سوريا ما بينَ الحقيقةِ والخِداع

غيداء الخاشب

الأحداثُ تتوالى، والتاريخ يُعيد نفسه لأكثر من مرة، عقرب الساعة يتوقف أمام المواقف التي تتطلب تمسُّكًا بالدين ليختبرهم الله لقولهِ عز وجل: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)، يومًا بعد يوم ينكشف الستار ونرى العُجاب من أُناس في هذه الأُمَّــة مثقفون ينجرون خلف الخُدع المزيفة والكلام المزخرف، فيوسوس لهم الشيطان للدخول في غياهب الظلام ومسالِك الباطل، إلى أن يصل بهم الأمر أن يرَوا أنفسهم تلقائيًّا يُصفقون ويفرحون مع اليهود، بل ويحتفلون معهم!

ما حصل في سوريا هو عبارة عن محك حقيقي للأُمَّـة، سوريا وأحداثها كشفت عن حقائق كثيرة وأثبتت لنا خطورة العدوّ الصهيوني، كان لدى العدوّ مساعٍ عديدة في سوريا من قِبل أدواته-داعش والقاعدة-، من طرف توجّـهت معظم أنظار الأُمَّــة الإسلامية نحو سوريا احتفالًا بانتصارها كما يزعمون ونسيان ما يستمر به العدوّ من جرائم في غزة، لذا زرع أدواته في سوريا الذين يتحَرّكون بإشرافه وتفرغ هو لغزة ليشتغل في الجانبين، ومن طرف آخر اليهود يعتقدون أن الأرض ملكهم فلذلك يأملون أن يحتلوا في البداية الشرق الأوسط ثم فيما بعد يتوسعون وهذه خطتهم الخبيثة، لكن السؤال هُنا هل سيقبل العرب والأمة الإسلامية بذلك، هل سيصمتون ويُذعنون لتحقيق خطط اليهود ومؤامراتهم؟! هذا ما سيُجيب عنه الواقع.

المرحلة حساسة والوقت والأيّام تمر والأحداث تزداد ضراوة، كما يقول دائمًا السيد القائد-حفظه الله-:” الوقت وقت عمل، لنتبصر بالهدى ونتحَرّك من منطلق القرآن الكريم”، وكذلك من توجيهات المشروع القرآني:” عينٌ على القرآن وعينٌ على الأحداث” والجهاد جزء أَسَاسي من ديننا قال تعالى: (كُتب عليكم القتال وهو كره لكم)، وسوريا الآن ما بين الحقيقة والخِداع، الحقيقة أن الشعب السوري لو اختار التوجّـه الصحيح موقف الجهاد والمقاومة لأصبح بقوة الله قوي ولن يسمح للظلم أن يسود في أبناء شعبه، من جانب الخِداع انخدعت سوريا بما يُسمون بالمعارضة السورية على أنهم سيحرّرونهم ولم يعتبروا من الأحداث السابقة، فسوريا إلى أين!؟

الحقيقة واضحة والمعادلة الإلهية صارمة: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، والشعب اليمني التزم بتوجيهات الله وأوامره وسَلم للقيادة الحكيمة ونرى اليوم كيف أصبحت اليمن وقائدها العظيم أُسطورة تُخلّد في تاريخ العالم، في حين العالم منشغل بما يجري في سوريا تفرّد شعبنا اليمني بموقفه في مساندته لغزة بعملية جديدة نوعية استهدفت منطقة “يفنة” في عمق العدوّ الإسرائيلي، وكذلك نَفَّذَتِ القُوَّاتُ البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية عملية عسكرية نوعية استهدفت ثلاث سفن إمدَاد أمريكية وَأَيْـضًا مدمّـرتين أمريكيتين، وعمليتين عسكريتين في منطقتَي يافا وعسقلان، وهذا دليل على صدق موقفه، وشعبنا اليمني على استعداد أن يقف مع أي شعب مظلوم ولن يقبل بتوغل الاحتلال الإسرائيلي، فالنصرُ حليف المؤمنين المجاهدين، ولا بُـدَّ من زوال نهائي بإذن الله للعدو وأدواته والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com