خبراء ومحللون عسكريون وسياسيون: اليمن بات القوةَ الفاعلة لمواجهة المشروع الأمريكي في المنطقة
المسيرة – خاص:
يعد استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان”، وما رافقه من إسقاط طائرة f18 حدثًا تاريخيًّا استثنائيًّا، فهو في المقام الأول يحطم الهيبة الأمريكية في المنطقة، ويكسر غرورها، ويطوي النهاية لحاملات الطائرات.
وفي هذا السياق يقول العميد الدكتور محمد الخالد: إن نجاح العمليات العسكرية اليمنية في استهداف حاملات الطائرات الأمريكية، هو تأكيد على التطوير المُستمرّ، والمواكب للتحديات الراهنة، مبينًا أن الجيشَ اليمني استطاع -بفضل الله تعالى- وتمكينه وحكمة السيد القائد، وصلابة الشعب اليمني، إنهاء الغطرسة والغرور الأمريكي الغربي في المنطقة، لافتًا إلى أن زمن حاملات الطائرات والمدمّـرات الأمريكية والبوارج الحربية الأمريكية ولى دون رجعة، وانتهى على أيدي القوات المسلحة اليمنية.
ويشير إلى أن القوات المسلحة اليمنية أثبتت قدرتها الفائقة على جمع المعلومات الاستخباراتية الدقيقة حول تحَرّكات الأعداء الأمريكيين والبريطانيين، وبالتالي توجيه ضربة استباقية، أَو تحضير مواجهة فورية أسهمت في تراجع حاملة الطائرات، وإجبارها على تغيير موقعها القتالي، لافتًا إلى أن الجيش اليمني يمتلك مرونة عالية في التنسيق بين مختلف الوحدات العسكرية، وضرب العدوّ، وأن معركة البحر الأحمر وخليج عدن أثبتت جدارة اليمن، وقدرته العالية في مواجهة أقوى هيمنة غربية ممثلة بأمريكا و”إسرائيل”.
ويواصل: “العامل الإيماني والثقة المطلقة بالله تعالى، وتولي أعلام الهدى جعل اليمن قوة عصية ضد أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا وحلفائهم من طواغيت الأرض”، مشدّدًا على أن الجيش اليمني أثبت امتلاكه للتكنولوجيا الحديثة والمعاصرة ذات القدرة العالية في المنافسة والمواجهة للترسانة الحربية الغربية بقيادة أمريكا و”إسرائيل”، مؤكّـدًا أن التفوق اليمني بات اليوم لسان حال الإعلام العبري والأمريكي، موضحًا أن العديد من المسؤولين والقيادات العسكرية الأمريكية بما فيهم قائد الأسطول البحري الخامس أقروا واعترفوا بالتفوق اليمني في المواجهة، وصعوبة للأمريكيين في تحقيق الأهداف داخل اليمن.
اليمن يفاجئ العالم:
ويتطرق الإعلامي اللبناني المختص في الشؤون الإقليمية، خليل نصرالله، إلى الحقيقة التي أخفاها الأمريكيون ببيان مقتضب حول سقوط طائرة إف ١٨ في البحر الأحمر، زاعمين تعرضها لنيران صديقة قبل أن تفضح القوات المسلحة اليمنية ذلك.
وأشَارَ إلى أنه وبينما كانت طائرات أمريكية تنفذ عدوانًا في صنعاء، وفي تكتيك جديد على ما يبدو -كونه تكرّر- عملت القوات المسلحة اليمنية على شن هجوم باتّجاه حاملة الطائرات الأمريكية ومدمّـرات مرافقة لها، بصواريخ مجنحة ومسيَّرات، نتج عنها حالة إرباك في التصدي؛ ما أسفر عن إصابة طائرة حربية وسقوطها، وانسحاب طائرات حربية من الأجواء اليمنية، وانكفاء حاملة الطائرات “يو إس إس هاري ترومان” نحو شمال البحر الأحمر.
وأوضح خليل نصر الله أنه عندما يتحدث الأمريكيون عن عجز في حَـلّ “المعضلة اليمنية”، ينطلقون من وقائع، كما حصل ليل أمس، وهي ليست المرة الأولى، مبينًا أن كُـلّ من تعاطى مع العمليات اليمنية على أنها حالة عابرة، وغير مؤثرة، أخطأ التقدير، لا أتحدث عن أفراد، إنما عن دول وقوى فاعلة.
وأكّـد أن صنعاء فرضت نفسها على الواقع الإقليمي، وانطلاقاً من موقع اليمن الاستراتيجي، فَــإنَّ المتغير الذي حصل عام ٢٠١٤، وتموضع صنعاء ضمن قوى محور المقاومة يعد ضربة للأمريكيين وشركائهم، وتلقائيًّا لـ “إسرائيل”.
وبيّن أن في العام ٢٠١٩، أشار “مايك بومبيو” وزير خارجية واشنطن آنذاك إلى أن “أنصار الله قوة مهدّدة لإسرائيل”، وها هو اليوم يثبت ذلك، بعد أن أصبحت صنعاء قوة مهدّدة لأطماع الغرب في منطقتنا، وقوة مقاومة فاعلة ومؤثرة.
بدوره أكّـد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، عبدالله محمد النعمي، أن حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان” عادت أدراجها وهي تجر أذيال الخيبة والهزيمة والفشل.
وَأَضَـافَ في تدوينة له على منصة “إكس”: “رجعت الحاملة مندحرة مضروبة محطمة منهكة.. يا لطيف، كم كانت أمريكا ترعب بها دول العالم، وكم كانت دول العالم ترتعب وترتعش لمُجَـرّد أن تسمع أن حاملات الطائرات الأمريكية تمر من جوارها”.
أما الكاتب والمحلل السياسي اللبناني غسان جواد، فقد أشاد بالدعم والإسناد اليمني لغزة في مواجهة الكيان الصهيوني المجرم على مدى 15 شهرًا، مباركًا العملية العسكرية في البحر الأحمر التي استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” وعدد من المدمّـرات، بالإضافة إلى إسقاط طائرة مقاتلة نوع إف 18.
وأوضح السياسي اللبناني، في تصريح لقناة “الميادين” الفضائية الأحد، أن اليمن اليوم يفاجئ العالم، ويبشر بأن هناك قوةً فعالةً ما زالت تقف في وجه المشروع الأمريكي وجبهة إسناد فعَّالة لغزة وكلّ المنطقة.