قائدُ الثورة.. بمشاعر جَدّهِ (عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتّمْ)
طاهر القادري
لمْ يستطع أحد أنْ يُخمِّنَ أَو يتوقع ما الذي سيتناوله السيد القائد في خطابه، وكيف سيكون تعليقه على المستجدات التي طَرأت على (سوريا)، بالذاتِ؛ لأَنَّها حديث الناس جميعهم!
سمعنا خطاب قائد الثورة الإيرانية “الخامنئي”، وما طرحه من مواضيع لا مجال لتفصيلها، وكان مستاءً جِـدًّا من سيطرة المعارضة على الحكم هناك وطلب -بطريقة غير مباشرة- من شباب “سوريا” أن يخرجوا إلى الشوارعَ ضد هذا النظام.
وظنّ الكثير أنّ موقف السيد القائد سيكون مشابِهًا للموقف الإيراني.
ولكنْ مَا إن أطل السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله” حتى وجدنا كُـلّ توقعاتنا خاطئة فقد تناول الحديث عن الوضع السوري مِنْ عدةِ مَحاوِرَ:-
أولًا: أدان العدوان الإسرائيلي على “سوريا”.
ولم تكن الإدانة عبارةً عنْ حديثٍ عابرٍ!
بل كان حديثًا ممزوجًا بالحُرقة والألم؛ لأَنَّ قائد الثورة لم ينظر إلى الأمر من نافذةٍ عصبيةٍ، ولَمْ يقُل طالما أن المعارضة سيطرت فليضربوهم كيف ما ضربوا!!
بل اعتبره عدوانًا على شعب مسلمٍ، من قِبَلِ اليهود أعداء كُـلِّ الأُمَّــة، لا فرق عندهُم بين سنيٍّ وَشِيعيٍّ؛ لأَنَّهم ينظرون إلى الجميع بعينٍ واحدةٍ.
ثانيًا: قالَ السيدُ القائدُ إنّنا لنْ نُغَيِّرَ موقفنا من أي عدوانٍ على سوريا أو على أي بلدٍ عربي؛ بسَببِ أنّهُ تَغَيّرَ نظام الحكم أَو انتقلتِ السلطةُ منْ شخصٍ لآخر.
ثالثًا: توجّـه بخِطابهِ إلى أُولئك الذين سيطروا على النظامِ قائلًا: “هَـا هو الواقعُ أمَامَكمْ وَمَا عليكُمْ إلا أنْ تُثْبِتوا صدقَ نوَاياكمْ؛ لتَكسبوا وُدَّ شَعبِكم أولًا، ثمّ بقية الشّعوبْ، مِنْ خِلَالِ المواقفِ الصادقةِ التي تتخذونها من اليهود الصهاينةِ، الذين باتوا على مقرُبَةٍ مِنْ العاصمة السورية “دِمَشَقْ” ولا يفصلهم عنها سوى خمسةٍ وعشرين كيلو مترًا”.
وزاد على ذلك: “أنتُمْ أمامَ اختبار عظيم”.
وأكّـد: “نُريدُ تلك التكبيرات، والتهليلات والسكاكين أن توظَّفَ في نُحورِ اليهودْ”.
السيدُ القائدُ تحدَّثَ وبحُرقةٍ على مسألةِ سعي “إسرائيل” إلى فرض معادلة الاستباحة للدول العربية بشكل عام، مُدَلِلًا بذلك على أنّهُ يَحمِلُ هَــمَّ الأُمَّــة بِكُلّها.
مبينًا مدى تَسَامحِ بعضَ الأنظمة العربيةِ مع اليهودِ أشد من تسامحهم مع أهلهم ومع إخوانهم أَو حتى أبنائهم.
نعـَم.. هذا هوَ قائدُنا.. رَجُلُ المرحلةِ، وصاحبُ الخِطاب الجامِعِ.
وكَأنّ الأحداثَ تصقلُـــــــهُ وتُؤَهّلُــــــــهُ؛ ليُصْبِحَ قائدًا للأُمَّـة الإسلاميةِ والعربيةِ.
وفي كُـلّ حــَدَثٍ تَشرئِبُّ إليهِ الرّقابُ، وتَنْتِــــــــــظُرُ القلوبُ؛ لتُصْغيَ بِمَسَــــــــــامِعِها لِتَعْقيباتِهِ التــــــــــي تُجيبُ على التساؤلاتِ، وتغيــــــــظُ الكافرين والمُنافقين، وتَشفي وتُثلجُ صدور قومٍ مؤمنين.