جذورُ العداء الإسرائيلي وفوارق التربية بين المقاومة والتبعية
رهيب التبعي
يكشف الصراع القائم بين “إسرائيل” والمسلمين عامة والعرب خَاصَّة عن جذور عداء متأصل يتجاوز حدود السياسة ليصل إلى عمق العقيدة والثقافة والتربية، منذ الصغر، يتم تنشئة الأطفال في “إسرائيل” على أفكار التفوق العرقي والعقيدة الاستعلائية التي تجعلهم يؤمنون بأنهم “شعب الله المختار”، وهو ما يُترجم عمليًّا إلى سياسات الاحتلال والعدوان المُستمرّ على الشعوب العربية والإسلامية، تُزرع هذه الأفكار في المناهج الدراسية الإسرائيلية التي تغذي الكراهية ضد العرب والمسلمين، وتصوّرهم كأعداء دائمين يجب التخلص منهم.
وعلى الجانب الآخر، نجد فجوة كبيرة في المنظومة التربوية العربية والإسلامية، حَيثُ تفتقر إلى مشروع واضح يُعدّ جيلًا واعيًا بخطورة هذا العداء ومجهزًا لمواجهته فكريًّا وسلوكيًّا، بدلًا من ذلك، تسيطر ثقافات الاستهلاك والتقليد والانبهار بالغرب، ما يجعل الأطفال والشباب العرب ينشؤون في بيئات تعاني من الغزو الثقافي والابتعاد عن الهوية الإسلامية.
تظهر نتائج هذه الفوارق التربوية بوضوح في واقع اليوم: أطفال غزة يُربّون على الصمود والمقاومة والدفاع عن الأرض والعقيدة، بينما تتسابق بعض الدول العربية في مواسم الترفيه والفجور، متجاهلة قدسية القضايا المصيرية للأُمَّـة، هذا الواقع يؤكّـد ما أخبرت به آيات الله عن طبيعة اليهود الذين يسعون في الأرض فسادًا، وعن أُولئك الذين يسارعون فيهم ويقبلون التبعية لهم، وهو ما نراه جليًّا في مواقف بعض الأنظمة العربية التي تقيم علاقات تطبيعية مع الكيان المحتلّ، في تناقض صارخ مع المبادئ الإسلامية والعربية.
إن التربية الإسرائيلية تنتج محتلّين قتلة، بينما التربية العربية في ظل غياب المشروع التربوي الواعي تُنتج أجيالًا تائهة بين تقليد الغرب والتخلي عن هويتها، وهذا التباين الخطير هو ما يحدّد ملامح المعركة المُستمرّة بين الحق والباطل.