نفوسُنا جياشة ودماؤنا تغلي
أكرم ناصر
نعم، هذا هو حالنا ونحن نشاهد المشاهد المروعة التي تتكرّر كُـلّ يوم في غزة.
تلك النسوة اللاتي يستنجدن بالعرب والمسلمين، صوتهن يعلو في ليلهم ونهارهم، تلك الصرخات التي تتجاوز الحروف لتصل إلى أعماق قلوبنا، الأطفال الذين يبكون، عيونهم مليئة بالبراءة، تتعرض لجحيم الاحتلال الإسرائيلي، وما زالوا يصرخون بحثًا عن الأمان.
والله يا غزة لن نجعل الإسرائيلي يتفرد بكم.
وهناك شعب يُدعى اليمن، وقائد يُدعى عبد الملك، وجيش يُدعى أنصار الله.
نحن نعمل كُـلّ ما في وسعنا؛ مِن أجلِهم، ولكننا دائمًا نشعر بأننا مقصرون.
يشهد الله، لو طُلب منا أن نكون قاعدة لإطلاق الصواريخ والطيران المسيّر، لما تردّدنا لحظة.
نحن مستعدون لمواجهة أي تصعيد من قبل الاحتلال الإسرائيلي، معتمدين على الله، متوكلين على الله، وكلّ شعبنا كذلك، نحن نشعر بالراحة عندما نخرج إلى الشوارع في المظاهرات، وعندما نرى صواريخنا تصل إلى فلسطين المحتلّة.
هل تعرفون لماذا؟
لأن دماءنا تغلي، ونفوسنا جياشة.
نحن نعتبر تلك الأُمهات أُمهاتنا، وتلك الأخوات أخواتنا، وأُولئك الأطفال هم أطفالنا، نتألم لألمهم، ونتوجع لأوجاعهم، ونبكي لبكائهم.
من هذا المنطلق، ومن تلك الفطرة التي فطرنا الله عليها، نؤكّـد على واجبنا في نصرة المستضعفين، كما قال الله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا}.
لن نسمح للاحتلال الإسرائيلي أن يتفرد بأهل غزة، لو فنينا من على وجه هذه الأرض، والمواقف ستثبت لكم ذَلك، والله حسبنا ونعم الوكيل.