عزائمُ صُلبة لحكومة صنعاء تقابلها خيبات أمل لمرتزِقة التحالف العبري
أيوب أحمد هادي
في سياق الأحداث الأخيرة، برزت جهود حكومة صنعاء في دعم القضية الفلسطينية، حَيثُ تعكس هذه التحَرّكات التزامًا عميقًا بالقضية العربية المركزية، تأتي هذه الجهود في وقت حساس، حَيثُ تتزايد التوترات في المنطقة، فيما يعاني الفلسطينيون من تصعيد مُستمرّ من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى غرار تلك التوترات تسعى أمريكا و”إسرائيل” على جر المنطقة في حرب لا تعرف نتائجها بينما تستغل أمريكا وحلفها الصهيوني لما يتبع تلك الحروب لتمرير مشروعها وبسط هيمنتها، لكن اليمن بقواتها العسكرية الباسلة هي وحدها من تقف لمواجهة ذلك المشروع؛ لذا أقدمت أمريكا وحليفتها “إسرائيل” على تشكيل تحالفات دولية لإضعاف اليمن عن مواصلة دعمها ومساندتها للقضية الفلسطينية وعرقلة المشروع التوسعي الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، ولكن سرعان ما تتلاشى تلك التحالفات وتصاب بخيبات أمل.
مؤخّرًا أعلنت “إسرائيل” على تنفيذ عملية عسكرية مكثّـفة على القوات المسلحة اليمنية، عبر تحريك العملاء والمرتزِقة من الداخل اليمني مستخدمة دول التحالف العربي وحكومة الفنادق كغطاء يبرّر لها ذلك التصعيد، ولأن دول التحالف تدرك خطورة تورطها في هذا التصعيد، أسرعت في عقد اجتماع طارئ لكافة شركائها خرج قرار عاجل، لما يسمى بالمجلس الرئاسي لحكومة، بـ “طي ملف الحرب في اليمن، والالتزام بتنفيذ تعاهده للتحالف العربي بقيادة السعوديّة والإمارات، وأمريكا وبريطانيا وفرنسا، المضي في تنفيذ خارطة الطريق إلى السلام في اليمن، بدءاً بالملف الاقتصادي والرواتب”.
يأتي القرار بعد معركة خاضتها القوات البحرية اليمنية والقوة الصاروخية لحكومة صنعاء التي سجلت نتائج تاريخية ونجحت في شل الأسطول البحري الأمريكي الإسرائيلي واستهداف حاملات الطائرات USS الأمريكية إلى جانب تدمير عدد من البوارج الحربية، وطالت المعركة استهداف أهدافاً حساسة في عمق الكيان الإسرائيلي ولجوء نحو مليوني مستوطن إلى الملاجئ المحصنة تحت الأرض، وقد سبق هذه المعركة التاريخية تحذيرات مُستمرّة من قبل القوات المسلحة اليمنية لكل الدول العربية التي ستقحم نفسها بالمشاركة في إسناد القوات الإسرائيلية في حال أقدمت على تصعيد عسكري ضد اليمن، في مقدمتهم السعوديّة وَالإمارات، وقد نصت التحذيرات تهديدات صريحة من قبل القوات المسلحة اليمنية الباسلة باستهداف تلك الدولة بشكل غير مسبوق وتكبيدها خسائر فادحة.
ولأن دول ما يسمى بالتحالف العربي تعلم جيِّدًا لما سيتبع تلك التهديدات من أفعال صادقة، سارعت بعقد هذا الاجتماع الطارئ والعاجل بالعاصمة السعوديّة الرياض مع سفراء دول التحالف العربي والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، وإجبارهم على التزام قطعي لتحقيق أولويات رئيسة للمرحلة، مستبعدة التصعيد العسكري من بين تلك الأولويات.
إن تركيز حكومة صنعاء على القضية الفلسطينية يأتي في إطار استراتيجيتها في مواجهة التحالفات المعادية، الرسالة واضحة: أي تصعيد ضد اليمن سيقابل بردود فعل قوية، وبهذا يجدر بنا القول إن حكومة صنعاء لا تعرف المزاح في الحروب خُصُوصًا حينما يتعلق الأمر بأمريكا و”إسرائيل”؛ فالشعب اليمني الذي يستمد قوته من الجبار ومن صلابة جيشه المجاهد، من الصعب على كُـلّ قوى الأرض ولو اجتمعت أن تنجح في تفكيكه، هنا نقف قليلًا لنقول للمرتزِقة خابت آمالكم.