرآنهم ودينهم ونبيهم وأهل البيت (علي وفاطمة والحسن والحسين وزينب وذرياتهم)؛ فكان ذلك عبر الحرب الفكرية الباردة.
وعندما نتساءل كيف أن اللوبي الصهيوني نجح في تحريف الدين وطمس أعلامه ورموزه وجر بني الأُمَّــة إلى كُـلّ ما نهى الله عنه؟!
السؤال يجيب على نفسه ففي مثل يقول: (لا تدخل عريج القرية إلا من نذالة كلابها) ومثل آخر يقول: (ما توقز الحبة إلا من داخل) فلو نعود للماضي سنجد أن المؤلفة قلوبهم من دخلوا الإسلام خوفًا عملوا على تحريف الرسالة المحمدية، وما زال الرسول الخاتم على قيد الحياة يودع أيامه الأخيرة، فما بهم إلا أن اجتمعوا في مقر اسمه السقيفة يتأمرون على مسألة الولاية وسلبها من الإمام علي والذي وصى بولايته الرسول الخاتم في حجّـة الوداع تنفيذًا لتوجيهات الله عز وجل، وفعلًا نجحوا ولم يتول الإمام علي إلا بعد أن عاث الفساد، وضرب دين الله في روحه، فحارب ذلك الفساد فتبقى ثلة قليلة من أهل الفساد وسموا بالخوارج، فبقت طائفة الخوارج وسلالة بني أمية يحاربون الرسالة المحمدية على مدار الأزمان.
العدوّ الصهيوني في القرن العشرين أَو ما قبل القرن العشرين بسنوات قرّر أن يمحو النهج الإلهي المحمدي القويم محواً نهائيًّا معتمداً على سلالة تلك الطوائف المنحرفة بني أمية والخوارج، فتحالف أهل الكتاب والمشركين فحرفوا النهج الرسالي، وكان من أهم ما ساروا عليه لتحقيق مآربهم الضلالية هو محو وطمس شخصية الرسول الخاتم وتقديمه بصورة ضيقة وبسيطة، وكذلك محو وطمس بشكل كلي تاريخ آل بيت رسول الله بدايةً بحديث الولاية وضرب وصاية “الإمام علي” على هذه الأُمَّــة، وكذلك محواً نهائيًّا” لفاطمة الزهراء” وإبعادها من المناهج المدرسية والجامعية ومن المكاتب؛ بهَدفِ ضرب المرأة المسلمة وإفسادها، وذلك لمعرفتهم الكاملة عن أهميّة المكانة التي كانت عليها السيدة “الزهراء” فهم يعرفون إن تمسكت بها نساء العالمين سيصعب تدجينهن وإفسادهن، ولكن كان أهم عامل لنجاحهم: فكرهم الشيطاني والذي هدف لإفساد المرأة المسلمة، وهو محو سيرة” فاطمة الزهراء” فحقّق العدوّ مساعيه، وكان إبعاد الزهراء كخطوة أولى ثم انتقل للخطوة الثانية وهي: إفساد المرأة المسلمة بعد أن أبعدها عن خير قُدوة لها وقدم لهن نماذج من نساء العهر والفساد والرذيلة، حتى وصل الحال بنساء أُمَّـة الإسلام إلى أن انحرفن وتبرجن؛ فبعد أن فسدت المرأة فسدت عائلتها، وبعد فساد الأسرة المسلمة وانحرافها فسد المجتمع المسلم ككل، وهذا ما هو حاصل فنجد العالم العربي والإسلامي بات عالمًا منحرفاً فاسداً، حرم الحلال وحلل الحرام، المرأة كُـلّ المجتمع إن صلحت صلح المجتمع وإن فسدت فسد المجتمع.
فالسلاح البتار الذي استخدمه العدوّ في حربه الفكرية ضد المرأة المسلمة كانت وسائل التكنولوجيا، وذلك من خلال شعارات براقة كحقوق المرأة والمساوة وحرية المرأة والموضة والتطور والانفتاح، فضاعت المرأة المسلمة في سوق الثقافات الماسخة وتاهت بابتعادها عن أسوتها وقدوتها ابنت نبيها ورسولها فاطمة الزهراء.
لو بقت نساء الأُمَّــة متمسكات بالزهراء لن يضللن أبدًا، ولكن كما أسلفنا كان للفكر الوهَّـابي دور كبير، من استعان به اللوبي الصهيوني؛ لتحريف وإبعاد بني الإسلام عن النهج المحمدي القرآني القويم باسم الدين، وهذا ما سهل للعدو غزوه الفكري والثقافي حتى وصلت المجتمعات العربية والإسلامية إلى ما وصلت إليه من ضياع وتيه وذل وانحراف وتخاذل وتبرج وسكر وعمى وجهل وغباء وسذاجة وحماقة ومهانة وانحطاط أخلاقي وإنساني، لا يرضي الله عنهم.
ما يجب على المرأة المسلمة والمرأة اليمنية بشكل خاص هو العودة الصادقة “لفاطمة الزهراء” واتِّخاذها خير قُدوة في كُـلّ مجالات حياتها كزوجة وكأم وكابنة وكربة بيت وكمجاهدة، وذلك سيتحقّق بعد ابتعادها بشكل كامل عما يستهدفنا العدوّ به، لا سِـيَّـما وسائل التكنولوجيا، والعودة الصادقة لله متدبرات لتوجيهاته في كتابه الحكيم القرآن الكريم، والتركيز على الآيات اللاتي فيهن توجيهات خَاصَّة بالمرأة والمقارنة بحيث إذَا كانت حياتهن وفقًا لتلك التوجيهات الربانية أَو لا توافقهن، والسعي بإخلاص لتعديل من سلوكياتهن السلبية اليومية على كُـلّ المستويات كانت عبادية، دينية، ثقافية، فكرية، زوجية، أسرية، مجتمعية، وذلك من خلال الرجوع الصادق إلى الله عز وجل، والتضرع له بالدعاء والتسبيح والاستغفار بنية التوبة والمغفرة والهداية.