صمت العرب
زهراء العرجلي
فلسطين القضية، والكيان اللقيط هو العدوّ، ننصر القضية، ونزيل العدوّ، هذه هي ثقافة وعقيدة كُـلّ من يولد على أرض اليمن الطاهرة الأبية منذ قديم الزمان.
منذ أكثر من قرن والعدوّ يحتل أرض فلسطين، يقتل ويغتصب، يسرق وينهب، يسجن ويُهجِّر، وأكثر من قرن والعالم يرقص ويصفق، يهلل ويرحب، يحلق فرحًا عندما يقيم مجرمٌ أَو سارق علاقة مع كيانٍ لقيط محتلّ سارق مجرم،
أعوام كثيرة والعالم يربي أجياله على حب “إسرائيل” وإن “إسرائيل” هي الصديق بعد أن كانت هي العدوّ، وأكثر من قرن واليمن يتفرد ويتميز عن هذا العالم القذر!
بينما كان العالم يغرس حب “إسرائيل” في قلوب أطفاله، نحن انغرس في أعماقنا العداء الشديد جِـدًّا لهذ العدوّ، منذ نعومة أظافرنا تربينا على قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أولياء بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِـمِينَ} نشأنا على مبدأ أنهم هم العدو {هُمُ العدوّ فَاحْذَرْهُمْ} كبرنا على ثقافة القرآن، الثقافة التي توجّـهنا لأن يكون تعاملنا معهم كعدو مجرم، وأن “إسرائيل” هي الخطر الأكبر الذي يهدّد الأُمَّــة الإسلامية والعربية خَاصَّة، أن “إسرائيل” كما قال الإمام الخميني سلام الله عليه “غدة سرطانية” ويجب أن نجتثها، هكذا نحن تربينا، وعلى هذه الثقافة كبرنا، “إسرائيل” كيان محتلّ غاصب يجب أن يزول ولا بد من الجهاد في سبيل الله لمواجهة هذا العدوّ السفاح.
مرت السنون والعالم تناسى قضية فلسطين، لكن اليمن مع محور المقاومة لم ينسوا هذه القضية ما دام العدوّ الإسرائيلي لا يزال يفسد على هذه الأرض، مادامت المقدسات لا زالت تدنس، مادام الدم الفلسطيني لا زال يسفك!
جاء طوفان الأقصى وما أدراك ما الطوفان؟! أثبت من هو المؤمن الصادق من الكاذب، فضح زيف المنافقين، كشف أكاذيبهم وادِّعاءاتهم الخادعة.
في هذه الحرب صدع نداء الطفل الفلسطيني مدويًا لكن ما من مجيب، استنجدت المرأة الفلسطينية بعالمٍ أحمق تجاهل كُـلّ تلك الأصوات والنداءات وذهب ليحتفل بالحيوانات!
معذرةً إخواننا في غزة فالعالم اليوم عاد لأصله واحتفل بفصيلته.
لكن غزة لن تبقى وحيدة، إذ جاءها محور مجاهد قائلًا” لا لن تكونوا وحدكم”، محور قدَّم قاداته فداءً لهم.
لستم وحدكم، يقولها السيد القائد في كُـلّ خطاب يلقيه، ويردّدها أبناء الشعب اليمني في كُـلّ جمعة، وينفذها عمليًّا القوات المسلحة اليمنية في البر والبحر.
هنا اليمن لن يخذل غزة، لن يصم أذانه عما يحدث في غزة كما فعل العالم، لن نطبق أعيننا وَأهل غزة يغتسلون بدمائهم، يأكلون الحشيش والأعلاف ليبقوا على قيد الحياة، لن نغض الطرف عما يحدث ونحن نراهم يفترشون الأرض ليناموا، نحن شعب لا يمكن أن نرى الخيام تحرق بمن فيها ولا نتحَرّك، حاشا لله أن نسكت أَو نتركهم وحدهم، حاشا لله أن نتوقف عن مساندة شعب مظلوم يشهد العالم كله مظلوميته ولا يحرك ساكنًا!
أنتم صموا أذانكم واغلقوا أفواهكم وغضوا أبصاركم عما يحدث، لكن لا تطلبوا منا أن نتبع نهجكم، فمن المحال أن نسكت، ومن المستحيل أن نتوقف عن إسنادنا لغزة.
هذا الشعب يؤمن بالجهاد في سبيل الله ويؤمن بأن “إسرائيل” عدو لا بد من مواجهته، كما يؤمن بأن نصرة المظلوم واجب، وأن من سمع مناديًا ينادي يا للمسلمين ولم يجب فليس من المسلمين، نحن نؤمن بأن من يسكت، من يتجاهل ما يحدث اليوم في غزة لن يسلم لا في الدنيا ولا في الآخرة.
إن حُرقوا أهل غزة اليوم ظلمًا بنيران الكيان المجرم ونيران من سكت وخذل، فستحرقون أنتم يا من سكتم بلهيب نارٍ لا تبقي ولا تذر جزاء لكم، لم تنصروا غزة اليوم لكن الله سينصرها غدًا في يوم المحشر، اليوم الذي ينتصر فيه للمظلوم من الظالم ولكم نحن متلهفون إلى ذلك اليوم لنرى عدالة السماء.
أما نحن فنحن مُستمرّون في مواجهتنا وقلناها كَثيرًا وسنظل نقول أننا لا نخشى أحد إلا الله، وأن ليس هناك قوة على هذه الأرض ستمنعنا عن تأدية واجبنا الديني الجهادي.
و”إسرائيل” إن أرادت حرب مفتوحة فنحن أهلها وناسها، وإن الشعب اليوم لملتهف لهذه المواجهة كما يتلهف الظمآن للماء، واسألوا التاريخ يخبركم من هي اليمن وماهي نظرتها تجاه هذا الكيان الغاصب.
وكما قال قائد الثورة-السيد عبد الملك حفظه الله- نحن نؤمن أنه حتمًا ولا بد من أن “إسرائيل” ستزول، هذا وعد إلهي والله لا يخلف وعده.
جاءوا إلى اليمن بعدوان غاشم يريدون إرهابنا بقوتهم الهشة فلا أهلًا ولا مرحبًا بهم، هنا اليمن وليست سوريا، لن يجدوا هنا إلا الموت والهلاك المحتم، إن كانوا لم يجدوا هناك رصاصة واحدة توجّـه نحوهم فهنا سيجدون وابل ليس من الرصاص فقط بل من الصواريخ والطائرات المسيرة، سيجدون قوة من قال الله عنهم إنهم {أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ}.
فليأتي هذا الكيان ليكون زواله على هذه الأرض بإذن الله.