اليمن يُعيدُ كتابةَ قواعد الحرب
غيداء شمسان
لم تكن مُجَـرّد غارةٍ جويةٍ، بل كانت معركةً كونيةً خفيّةً، دارت رحاها فوق سماء اليمن، هجومٌ أمريكي –بريطاني كبير كان يفترض أن يسحق ما تبقى من صمود في اليمن، ولكن إرادَة الله شاءت غير ذلك، ففي لحظة حاسمة تحولت الخطة المُحكمة إلى هزيمةٍ مُذلّةٍ نكراء، أصبحت حديثَ الساعاتِ، وصرخةً من اليمن تهزّ عروشَ القوى العظمى.
لم يكن النجاح نتيجة صدفةٍ أَو حظ، بل كان نتاج إعدادٍ دقيقٍ، وجاهزيةٍ عاليةٍ، وإرادَة صُلبةٍ، فقد كان اليمنُ يراقب تحَرّكات العدوّ، ويعد للقاء المعركة بروح ثابتة وبفضل الله تزامن الهجوم اليمني الجريء على حاملة الطائرات الأمريكية ومجموعتها، مع انطلاق الهجوم الأمريكيِ، محولًا المعركةَ إلى معركة دفاعية للجيش الأمريكي ذاته.
كانت الضربة اليمنية مفاجئة ودقيقة، كالسهم الذي يصيب هدفه دون تردّد فسقطت طائرة أمريكية، وسادت حالة من الإرباك والفوضى في أوساط القوات الأمريكية، مرغمةً إياها على الانسحاب إلى مكان بعيد في شمال البحر الأحمر، هزيمة مدوّية أثبتت أن الإرادَة والإيمان قد يتجاوزان الحدود والتكنولوجيا.
ولكن ما يميز هذه المعركة هو شيء أعمق من الانتصار العسكري ذاته فهو انتصار لروح المقاومة والتحدي، هو برهان على أن قوة الإيمان بالله تساوي آلاف الجنود والطائرات، أنه تجسيد لمعنى قوله تعالى: “وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”.
لقد أثبت اليمن أنه سيواصل دعمه لغزة بكل قوةٍ، وأنه سيبقى في أعلى درجاتِ الاستعداد للتصدّي لأي اعتداء أمريكيٍّ أَو صهيوني، هذه الرسالة الواضحة التي أرسلها اليمن إلى العالم أجمع، إنها رسالة أملٍ ومقاومةٍ في وجه الظلم والعدوان، رسالة تجسّد إرادَة شعب لا يقهر، ويؤمن بقدرة الله على تحقيق النصر مهما كانت قوة الأعداء.