سيد الأنصار وقاهرُ الفجار
نوال عبدالله
تناحر، اشتباكات، انتفاضات، معارضات، احتلال، قلب الدول الإسلامية رأسًا على عقب من قِبل مجرمي العصر، رئيس الدولة الأمريكية، ومحتلّ فلسطين العربية كيان عبري إسرائيلي زائل، والمسميات تردع الشعوب العربية عن صدهم، تنحني راكعة مكبلة بالسلاسل والأغلال ابتغاء مرضاتهم، والعرب خانعة، ذليلة، تساق كالنعاج لتتخلى عن إنسانيتها بسهولة فورية، وحكام رُضع يطلبون إدرار الحليب من الأمركة لتسيقهم الذل والهوان.
في الوقت الذي كانت فيه الإدانات من حكام ورؤساء العرب مطلوبة أمام القتل والدمار الشامل، وبدلًا عن أن يكونوا صفًا جنبًا بجنبٍ كالبنيان المرصوص تفرقوا كالفراش المبثوث، التزموا السكوت المخزي، وعقدت صفقات ضمانها السكوت الأبدي والرضا الكلي لما هو حاصل على الساحة، وَصرفت لليهود بطائق تهيئة للسماح لهم بممارسة كافة إجرامهم؛ قلة قليلة ممن وقفوا جنباً إلى جنب مساندين للقضية الفلسطينية والوقوف بجانب أي شعب مضطهد.
من يمن الإيمان والحكمة ينبع صوت الضمير الحي، يقف السيد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- سيد القول والفعل السديد بأقواله وأفعاله الحكيمة مناصرًا للحق، متصفاً بالثبات في موافقه، مسخراً كافة إمْكَانياته الفعلية والعقلية والمادية المتاحة لنصرة الدين وأهله، متحدي الكفار وقاهر الفجار، بلغة بالغة الأهميّة، بصريح العبارة يحتقرهم ويحتقر أفعالهم، وفرض معادلة الاستباحة تجاه الشعوب الإسلامية المستضعفة، يكشف حقائقهم من خلال دراسته الشاملة، المتكاملة، النابعة من التدبر الواعي للقرآن الكريم، وفضح نفسيات الكفار، خبثهم الدفين.
بلهجة مليئة بالسخط على اليهود ومن سار بفلكم يقف السيد البدر، قائد الأنصار، الأسد المغوار، الليث الثائر، يخاطب اليهود ليكشف عورات نواياهم المطورة، التي يفوح منها رائحة لؤم واضح، أمام كلماته المزلزلة تختبئ الجرذان لتظهر بقوة السلاح الفاشل، لتفشي سوء أخلاقهم، لتنهار قوتها المزيفة تجاه سيد يرفع بندقيته ويضغط على الزناد متوعدًا بتصويب رأس الأفعى، وبهدوء تام مفعم بالتوكل على الله والثقة به يعد كُـلّ شعب مظلوم بأنه سيقف بجانبهم، ولن تدخل مصطلحات التخاذل قاموسنا الإنساني، ورصيد الشعب اليمني مليء بالمواقف المشرفة.
أما عن المستعبدين أمام كُـلّ مستجد طارئ على الساحة الإقليمية يقف الحكام على قارعة الخذلان المؤكّـد، لا تبرير لديهم ولا تعليق، صم بكم عمي فهم لا يفقهون، لتصبح إنسانيتهم مسمى فقط، ضمائرهم تباع في سوق النخاسة، هنا لن يعود للحسرة والندامة أي مجال، قد أصبحوا كالأنعام بل هم أضل.